ان علي اميركا ان تنتبه الي هذه النقطة بانها لا تملك ما يكفي من القوات في افغانستان لذلك فانها لا يجب ان تفكر ببناء حكومة جديدة والانتصار علي طالبان كما ان علي اميركا الا تبحث عن المستحيل في افغانستان.
وبسب تراجع نسبة تاييد الراي العام لزيادة عدد القوات الامريكية في افغانستان ، فانه اذا ما حدث ذلك فان الوجود الامريكي في افغانستان سيواجه حينها المزيد من الهشاشة وعدم الاستقرار.
وتظهر الدراسات ان ايجاد تغييرات في بلد مثل افغانستان بحاجة الي 30 الي 40 عاما علي الاقل لان هذا البلد يعاني من مشاكل كبيرة بما فيها الامية وانعدام البني التحتية وانعدام الاستقرار والفساد ولا يمكن معالجتها في غضون عامين او ثلاثة اعوام.
ويبدو ان الرئيس الامريكي باراك اوباما سيوافق علي طلب مك كريستال لزيادة عديد القوات لانه ربما لا يملك خيارا اخر غير ذلك وقد اكد علي هذا الشئ في شعاراته الانتخابية الا ان هذه القوات لن تبقي مدة طويلة في افغانستان وستخرج من افغانستان في غضون السنوات الاربع او الخمس المقبلة ، وفي ذلك الوقت لن يكون الوضع في افغانستان افضل مما هو عليه الان وان اميركا ستواجه بلدا فقيرا وغير نام يجب ايجاد نفقات وميزانية كبيرة لاعادة بنائه.
والمؤسف ان اميركا لا تملك بما يكفي من القوات في افغانستان كما انه لا توجد حكومة فاعلة فيها كما ان اميركا تفتقد الي السيطرة علي الحدود الافغانية.
وبناء علي ذلك يمكن القول بان السياسة الامريكية في افغانستان هي سياسة ناقصة وان اميركا تطبق هذه السياسات في بلد متضرر وفقير وان هناك احتمالا كبيرا ان تتكرر مشاكل فترة تواجد القوات السوفيتية السابقة في افغانستان لانه لا توجد موارد كافية لهذه الحرب اضافة الي ان اميركا لا تعرف جيدا كيف تعالج هذه الازمة ، لذلك فان الادارة الامريكية توصلت الي نتيجة مؤداها بانها لا يجب ان تبحث عن المستحيل اي الانتصار في افغانستان.
ان علي اميركا ان تركز اهتماماتها علي قضيتين في افغانستان وهما ، مواجهة اهم تهديد ، يتهدد الامن القومي الامريكي اي القاعدة وكما نعرف فان القاعدة متواجدة في باكستان وان اميركا قادرة علي القيام بذلك بسهولة من خلال قواتها الخاصة. الا اذا كانت تتابع اهدافا اخري وتريد استخدام هذا التنظيم الارهابي كاداة ووسيلة.