رمز الخبر: ۱۵۹۸۶
تأريخ النشر: 17:23 - 29 September 2009
عصر ایران - جنيف/فيينا - رويترز - ستعتمد القوى الكبرى على الكشف الاسبوع الماضي عن منشأة ثانية لتخصيب اليورانيوم في ايران للضغط على ايران لوقف برنامجها النووي واظهار الشفافية بشأنه خلال المحادثات النادرة المقرر عقدها في جنيف يوم الخميس.

وشدد الكشف عن المنشأة المخفية داخل أحد التلال في قاعدة صواريخ سابقة من عزم القوى الغربية على انتزاع تنازلات ايرانية في الوقت الراهن او اللجوء الى عقوبات مؤلمة بشكل سريع كما خفف من معارضة روسيا الصريحة لاتخاذ اجراءات اكثر صرامة ضد طهران.

لكن الاتهامات الغربية لايران بالتستر لاخفاء خطط لاسلحة نووية للمنشأة المقامة بالقرب من مدينة قم المقدسة لدى الشيعة ونفي طهران لذلك احيا مناخ مواجهة لا يبشر بالخير بالنسبة لاية امال في حدوث تقارب في جنيف.

وبالنظر الى رفض ايران الدائم للتفاوض حول وضع حدود لبرنامجها لتخصيب اليورانيوم الذي تخشى القوى الغربية من انه يقترب بشكل متسارع من قدرة محتملة على انتاج اسلحة نووية فان محادثات جنيف يتوقع ان تكون استمرارا لمسلسل الفشل.

وقال دبلوماسي غربي كبير "تغيرت الامور منذ اعلان الاسبوع الماضي ولكن يجب علينا ان نمضي في العملية حيث أن ايران طلبت عقد هذا الاجتماع."

واضاف مشيرا الى فرض عقوبات اوسع نطاقا "المحادثات محكوم عليها بالفشل الى حد كبير. من الواضح ان ايران لن تقول ما نرغب في سماعه وسيتعين علينا الانتقال الى المرحلة المقبلة."

واقترحت واشنطن قطع واردات البنزين الى ايران الامر الذي من شأنه ان يؤثر عليها بشكل كبير نظرا لافتقارها الى قدرات التكرير. لكن الاقتراح يواجه رفضا في اوروبا نظرا لمخاوف من انه قد يؤثر على الايرانيين العاديين ويعيد توحدهم خلف الرئيس محمود احمدي نجاد على الرغم من اعادة انتخابه المثيرة للجدل في يونيو حزيران.

وقد تكون الخيارات الاخرى القابلة للتطبيق هي فرض عقوبات على الاستثمار الاجنبي في ايران في قطاعات النفط والغاز والصادرات والواردات وتشديد النظام الحالي لتجميد اصول الشركات الايرانية وفرض حظر على التجارة المتعلقة بالانشطة النووية والصواريخ مع ايران.

وتقول ايران انها تخصب اليورانيوم فقط لانتاج الوقود النووي لمحطات توليد الطاقة. ويمكن أن تستخدم تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم لانتاج اليورانيوم المنخفض التخصيب لتوليد الكهرباء او مادة عالية الانشطار لصنع قنابل ذرية.

وترغب القوى الدولية في رؤية استعداد ايراني في جنيف لتجميد توسيع منشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسية في نطنز في مقابل تجميد خطوات لفرض عقوبات اوسع نطاقا.

وينظر لهذه على انها طريقة لحفظ ماء الوجه بتعليق الانشطة النووية في مقابل فوائد تكنولوجية وتجارية واسعة النطاق.

كما ستضغط القوى الدولية على ايران كي تسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة ومقرها فيينا للتحقق بدون اي تقييد من ان ايران لا تخفي أي منشآت لانتاج يورانيوم عالي التخصيب.

وقال مصدر بوزارة الخارجية الروسية "نعول على ان الايرانيين لن يأتوا (للمحادثات) خالي الوفاض."

وقال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي الاسبوع الماضي ان طهران تعتزم فقط مناقشة اقتراحها المضاد الاخير لعرض القوى الكبرى بشأن حوافز تجارية مقابل التخلي عن تخصيب اليورانيوم.

وكما كان من قبل فان هذا الاقتراح كان غامضا وراوغ اثنين من مخاوف الامم المتحدة الرئيسية وهي تجاهل ايران لقرارات تطالبها بوقف الانشطة النووية الحساسة والعمل على تبرئة نفسها امام مفتشي الامم المتحدة النوويين من ادعاءات سابقة باجراء ابحاث حول "التسلح" النووي.

وقال مارك فيتزباتريك وهو باحث كبير في مجال حظر الانتشار النووي بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن "سيجعل الكشف عن (منشأة) قم (القوى الست) اكثر اتحادا وعزما على اقناع ايران بالكف والالتزام بقواعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية. من المؤكد انه يضع ايران في موقف دفاعي."

وقال لرويترز "لكن ذلك لن يحل المشكلة الكامنة الخاصة بالغرض من برنامج تخصيب اليورانيوم. الحل لا بد أن يشمل فرض قيود على البرنامج."

وقال فيتزباتريك ان ايران يمكن ان تقدم بعض التنازلات في جنيف بشأن الشفافية حول برنامجها النووي مثل التعهد بتقديم معلومات خاصة بتصميم مواقع نووية تعتزم اقامتها مقدما الى وكالة الطاقة الذرية.

لكن ايران كما كانت من قبل سيكون لديها دافع قليل لتحقيق تقدم فيما يتعلق بوقف تخصيب اليورانيوم أو فتح دفاترها أمام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية طالما انها تستطيع الاعتماد على روسيا والصين لعرقلة عقوبات مؤلمة حقا في ظل تمتع الدولتين بحق النقض في مجلس الامن.

وقال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الاسبوع الماضي بعد اطلاعه على ما يبدو على موقع تخصيب اليورانيوم الثاني من قبل الرئيس الامريكى باراك اوباما ان فرض مزيد من العقوبات برغم انها "نادرا ما تكون مثمرة يكون في بعض الاحيان لا مفر منه".

وتراجعت التصريحات الروسية منذ ذلك الحين عن أي سيناريو لفرض عقوبات. وقال مصدر بوزارة الخارجية الروسية "علينا ألا نستسلم للعواطف... والشيء الرئيسي هو بدء عملية تفاوض مثمرة مع ايران."

والموقف السائد في روسيا هو انه لا حاجة لعزل ايران بدون تقديم ادلة دامغة على انها تحاول صنع قنابل ذرية. وبدلا من ذلك تقول ان هذا يؤدي الى نتائج عكسية.

وتريد الصين أن تحافظ على 12 في المئة من احتياجاتها من النفط الخام تستوردها من ايران وكذلك مبيعات البنزين الى ايران من قبل شركات صينية تديرها الدولة وهي المبيعات التي تملا الفراغ الذي تركه المصدرون الغربيون الذين رضخوا للضغوط السياسية للبقاء بعيدا.

ولن يصدر على الارجح اي قرار بشأن فرض مزيد من العقوبات قبل نهاية هذا العام ويحتمل ان يتم تخفيف المجموعة القادمة من العقوبات من قبل روسيا والصين كما كان الوضع في المجموعات السابقة