رمز الخبر: ۱۶۳۵۰
تأريخ النشر: 09:08 - 12 October 2009
مصیب نعیمی
عصرایران - ينفض العراق عن نفسه غبار الماضي رويداً رويداً، ويسير قدماً نحو بناء الدولة الحديثة التي تستعيد أركان سيادتها، واحداً تلو الآخر، بعد حقبة عاشها في ظل نظام مستبد، ومن ثم الاحتلال الذي لازال يلقي بظلاله على ربوعه.

فالعراق يتّجه نحو خوض تجربة ديمقراطية أخرى، على غرار ما خاضه في وقت سابق، وسط تحديات خرج منها مرفوع الرأس، حيث تعرض ولا زال لعمليات ارهابية تستهدف الثأر من العراقيين لدفعهم إلى الندم بطريقة أو بأخرى، ومن ثم إلى الحنين للنظام البائد الذي تخلصوا منه.

علماً ان الاحتلال في ذاته ساعد كثيراً على زيادة معاناة العراقيين في ظل وطأة الممارسات الارهابية الوافدة، التي تولد لدى المرء الفكرة بأن الاحتلال يرتاح لمثل هذه الممارسات، كونها تعطيه الذريعة لإطالة أمد تواجده اللامشروع في هذا البلد.

ولكن العهد الجديد مضى قدماً، رغم كل تلك التحديات ويبني دعامات استكمال السيادة، وهو يستعد اليوم لخوض تجربته الديمقراطية الأخرى، بعد ان اكتسب خبرة أكبر في هذا المضمار، ونضج إلى حد بعيد في التعايش بين مختلف أطياف الشعب العراقي، والوفاق بين الأفرقاء الذين يضعون مستقبل بلادهم نصب أعينهم، ويواجهون التحديات بعزيمة وإرادة أصلب، يحدوهم في ذلك الاستقبال الكبير الذي يبديه أبناء الشعب لخوض الانتخابات للانتقال إلى مرحلة أخرى من الديمقراطية.

لقد بينت إحدى عمليات الاستطلاع ان 83% من العراقيين متفائلين بمستقبل بلادهم، وبالأمن الذي يعبرون عنه انه كاف لذهابهم إلى مراكز الاقتراع. ووفق ما تؤكده الوقائع، فان المرجعية لها دور كبير في رسم مستقبل البلاد عبر التوجيهات التي تقدمها للعراقيين الذين لو التزموا بها، فإنها تكون في صالحهم على غرار ما اثبتت المرجعية حتى الآن انها في خدمة مصالح الشعب والبلاد.

يبقى ان تكون دول الجوار الى جانب العراق وشعبه، تؤازره للنهوض ونبذ الماضي المظلم، ومساعدته في التصدي لكل ما يخل بأمنه واستقراره، باعتبار ان أمن كل بلد في هذه المنطقة الحساسة من العالم هو من أمن دول الجوار، والعكس صحيح أيضاً.