رمز الخبر: ۱۶۵۱۰
تأريخ النشر: 08:54 - 17 October 2009
عصرایران ـ القدس العربي ـ أعربت نقابة الصحافيين المغاربة عن "صدمتها" من إقدام السلطات الأمنية المغربية على اعتقال الصحافي إدريس شحتان مدير أسبوعية "المشعل" مساء الخميس.

وهو في انتظار ترحيله إلى السجن المدني بمدينة سلا (المجاورة للعاصمة الرباط)، وذلك بعد صدور حجم قضائي ابتدائي بحبسه سنة واحدة، على خلفية نشر ملف حول مرض الملك محمد السادس.

وأفاد بلاغ في الموضوع تلقت "القدس العربي" نسخة منه أنه في الوقت الذي كانت تتوقع فيه النقابة الوطنية للصحافة المغربية أن تتاح لدفاع إدريس شحتان فرصة استئناف الحكم الابتدائي وهو في حالة سراح ـ كما ينص على ذلك القانون ـ تم اللجوء إلى مسطرة استثنائية وتعسفية لا مبرر لها.

وتوبع شحتان وصحافيان عاملان معه بنفس الجريدة بتهمة نشر خبر زائف بسوء نية.

وذكرت النقابة في بلاغها بموقفها المبدئي الرافض للعقوبات السالبة للحرية في قضايا الصحافة والنشر، مؤكدة أن استمرار اعتقال مدير أسبوعية "المشعل" و الحكم بحبس الصحافيين مصطفى حيران ورشيد محاميد من نفس الأسبوعية، يناقض كل تعهدات السلطات المغربية، بخلق أجواء الانفتاح والتخلي عن تشددها تجاه الصحافة. وتابع البلاغ "إذا كانت النقابة تعتبر أن خضوع الصحافيين للمساءلة القضائية أمر عادي ويتم في كل البلدان الديمقراطية، فإنها تسجل مبالغة السلطات المغربية في جر الصحافيين إلى المحاكم في الأسابيع الأخيرة."

وذكرت في هذا السياق بإقدام السلطات المحلية بإغلاق مقر جريدة "أخبار اليوم" بشكل غير قانوني، على خلفية نشر رسم اعتبر مسيئا لعلم البلاد وكذا للأمير مولاي إسماعيل (ابن عم العاهل المغربي) بمناسبة زفافه من فتاة ألمانية.

وأكدت نقابة الصحافة أن "استمرار السلطات المغربية في التعامل مع قضايا الصحافة والنشر بهذه الإجراءات الاستثنائية وغير القانونية، يضر كثيرا بصورة المغرب وبمساره في تجاه تكريس الديمقراطية."

وناشدت السلطات بإطلاق سراح مدير جريدة "المشعل" ووضع حد لهذه المتابعات القضائية وكذا وقف إغلاق صحيفة "أخبار اليوم".

وكانت المحكمة الإدارية في الدار البيضاء قررت الأربعاء رفض طلب تقدمت به شركة "ميديا 21" التي تصدر جريدة "أخبار اليوم" تلتمس فيه توقيف قرار إغلاق مقر الجريدة. كما أن جلسة متابعة توفيق بوعشرين مدير الصحيفة نفسها وخالد كدار رسام الكاريكاتير بها قد تأجلت إلى 19 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.

وكشف بوعشرين في حوار أجرته معه أسبوعية "الأيام" أنه قدم اعتذارا للأمير مولاي إسماعيل، وذلك بهدف تأكيد "حسن النية ولكي لا ندع أي مبرر أمام توجه استئصالي ضد الصحافة المستقلة يريد القضاء على أية صحافة جادة ومسؤولة" على حد تعبيره، مضيفا قوله "لم نقصد الإساءة، ولهذا اعتذرنا لنطوي هذه الصفحة المؤلمة التي لا تسيء فقط إلى الصحافة المغربية، ولكن أيضا لصورة بلدنا في الخارج".

وتبذل كل من "النقابة الوطنية للصحافة المغربية" و"فيدرالية الناشرين المغاربة" حاليا عدة مساع مع جهات عليا في المملكة، من أجل إيجاد وقف قرار إغلاق مقر جريدة "أخبار اليوم" وكذا وقف المتابعة القضائية لها ولصحف أخرى خاصة "المشعل" و"الجريدة الأولى" المتابعتين في موضوع مرض الملك.

في السياق نفسه، توقعت صحيفة "الأسبوع الصحافي" أن يصدر عفو شامل عن الصحافيين الخاضعين للمحاكمة بمناسبة "اليوم الوطني للإعلام" الذي يحتفل به في 14 تشرين الثاني (نوفمبر). وأعربت عن أملها في "تدخل ملكي" يجعل عطف العاهل محمد السادس بجانب الصحف، ولا يسمح لبعض المستفيدين بالعودة بالمغرب إلى "سنوات الرصاص" في إشارة إلى فترات التضييق على حرية التعبير في المغرب ولا سيما خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.