رمز الخبر: ۱۶۰۷۷
تأريخ النشر: 12:53 - 03 October 2009
مصیب نعیمی
عصرایران - من ميزات اجتماع (جنيف 2) انه كان موضوعياً وصريحاً، حيث لم يخرج المتحاورون عن الموضوع المدرج على جدول الأعمال، فهم لم يتطرقوا الى قضايا هامشية كما كان الأمر رائجاً في المرات السابقة. هذه الميزة كانت كافية لإحداث شرخ في جدار الخلاف، والإجماع على أن اللقاء كان مجدياً ومثمراً.

وكما كان متوقعاً، فان المباحثات لم تسفر عن حل جذري لكل الخلافات، غير أنها تعتبر بداية ناجحة لمرحلة جديدة تعتمد على المصاديق القانونية والتنفيذية بدلاً من الترويج لمآرب سياسية.
ويبدو ان الغرب بات يعرف حقيقة موقف ايران وتمسكها بحقها في امتلاك التقنية النووية السلمية إلى جانب المصداقية في التعاون البنّاء والشفاف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفي اطار معاهدة (ان.بي.تي) التي تنظم مهام وتكاليف جميع الأطراف المعنية وتتعهد بتأمين حقوق الدول الأعضاء وتضمن مساعدتهم في هذا المجال.

ولا شك بأن مباحثات اليوم الطويل كانت فرصة لدراسة الأوضاع من جميع جوانبها لكن الأدلة والمنطق الذي قدّمه الجانب الايراني فاجأ الجميع، مما جعلهم يتفهمون الموقف ويوافقون على دراسة الأمور بشكل موضوعي بعيداً عن الشروط التعجيزية واطلاق الاتهامات المزعومة.

ويرى المراقبون بأن هذا الإنجاز يمكن أن يكتمل شريطة أن يحافظ جميع الأطراف على قوانين اللعبة وأن لا يحاولوا استغلالها سياسياً لأن التعاون الايراني لحل القضية يعتمد على تفهم الجانب الآخر لهذا الموقف. وكما ان الازدواجية في السياسة الغربية وصلت الى طريق مسدود، فلابد أن يعاد هذا التكتيك في المراحل السابقة.

فالملف النووي الايراني ليس شائكاً ولا مستعصياً ويمكن الوصول الى حل مرضي شريطة أن يعترف الجانب الغربي وخاصة الأمريكي بحقوق الآخرين وسيادة الدول الأعضاء في المنظمة الدولية وبناء الثقة بين الجانبين وتناغم الأفعال بالاقوال في حل سلمي لجميع القضايا الخلافية في العالم.