رمز الخبر: ۱۶۵۴۲
تأريخ النشر: 12:44 - 17 October 2009
عصرایران - طارق القزيري– إذاعة هولندا العالمية - قال صحفي مصري إنه "وبغض النظر عن كل ما يقال الآن في مصر، فجمال مبارك هو الحاكم حاليا في البلاد، فأنصاره يسيطرون على الإعلام، والحزب الوطني يكاد يخلو من أي شخصية ذات وزن، وكل القوانين الصادرة تعبر عن رغبة مبارك الابن".
حملة جديدة.. متجددة
 
 
يأتي هذا اثر إطلاق معارضين مصريين حملة جديدة للحيلولة دون تسليم الرئيس حسني مبارك منصبه الرئاسي لنجله جمال مبارك، وهو شخصية باتت رئيسية منذ سنوات في الحزب الحاكم بمصر.
 
 
يشرح الصحفي المصري "سليم عزوز" وضع المؤسسة السياسية كما يراها في مصر، بحيث أن المسألة لم تعد أن يحكم جمال مبارك أم لا؟ بل هل سيستمر في حكمه أم لا؟ وسط انتقادات توجه أيضا لمعارضيه إما لهامشيتهم، أو لبحثهم هم أنفسهم عن نجومية سياسية بديلة.
 
وتأتي معارضة أطراف واسعة من النخبة السياسية والمثقفة في مصر لجمال مبارك، على خلفية ما يرون أنه موقف وطني لمواجهة والاستبداد والفساد. ولكن هذه المعارضة لم تلغ موقفا موجودا في مصر، عن كون وراثة مبارك الابن لأبيه، هي أمر غير محسوم، إذا ثمة عوامل كثيرة قد تمنع هذا السيناريو.
 
 لا لجمال.. ولم لا؟
 
تتلخص مبررات أنصار جمال مبارك، في أن الرجل وكمواطن يحق له دستوريا الترشح إلى أي منصب في البلاد، بما في ذلك الرئاسة، كما انه يحوز على صفات ورصيد علمي وثقافي، وهو ليس بالغريب على أجواء الرئاسة والسياسة وقراراتها، كما انه كون لنفسه ثروة من عمله كخبير اقتصادي، تجعله بعيدا عن شبهة الكسب غير المشروع، وأخيرا فهو مدني، بما يسمح بانتقال الحكم لأول مرة منذ الخمسينات لشخص غير عسكري.
 
 
لكن "أسامة الغزالي حرب"، وهو مدير مجلة السياسة الدولية الصادرة عن دار الأهرام، يرى عوامل أخرى يمكن أن تعرقل هذه المبررات. منها أن تاريخ حكام مصر الحديث، لم يسجل تخلي حاكم من قبل عن منصبه، وهو ما يؤكده مبارك نفسه بالقول في خطاب عام بأنه مستمر مادام قلبه ينبض، ثم أن سمعة مبارك كابن للشعب وقريب من قلبوهم ومن أسرة بسيطة، لم تعد تتوفر لجمال، وانه حتى في ظل نظام ديكتاتوري تظل للصورة الشعبية دور مهم.
 
ويضيف الكاتب أن قوة جمال مبارك الوحيدة هي كونه ابن الرئيس وتوليه الرئاسة يعني غياب الرئيس ودوره، ولا يوجد ما يضمن ولاء الأمن والجيش بعد ذلك. وأخيراً فإن سماح الجيش بمجيء مدني ليحكم مصر، مازال أمنية مجردة لا يدعمها على الواقع شيء.
 
 بدائل واهية.. وبعيدة !!
 
 لكن وفي خضم الجدل حول جمال مبارك، يطرح آخرون أسماء يمكن أن تكون بديلة مثل رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان، وهو شخصية كسرت منذ عام 2000 تقريبا، روتينا ثابتا في مصر، بعدم ظهور رئيس المخابرات علانية. وكذلك فهو يتمتع بحضور إقليمي وعربي ودولي جيد، عبر إدارته لملفات الأمن المصري، ومن أهمها الوساطات بين الفلسطينيين أنفسهم أو بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
 
 
ولكن الصحفي سليم عزوز لا يرى أي أمل لعمر سليمان ليتمتع بالمنصب الرئاسي، في الوقت الراهن، ويقول "لا يمكن تصور هذا إلا في حالة انقلاب عسكري، إذ أن التعديلات الدستورية المستحدثة، تمنع ترشح أي شخص ليس عضواً في الأمانة العامة لحزب سياسي، وبمواصفات أخرى أيضا". ولم يستبعد الصحفي المصري وجود من يرفض التوريث في الحزب الحاكم، مثل صفوت الشريف الذي يتمتع بتاريخ عسكري، وبنفوذ داخل اوساط الحزب.
 
ولاشك أن ما يقوله السيد عزوز هن عمر سليمان سينسحب على مرشحين آخرين نظريا مثل محمد البرادعى أو منصور حسن أو أحمد زويل أول مصري وعربي، يفوز بنوبل في المجالات العلمية.
 
الحسم في واشنطن
 
 
ومقابل ذلك يضيف عزوز "كل ما يجري في الشارع من احتجاجات لن يكون مؤثرا وحاسما، والمعول عليه هنا هو الرضا الأمريكي، وهو أمر واقع منذ رئاسة بوش الابن، كما أن فريق جمال مبارك، كلهم بميول أمريكية، ويؤيدون التطبيع مع إسرائيل أيضا" بحسب السيد عزوز.
 
 
ومقابل هذا لم تختف الانتقادات للمعارضة التي تميل لمقاومة التوريث، ففي صحيفة الشروق المصرية كتب وائل قنديل "جميل أن تعارض التوريث، لكن منتهى القبح أن تبتذل المعركة ضد التوريث إلى فقرات أكروباتية يقدمها بهلوانات في ثياب المعارضة". ويتهم الكاتب المعارضة وخاصة ايمن نور بصنع نجومية سياسية لهم، ولكن وفق حملات إسفاف منتقدا شعار حملة المعارضة المصرية "ما يحكمش".
 
الأخوان: ليس بعد
 
 
لكن عزوز الذي لا ينفي سعي ايمن نور لنجومية سياسية فعلا، قائلا أن هذه طبيعة أول منافس جدي للرئيس مبارك، والذي صنع إحساسا مختلفاً في آخر انتخابات رئاسية، وتلقى عقوبة بالسجن 3 سنوات قبل العفو عنه لأسباب صحية".
 
 
لا تزال القوة المعارضة السياسية الأهم في مصر، وهي الأخوان المسلمين بعيدة نسبيا عن حملة مقاومة التوريث، ولم تبد موقفا حاسما، لكن عزوز، يقر أن الأخوان هم وحدهم من يستطيع تحريك جانب مهم من الشارع المصري. لكنه يرى أيضا أن "الأخوان لن يقفوا موقفا لا يخدمهم هم ذاتهم، وأنهم لم يرفعوا شعارات تتعلق بالحريات العامة والحقوق، فهم ينظمون اعتصامات مثل الدفاع عن الأقصى، وحرب غزة وغيرها.. وهي قضايا قال إنها تفيدهم ويحركون لأجلها الشارع".