رمز الخبر: ۱۶۱۰۱
تأريخ النشر: 11:05 - 04 October 2009
مهدي محمدي
عصرایران - جرت المفاوضات بين وفدي ايران ومجموعة (5+1) يوم الخميس الماضي في ظل أجواء بنّاءة في جنيف.

ويمكن القول ان هذه المفاوضات هي من أنجح جولات الحوار التي جرت خلال السنوات الست الماضية، حيث قامت ايران خلال هذه الجولة بتبديل أجواء التهديد إلى أجواء للتعاون، بدون أن تتراجع خطوة عن حقوقها ومواقفها أو تقدم تنازلات للجانب الغربي في هذا المجال، كما أعدت الأرضية لاستمرار المحادثات.

لقد بادرت ايران في هذه الجولة من المفاوضات الى تقديم اقتراح مبتكر غيّر من مصير المفاوضات. فإقتراح ايران يتمثل في أن يتم تأمين وقود مفاعل الأبحاث في طهران من خلال قيام ايران بتقديم اليورانيوم المخصب لديها بدرجة 5ر3 وحتى 5% إلى أي دولة ترغب بها وفي المقابل تتسلم وقوداً مخصباً بدرجة 75ر19%.

هذا الاقتراح الذي وافق عليه الجانب الغربي يعني ان ايران يمكنها فقط التخصيب داخل أراضيها من أجل الحصول على الوقود اللازم لمفاعل طهران للأبحاث، الذي مهمته انتاج النظائر المشعة للأغراض الطبية. وقد تقرر في هذا المجال مواصلة المفاوضات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 18 أكتوبر القادم.

وخلافاً للدعاية الغربية قبل جولة المباحثات في جنيف، فإنه لم يتم طرح موضوع العقوبات خلال هذه الجولة. الأمر الذي يبين ان موضوع العقوبات ما هو إلا أداة للتأثير على ارادة الدول أكثر مما يكون واقعياً. وعليه يمكن القول ان الجمهورية الاسلامية الايرانية كانت هي الرابحة في مفاوضات جنيف وان هذه المفاوضات كانت بمثابة نقطة عطف في جدول أعمال الفريق النووي للحكومة العاشرة.

ان نتيجة هذه الجولة من المباحثات هي انها ستستمر، وحتى نهاية شهر أكتوبر سيلتقي جليلي وسولانا وقبلهما سيجتمع مساعداهما للبحث في هذا المجال. ان الغرب لم ينتهك خلال هذه الجولة من المفاوضات خطوط ايران الحمراء، كما وافق على مبادئ رزمة المقترحات الايرانية، حيث لو كان الغرب قد تجاوز الخطوط الايرانية الحمراء لما واصلت ايران هذه المفاوضات.

ان هذه المفاوضات بيّنت انه قد تمّ تأمين الحد الأدنى من مطالبات ايران وعلى رأسها عدم تطرق الغرب لموضوع التجميد، ولذا يبدو ان الغرب قد وصل الى قناعة أخيراً بأن موضوع التجميد يعتبر هدفاً مستحيلاً.

ومن المتوقع أن تكون الجولة القادمة من المباحثات شبيهة بمفاوضات جنيف، وإذا تمكّن الغرب من دراسة رزمة المقترحات الايرانية بدقة خلال هذه الفترة، فانه من المؤكد سيتم التوصل خلال فترة قصيرة الى حلول عملية.