رمز الخبر: ۱۶۳۱۶
تأريخ النشر: 10:33 - 11 October 2009
عصرایران - ارنا - التسرع هو القاسم المشترک لاغلب عناوين التعليقات التي خرجت بها الصحف العالميه غداه منح الرئيس الامريکي باراک اوباما جائزه نوبل للسلام .
   
صفه التسرع التي طبعت بها الصحف الاعلان لها ما يبررها لا سيما لم يمض علي اوباما سوي تسعه اشهر و هو في منصبه کرئيس للولايات المتحده کما لم تقرن اقواله بعد بالافعال وظلت نواياه الحسنه شعارات لم تشق طريقها الي ارض الواقع وبعيدا عن الشعارات التي رفعها اوباما ابان الانتخابات ومابعدها ظلت سياسه الولايات المتحده في عهده تدور في فلکها السابق و لم تغادره مازال معتقل غوانتنامو قائما ومازالت الحکومه الاسرائيليه ترفض وقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينيه المحتله ومازال اکثر من مليون و نصف المليون انسان محاصرين في غزه علي مسع و مراي العالم اجمع و مازال قاده الکيان الاسرائيلي الذين ارتکبوا الفضائع في غزه يتمترسون وراء الدعم الامريکي اللامحدود و ما قصه تاجيل تقرير غولدستون الا جانبا صغيرا من هذا الدعم ومازالت اسرائيل تتبجح بترسانتها النوويه التي تعتبر تهديدا خطيرا للمنطقه والعالم تحت حمايه امريکيه شامله و مازالت امريکا تغزو افغانستان تحت وقع تهديدات بزياده عدد قواتها هناک ومازال العراق ينزف بسبب تواجد القوات الامريکيه التي تبحث عن ذرائع للبقاء هناک ومازالت امريکا تختلق الذرائع لحرمان ايران من حقوقها المشروعه في الاستخدام السلمي للطاقه الذريه تحت التهديد و الوعيد باستخدام القوه ومازالت امريکا تبحث عن بدائل لدرعها الصاروخيه في شرق اوروبا.

وبعد کل ذلک لم يکن مستغربا ان تتسائل صحيفه وول سترييت جورنال عن الاسباب التي دعت الي منح اوباما الجائزه و کتبت تقول " اصبح باستطاعه زعيم سياسي ان يحصل علي جائزه للسلام لمجرد انه يعتزم تحقيق السلام في وقت ما في المستقبل ".

ما راي الخبير الالماني في شوون السلام اندرياس هاينيمان جرودر ان منح اوباما جائزه نوبل للسلام يعتبر سابقا لاوانه واصفا الاعلان بمثابه وضع اکليل من الغار علي راس بطل لم يخض اي معرکه بعد اما العنوان الاخر الذي قفز الي الاذهان للوهله الاولي بعد اعلان رئيس لجنه نوبل توربيورن ياغلاند عن اسم الفائز بجائزه السلام لعام 2009 کما اختارته بعض الصحف العالميه فکان المفاجئه الا ان عنصر المفاجئه ما اسرع ان تبخر عندما اميط اللثام عن خفايا الترشح لجائزه السلام لهذا العام.

فقد کشفت صحيفه دايلي تلغراف اللندنيه في عددها الصادر السبت 10 تشرين الاول اکتوبر عن ان ابواب الترشيحات للجائزه اقفلت بعد اثني عشر يوما فقط من وصول الرئيس الامريکي الرابع والاربعين الي البيت الابيض الامر الذي وصفته الصحيفه بانه اکبر صدمه اثارتها لجنه نوبل علي الاطلاق کما لم يفت الديلي تلغراف ان تصف اختيار اوباما بالخيار السياسي بامتياز .

وفي سياق الکشف عن خفايا الترشيح ذاته اعتبرت صحيفه وول ستريت جورنال ان ما اعلنته اللجنه عن سبب اختيارها اوباما لم يکن منطقيا لا سيما ان اوباما رشح في الاول من شباط / فبراير الماضي اي بعد اقل من اسبوعين علي تسلمه الرئاسه.

وکتبت وول ستريت جورنال ان اختيار اوباما هو موقف بمفعول رجعي من سلفه الرئيس جورج بوش الذي هز الامن و السلم العالميين بحروبه العسکريه وحملاته السياسيه.

اخيرا و رغم زوال عنصر المفاجئه الذي حاول الاعلام الغربي تسويقه بشان الاعلان عن الفائز بجائزه نوبل للسلام يبقي التاکيد الملفت علي هذا العنصر في الاعلام الغربي يثير العديد من التساولات حول الاهداف الکامنه وراء هذا الاختيار الذي بخلت به لجنه نوبل علي الکثير من الشخصيات السياسيه العالميه التي ترکت بصمتها علي التاريخ الانساني کالمهاتما غاندي وکانت قريبه جدا من شخصيات اخري کمورجان تسفانجيراي رئيس وزراء زيمبابوي.

فهل عملت لجنه نوبل بوصيه موسس الجائزه الفرد نوبل الذي اوصي ان تمنح جائزته لمن يحقق السلام و يعيشه البشر واقعا علي الارض ان القائمين عليها جعلوا منها اداه في خدمه المشروع الغربي.