رمز الخبر: ۱۶۶۱۵
تأريخ النشر: 08:49 - 19 October 2009
عصرایران ـ القدس العربي-  تواصل الازمة الدبلوماسية بين الدولة العبرية وتركيا بالقاء ظلالها على العلاقات بين البلدين، وما زال الاعلام العبري يشن حملات سافرة ضد تركيا ويتهم رئيس الوزراء، رجب طيب اردوغان، بانّه هو الذي يدير الازمة ويتقرب من سورية وايران، على حساب تل ابيب، وبانّه يسعى الى اسلمة الدولة التركية.

وفي هذا السياق قال رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ان تركيا لا يمكنها ان تكون وسيطا في محادثات مستقبلية مع سورية.

ورغم تصريحاته المتكررة برفض الانسحاب من الجولان المحتل، اضاف نتنياهو انه يشكك في جدية سورية حيال المفاوضات مع اسرائيل.

وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية انّ تحفظ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو جاء خلال لقائه مع نظيره الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو ووزير خارجيته ميغيل موراتينوس حيث دار الحديث عن امكانية ان تعود تركيا للتوسط في المفاوضات بين اسرائيل وسورية، اذ اعتبر ان انقرة لن تكون وسيطا نزيها، وذلك على خلفية التوتر في العلاقات بين اسرائيل وتركيا.

وساقت الصحيفة العبرية الاحد قائلة انّ ثاباتيرو وموراتينوس ابلغا نتنياهو خلال لقائهما معه في القدس الغربية يوم الخميس الماضي بأنهما سمعا من القيادة السورية ان تركيا مهتمة بالعودة الى التوسط في المحادثات بين تل ابيب ودمشق، فيما قدر موراتينوس انه في حال تم ذلك فان العلاقات بين اسرائيل وتركيا ستتحسن.

لكن المصادر الاسرائيلية، المقربة جدا من نتنياهو قالت انّ رئيس الوزراء الاسرائيلي رفض ذلك قائلا :اي نوع من الوسيط النزيه بامكان الاتراك ان يكونوا الان، على حد قوله.

وزادت الصحيفة العبرية قائلةً انّ رئيس الوزراء الاسباني ووزير خارجيته حاولا اقناع نتنياهو باستئناف المحادثات مع سورية، التي كانت غير مباشرة وتجري بوساطة تركيا.

وقال المسؤولان الاسبانيان اللذان وصلا الى اسرائيل يوم الخميس الماضي اتيين من سورية لنتنياهو ان الرئيس السوري بشار الاسد متزن ومسؤول بشكل اكبر من الماضي، وهو يريد اجراء حوار مع الولايات المتحدة الامريكية وبالامكان التوصل الى تفاهمات معه، ولكن، وفق الصحيفة جاء رد نتنياهو على شكل تساؤل: هل انتما مقتنعان بأن الاسد جدي؟ فأنا لا ارى اي مؤشر على ذلك.

ونقلت الصحيفة العبرية عن مصادر سياسية اسرائيلية قولها انّه في الايام الاخيرة وعلى خلفية تصاعد التوتر بين اسرائيل وتركيا بدأت الادارة الامريكية بالتدخل وتمرير رسائل تهدئة الى دبلوماسيين اتراك في واشنطن والى انقرة.

وكان السفير الاسرائيلي في تركيا، غابي ليفي، قد اجتمع مع نائب مدير عام شعبة الشرق الاوسط في وزارة الخارجية التركية وسلمه رسالة احتجاج على عرض مسلسل تركي في التلفزيون الرسمي.

وقال السفير الاسرائيلي، كما افادت الصحيفة العبرية، ان الحكومة والشعب في اسرائيل خاب املهما وقلقون من هذا المسلسل.

ويدور الحديث عن مسلسل (فراق) الذي يتضمن بعض ممارسات جيش الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية.

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر سياسية اسرائيلية قولها ان الولايات المتحدة تدخلت للتخفيف من حدة الازمة بين تركيا واسرائيل، وتجري اتصالات مع المسؤولين الاتراك بهدف تطويق الازمة. من ناحيته قال سونر كجهبتاي، المسؤول عن برنامج دراسة تركيا في معهد واشنطن لصحيفة "هآرتس" انّه يميل الى الترجيح بان الرئيس اوباما خلال مكالمته الهاتفية مع الرئيس التركي طرح الازمة الدبلوماسية بين انقرة وتل ابيب، لافتا الى انّه لا يوجد اي امر جديد في العلاقات التركية الامريكية يحتم على الرئيس الامريكي الاتصال هاتفيا بنظيره التركي.

وذكرت مراسلة الصحيفة في الولايات المتحدة ان الرئيس الامريكي باراك اوباما اجرى يوم امس محادثة مع الرئيس التركي عبد الله غول في هذا الشأن.

وجاءت هذه التطورات السلبية في العلاقات بين انقرة وتل ابيب في الوقت الذي شهدت فيه العلاقات السورية التركية الاسبوع الماضي تطورا لافتا، حيث الغيت تأشيرات الدخول بين البلدين، وتم الاتفاق على اجراء مناورات عسكرية مشتركة، وذلك في جولة محادثات استراتيجية اجريت بين وفدين رفيعين من البلدين في دمشق.