رمز الخبر: ۱۶۴۶۴
تأريخ النشر: 12:20 - 15 October 2009
عصرایران - لونه أحمر ارجواني، طوله نحو 15 سنتم، عرضه حوالى 7 سنتم.

يقع في الركن العلوي الأيسر من البطن ... هل عرفتم ما هو؟ إنه الطحال.

الطحال عضو صغير بحجم قبضة اليد، يقبع في مكان هادئ بين أحشاء البطن محاطاً بالحجاب الحاجز والمعدة والكلية اليسرى والأمعاء الغليظة وجدار البطن. ومن النادر ان نأتي على ذكر الطحال إلا اذا تعرّض لطارئ ما يجعل منه حديث الساعة . وفي الحالة الطبيعية يكون الطحال غير مجسوس، ولكي يتم جسه لا بد ان يتضاعف حجمه ثلاث مرات.

يظن كثيرون ان الطحال عضو عديم الأهمية، وفي الواقع هو يقوم بوظائف عدة هي:

> يشارك الطحال في انتاج كريات الدم الحمراء وكريات الدم البيضاء في الحياة الجنينية أثناء الحمل، إلا أنه يفقد هذه المهمة بعد خروج الجنين من بطن والدته وفي الأشهر الأولى من حياة الطفل، اذ يتولى بعدها نخاع العظم هذه الوظيفة.

> ينقي الطحال الدم من الشوائب والميكروبات بفضل الجيوب المتنائرة في أنحائه التي تحتوي في داخلها على خلايا ضخمة بالعة تدمر كريات الدم القديمة، وتسهم في تخليص الدم الجائل عبر الطحال من الميكروبات العالقة به.

> يعتبر الطحال مقراً لدفن الكريات الحمر، فالمعروف ان عمر هذه الأخيرة يترواح من 110 الى 120 يوماً تهرم وتموت بعدها ومن ثم ترسل الى الطحال الذي يعمل كمقبرة لها، وينتج من عملية الدفن اشتقاق مادتين هما: خضاب الدم الذي يستفيد منه الكبد في صنع المفرزات الصفراوية، والحديد الذي يسهم في صنع كريات دم جديدة.

> يعمل الطحال كخزان للدم، اذ يستطيع في الحالة الطبيعية، ان يحتضن بين جنباته نحو خمس كمية الدم عند الإنسان المقدرة بخمسة ليترات. ان مخزون الدم الموجود في الطحال يلعب دوراً جوهرياً في مساعدة الجسم على مواجهة الأحوال الطارئة التي يحصل فيها استنزاف للدم، اذ ينقبض عندها الطحال ليدفع بالمخزون الدموي الحاوي عليه الى الدورة الدموية .

> يعتبر الطحال أكبر غدة لمفاوية في الجسم، اذ يشكل 25 في المئة من الجهاز اللمفاوي ويحتوي على عقيدات لمفاوية تسهم في صنع خلايا تطلق في الدم مضادات أجسام مناعية تتولى مهمة الدفاع عن الجسم ضد الجراثيم والفيروسات التي تقف وراء حالات التهابية كثيرة. أيضاً ينتج الطحال خلايا بالعة تصول وتجول في جيوبه وتلتهم الطفيليات والميكروبات على شتى أنواعها وأشكالها .

واضافة الى الوظائف المذكورة اظهرت الدراسات الحديثة ان الطحال يشكل مستودعاً هائلاً يعج بالكريات البيضاء التي تزحف زرافات ووحداناً في حالة الإصابات الخطرة التي يتعرض لها الجسم مثل الهجوم الميكروبي، والنزوف الكبيرة، والنوبات القلبية، وذلك في محاولة منها لتطويق هذه الأزمات من أجل اجهاضها أو على الأقل وضع حد لها.

ان أخطر ما يتعرض له الطحال هو التمزق نتيجة حوادث رضية خصوصاً خلال الألعاب الرياضية أو حوادث الطرق أو السقوط . ويعتبر التمزق من أهم الحوادث المسببة للنزف داخل البطن، ويعاني المصاب بالتمزق من عوارض حادة هي:

- آلام حادة في البطن تنتقل الى الكتف والصدر الأيسر.

- الغثيان والتقيؤات.

- الشحوب واصفرار الوجه.

- تصبب العرق البارد.

- الشعور بالضعف والارتخاء.

ان تمزق الطحال يضع الطبيب أمام خيار واحد هو العمل على استئصال الطحال بأقصى سرعة من اجل انقاذ حياة المصاب من خطر الموت في حال قرر ابقاء الطحال في مكانه.

ان الخاضعين الى استئصال الطحال يتعرضون الى مضاعفات عدة، منها:

1- زيادة نسبة الالتهابات الميكروبية.

2- ارتفاع معدل التعرض للالتهابات الطفيلية كالملاريا وغيرها.

3- ارتفاع نسبة الكريات الحمر المشوهة في الدم.

4- زيادة نسبة الحديد في الدم لعدم القدرة على تخزينه.

5- ارتفاع عدد الصفيحات الدموية ما يشجع على حصول جلطات الدم.

6- تدهور نسبة الغلوبيولينات المناعية المهمة للدفاع عن الجسم.

7- زيادة احتمال التعرض لخطر الوفاة من الأمراض القلبية والدموية، وهذا ما تمخضت عنه دراسة حديثة نشرت في مجلة لانسيت الطبية. الدراسة شملت مئات من الجنود الأميركيين الذين قاتلوا في الحرب العالمية الثانية، بعضهم خضع لاستئصال الطحال، وبعد المقارنة بين المجموعتين تبين ان نـسبة الـوفاة في المجـموعة الـتي ازيـل الطحـال منـها كـانت أعـلى بـمرتـين من المجموعة التي احتفظت به، من هنا يجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة لجعل الطحال في منأى عن الخضات والرضات.

أما الإصابة الأخرى الشائعة في الطحال فهي الضخامة التي يستطيع الطبيب تلمسها بأصابع يديه أو رصدها بواسطة الفحص بالأمواج فوق الصوتية، وفي بعض الأحيان قد تكون الضخامة كبيرة جداً بحيث تصل الى الحوض. وتحصل ضخامة الطحال لأسباب عدة منها:

- أسباب ميكروبية، مثل الحمى التيفية ونظيرة التيفية، والسل، داء وحيات النوى، حمى الببغاء، الآيدز، داء الزهري، داء الجمرة، تجرثم الدم، الخراجات الالتهابية، الحمى المضخمة للخلايا، وغيرها.

- أسباب طفيلية، مثل داء البلهارسيا، مرض النوم، داء الكيسات المائية.

- أسباب دموية مثل داء التالاسيميا، فقر الدم الانحلالي المكتسب والخلقي، تليف نقي العظام، نقص الصفيحات الدموية، نقل الدم بعوز الحديد، ابيضاض الدم الحاد والمزمن، فقر الدم المنجلي.

- أسباب استقلابية، مثل الداء النشواتي، داء الكساح، داء غوشر، داء نيمان- بيك، داء ويلسون، داء الغالاكتوسيميا.

- اسباب دورانية، مثل مرض فرط التوتر الوريد البابي، إنسداد الوريد البابي، أم الدم، تضيق الدسام التاجي للقلب، التهاب الوريد الخثري، مرض قصور القلب الاحتقاني، انسداد الوريد الطحالي.

- أسباب ورمية، مثل الأورام الوعائية السليمة والخبيثة، الأورام اللمفاوية، سرطانات الدم اللمفاوية، الساركوما.

- أسباب أخرى، مثل التهاب المفاصل الرثياني، الذئبة الحمامية، الكيسات المكتسبة والخلقية والتهاب الوريد السري عند حديثي الولادة.

أخيراً، يجدر التنويه الى ثلاث نقاط تتعلق بالطحال:

النقطة الأولى، ان ضخامة الطحال قد تكون كاذبة في بعض الحالات، وهذا قد يحصل بسبب تطاول في الأربطة المساريقية في البطن، أو بسبب وجود كيسات كاذبة.

والنقطة الثانية، انه يمكن في بعض الحالات مشاهدة أكثر من طحال عند الشخص ذاته، وهذا الأمر يصاحبه عادة تشوهات في الرئتين والكلية والقلب.

وتشمل النقطة الثالثة، توصية صادرة عن أحد المؤتـمرات الـعلمية الـمـصـريـة مـفـادهـا أن اسـتعـمـال زيت القلي لأكثر من ثلاث مرات في تحضير مختلف الأطعمة، من شأنه أن يلحق أضراراً بالغة في الطحال تؤدي على المدى البعيد الى تلفه وتدميره.