رمز الخبر: ۱۶۴۵۴
تأريخ النشر: 11:28 - 15 October 2009
صالح عوض
عصرایران - في فلسطين شعب يجترح الحياة من المستحيل فمنذ مايقارب القرن من الزمان وهو في ساحة المعركة لاتلين له قناة ولايفتر له ساعد.. ومن جولة الى جولة كان يسجل فعاليته بإباء وشمم.. وهاهو الان في غزة يسكب الدم وتمنع عنه اسرائيل ثلاثة الاف سلعة وتغلق عليه الحدود و لا يستسلم للهزيمة ويرفض التنازل عن حقه في العودة الى حيفا ويافا والمجدل وبئر السبع وكل مدنه وقراه الفلسطينية التي طرد منها قسرا..تصب عليه اسرائيل ملايين الكيلوجرامات من المتفجرات المحرمة دوليا وهو لا يكترث الا بالتمسك بحقه ..ويذهب الى تحت الارض يحفر الانفاق عله يجلب من ارض العرب في خلسة من اجهزتهم الامنية بماله بعضا من القوت للعيال..وفي القدس الشريف يهب اهل القدس والمدن الفلسطينية المغتصبة من العمق الفلسطيني الى التمترس داخل المسجد الاقصى وتصبح قيمة (فلسطيني الداخل) حيوية في الذود عن المقدسات ولليوم السابع والناس بالالاف معتكفون بالمسجد الاقصى..وفي قرى الضفة الغربية يواجه الفلاحون قطاع خنازير الاحتلال التي تعيث فسادا بمحصولاتهم الزراعية وحدهم ولامعين في حين وزراء السلطة لايعتنون الا بربطات العنق ونوعية الملابس وكاميرات التلفزيون .

وإن أقل مايمكن قوله عن قيادة الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة انها هزيلة غير قادرة على تحمل اعباء قضية فلسطين وادارتها بما لها من علاقات وامتدادات..فهل كان من المعقول ان يستمر خلاف وصراع هذه القيادة فيما بينها اربعة سنوات مستمرة فيما العدو يتحرك بشكل منهجي ومتوحش نحو الارض والحقوق والمقدسات يلتهمها التهاما..هل من المعقول ان لاينجح حوار هذه القيادات في التوصل الى المشترك الذي يدفع بالطاقات الى ساحة المعركة ضد عدو يستهدف الجميع هل من المقبول ان يتشتت جهد الفصائل وقوى المجتمع في ظل هذه المعركة الرهيبة التي تشنها العصابات الصهيونية والمناورات الخبيثة التي تديرها الادراة الامريكية ؟ هل من السائغ ان تضيع الوقت في المماحكات والتصريحات والرد عليها طيلة هذه المدة.

.القيادة الفلسطينية الحالية ليس لها من الهمة ما يكفي للارتقاء الى مستوى قضية الشعب ولا الى طموحه وهي قيادة ضعيفة غير قادرة ان تحمي الشعب من التفسخ ، وغير قادرة ان توفر له سبل الدفاع عن نفسه ومقدساته والأسوأ من ذلك كله انها توفر سبل نجاة للعدو مما اقترفت يداه فيماهي تتلهى بالمناكفات الداخلية وتجري وراء الوعود وتتلهى بالتنصيبات والموازنات والتعيينات والمهمات والسفريات واللقاءات والمؤتمرات الفارغات والمفاوضات ثم المفاوضات.

ان من حق الشعب الفلسطيني الذي يتمتع بحيوية عالية وبقدرة صمود اسطورية ان تكون له قيادة بحجم لياقته وقدرته على التحدي وبحجم ما هو ملقى على الشعب والارض في فلسطين والمنطقة من تحديات ..ولقد تعود هذا الشعب على قيادة فذة من الحاج امين الحسيني الى عبدالقادر الحسيني الى ياسر عرفات وغيرهم من القيادات الفذة وأخرى من صف اول كان لها الدور في تاسيس كيان سياسي للشعب الفلسطيني وتثبيت حقه في كل المحافل وجعل قضيته رقما صعب في المنطقة لايمكن تجاوزه وذلك في مواجهة محاولات الكيان الغاصب تفتيت وجوده السياسي والمعنوي .

ان ذهاب هذه القيادة الى الراحة والابتعاد عن موقع التمثيل له لايعني فوضى ولا ضياع لان لاشئ موجود على الارض يخشى عليه..فالسلطة لاسلطة لها وهي خاضعة لسلطة الاحتلال ووقوانينه بل وسطوته والحديث هنا لايطال فريقا في الساحة الفسطينية دون اخر بل الكل في حالة بائسة لم يكن فيهم أما حقيقية ولا هابيل ..فكلهم قابيل.