رمز الخبر: ۱۶۲۵۸
تأريخ النشر: 13:55 - 08 October 2009
مصیب نعیمی
عصرایران - تحولت قضية إرجاء التصويت على تقرير غولدستون حول جرائم الصهاينة في حرب غزة إلى أزمة ثقة بين السلطة الفلسطينية والفصائل، وفي حركة فتح نفسها حيث هناك استغراب حول الأسباب الكامنة وراء هذه الخطوة الخاطئة.

فالتقرير صدر عن مؤسسة إنسانية تابعة للأمم المتحدة، خاصة وان التقرير أعده ريتشارد غولدستون وهو من أصل يهودي لا يمكن للصهاينة أن يتهموه بمعاداة السامية، مما هيأ فرصة ذهبية لمحاسبة مجرمي حرب، ولو بتشهيرهم أمام العالم.

ولا شك بأن المبررات الواهية كالخوف على خيار عملية السلام أو الرضوخ أمام الضغط الأمريكي، لا تعوض هذا الخطأ الفادح، لأن السلطة الفلسطينية كانت تعتبر نفسها حريصة على حق الشعب الفلسطيني وأمينة على أمنه واستقراره، فيما التغاضي عن جريمة العصر والتساهل مع المجرمين الذين ارتكبوا أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، ولا زالوا يمارسون الحصار والجوع، فهو ما يتعارض مع مهام أي قيادة تحزم نفسها.

ولوحظ بأن القسم الاكبر من القيادات الفتحاوية، وأعضاء منظمة التحرير وشخصيات فلسطينية مستقلة رفضت هذه الاستهانة بالقضية، وطالبت باتخاذ موقف حاسم لاصلاح الخلل. غير ان الصهاينة لا زالوا مستائين من التقرير، ويحاولون التهرب من المسؤولية عبر اتهام الزعماء العرب بالديكتاتورية واراقة الدماء.

المهم في هذه المرحلة هو عدم تجاهل العدو الحقيقي لأن هذا العدو يريد أن يشعل معركة جانبية لصرف الأنظار عن جرائمه.

ان سلطة الرئيس محمود عباس مسؤولة أمام شعبها والامة لاتخاذها مثل هذه الخطوة المعيبة والخطيرة، غير ان هذا لا يعني ان يتحول الامر إلى صراع جديد بين الاطراف العربية والاسلامية وتبقى اسرائيل خارج المسرح.

اننا امام عدو مجرم مخادع لابد من إلحاق الهزيمة به بكل الوسائل الممكنة سياسياً واعلاميا وبالمقاومة، دون اعطائه الفرصة لاستغلال الأوضاع والاصطياد في الماء العكر.