رمز الخبر: ۱۶۵۱۴
تأريخ النشر: 08:58 - 17 October 2009
مصیب نعیمی
عصرایران - رغم ان محاكمة الجناة في الكيان الصهيوني تبدو مستبعدة بسبب الحصانة الأمريكية التي يتمتع بها هذا الكيان، غير ان اعتماد مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة لتقرير غولدستون الذي يؤكد بوضوح ضلوع أمراء الحرب الصهاينة في جرائم حرب ضد الإنسانية يعد خطوة هامة نحو الأمام.

إذ تأتي المصادقة على تقرير غولدستون بعد محاولات قامت بها إسرائيل وحماتها لتأجيل التصويت عليه، غير ان الضغوط النفسية ومطالبة الرأي العام بمحاكمة الجناة، وضعت المجموعة الغربية في موقف صعب، وجاء اعتماد التقرير بموافقة 25 دولة مقابل معارضة 6، وامتناع 11 أخرى عن التصويت.
ومن المقرر أن تحال نتائج التقرير إلى مدعي المحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن، لتدخل مرحلة التنفيذ بإصدار الحكم وبدء سريان العقوبات على الجناة.

ولاشك بأن الصهاينة وحماتهم الغربيين سوف يشنون حرباً على مجلس حقوق الإنسان والدول المؤيّدة للقرار، ويعملون عبر أدواتهم الإعلامية والسياسية لعرقلة مسار التطبيق، وقد يهربون من العقوبة عاجلاً، ولكن تبني هذا الموقف الجريء يعتبر في حد ذاته انتصاراً جديداً للصمود، واعترافاً بحق المقاومة واستنكاراً لظلم الصهاينة الذين كانوا يختفون وراء الحصانة الغربية بجرائمهم.

كما أن هذا القرار يجدد مسؤولية الدول المتشدقة بحقوق الإنسان، ويؤكد على إمكانية مواجهة المد الصهيوني الذي جلب للشعب الفلسطيني المأساة، وللمنطقة الخراب والدمار والإرهاب.

انه موعد جديد مع الحقيقة إذ لا يمكن القبول بآلة الحرب الصهيونية ان تفتك بأرواح الناس وتشن حرب إبادة ضد الأبرياء دون أي رادع.

ولا ننسى أن روح المقاومة والصمود بدأت تغيير المعادلات الظالمة التي فرضها الاستعمار في المنطقة، وزرع على أساسها كياناً مصطنعاً في قلب العالم الإسلامي، يمهد الطريق أمام الهيمنة الغربية ونهب ثروات الأمم.

لذلك فإن سقوط الاسطورة الصهيونية يعني بكل وضوح نهاية الانتداب الاستعماري على بلاد المسلمين، وهذه الأمنية سوف تتحقق آجلاً أم عاجلاً.