رمز الخبر: ۱۶۱۶۴
تأريخ النشر: 08:51 - 06 October 2009
عصر ايران – اضطلعت الحكومة السعودية بدور خاص وذلك في اطار الاستراتيجية الجديدة للغرب والولايات المتحدة قبال ايران.

ان العائدات النفطية الهائلة في الاعوام الاخيرة اطلقت يد الحكام السعوديين للبذخ ومنح الاموال وانفاقها في دول المنطقة والعالم ، وحتى انهم وبفضل الدولارات المدخرة لهم في البنوك الامريكية والاوروبية اصبحوا ضمن مجموعة الدول ال20 لتسوية الازمة الاقتصادية العالمية.

وطبيعي انهم يعرفون ايضا بان قادة الدول الاوروبية والامريكية ينظرون اليهم من منظار براميل النفط والدولارات الخضراء اللون ، كما كان احد قادة دول الخليج الفارسي خلال الاعوام الاخيرة قد حذر رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون بالا ينظر اليهم "كبقرة حلوب" في الازمة الاقتصادية العالمية والا يتوقعوا ان يبذخ الشيوخ العرب في المنطقة بما يملكونه من ذهب وفضة واموال لمواجهة الاثار السلبية للازمة الاقتصادية العالمية!

ان كلام قادة المنطقة لم يصمد كثيرا بطبيعة الحال ، فحكام الدول العربية في منطقة الخليج الفارسي مازالوا يضعون احد ايديهم في جيوبهم والاخرى يضعونها بيد قادة الدول الاوروبية واميركا ، بحيث ان السعودية تلعب اليوم دورا صريحا انيط اليها من غرف الفكر والتخطيط في البيت الابيض والكونغرس الامريكيين ، وهذا الدور يتمثل في شراء الاسلحة الروسية لمنع بيعها الى ايران (لاسيما منظومة صواريخ اس 300 الروسية).

ووفقا للنبأ الذي بثته وسائل الاعلام الغربية والمنطقة ، فان الحكومة السعودية ابدت رغبتها لشراء اكثر من 7 مليارات من الاسلحة الروسية احداها منظومة الدفاع الصاروخية اس 400.

ويبدو ان حكام الرياض لا يبغون من خلال هذه المشتريات العسكرية النهوض بقدراتهم الدفاعية بل هم يفكرون اكثر من ذلك بالمصالح الامريكية والاوروبية في المنطقة لان السعودية ان ارادت شراء الاسلحة فان ابواب ترسانات الاسلحة الحديثة وفوق الحديثة في اميركا واوروبا مفتوحة امامها.

وفي اطار هذا الدور الجديد ، فانه في حال تكثيف الضغوطات ضد ايران واحتمال فرض الحظر النفطي عليها ، فان السعودية كلفت ايضا بتوفير النفط للصين وتامين ما ينقص من معروض النفط في السوق العالمي من جراء انعدام تصدير النفط الايراني للحد من ارتفاع اسعار النفظ.

ويبدو ان الحكومة السعودية وفي اطار هذا الدور كلفت بشراء الاسلحة الروسية لحض مسؤولي الكرملين ، بان يكون من السهل عليهم مراجعة سياساتهم تجاه ايران ان كانوا ينظرون الى العلاقات مع ايران من زاوية المصالح الاقتصادية البحتة.

ان السعودية والغرب يعرفون جيدا طبيعة العلاقات الدولية ويعرفون بان الدعم الروسي في بعض الاحيان لايران تجاه الغرب ، يمكن ان يكون ملفتا بالنسبة لحكام الكرملين من ناحية المصالح الاقتصادية والمصالح الاستراتيجية.

فمن ناحية المصالح الاستراتيجية ، فان ادارة اوباما دخلت على الخط مباشرة واوصلت الفجوة في علاقاتها مع الكرملين الى الحد الادنى ، اذ يعتبر التخلي عن نصب الدرع الصاروخية الامريكية في شرق اوروبا احد اكبر الخطوات في هذا الاتجاه.

لكن يبدو ان السلطات الامريكية وفرت لروسيا لقمة اقتصادية سائغة وان احد اكبر هذه اللقم ، هي الدولارات النفطية السعودية. لذلك فانها دفعت السعودية الى الواجهة لتبرم عدة صفقات تسليحية مربحة مع روسيا ، ومن جهة اخرى تطمئن الصينيين بانهم في حال تخلوا عن مصالحهم النفطية في ايران فان بامكانهم ان يحسبوا حسابا على حقول النفط في صحارى الحجاز.

لذلك وفي اطار السياسة الجديدة لادارة اوباما في منطقة الشرق الاوسط لاسيما قبال البرنامج النووي الايراني فان من الواضح تماما بان الدور السعودي هو دور خاص للغاية لكن ليس من الواضح ماذا يتوقع الحكام السعوديون من البيت الابيض مقابل اسداء هكذا خدمة؟

وربما ان اوباما فكر بهذا الامر ايضا وان تغيير ادبياته قياسا بسلفه بوش الذي كان يؤكد على "ايجاد الديمقراطية في الشرق الاوسط" ، يمكن ان يشكل افضل امتياز يمنح للحكام المستبدين للدول العربية في المنطقة. فاذا لم يصر اوباما على ايجاد الديمقراطية في الشرق الاوسط (والامر يبدو كذلك خلال الاشهر التسعة الاخيرة حسب الظاهر) فان هذا يلبي احد اهم توقعات الحكام السعوديين (وطبعا الحكام غير المنتخبين الاخرين في الشرق الاوسط) من الادارة الامريكية وباقي الدول الغربية.