رمز الخبر: ۱۶۶۵۴
تأريخ النشر: 09:27 - 20 October 2009
عصرایران ـ القدس العربي ـ يتجه وزير الاعلام الفلسطيني والسفير الاسبق في القاهرة نبيل عمرو الى العمل على اطار وطني جديد خارج حركة فتح في الداخل بعد ان عاد الى رام الله اثر رحلة العلاج الاخيرة لالمانيا كما تحدث السفير الاسبق في لبنان عباس زكي عن تركيزه بعد توديع بيروت على ملف العلاقة العربية لحركة فتح بعيداعن اطار السلطة ومؤسساتها.

وعاد عمرو الى رام الله الاسبوع الماضي وابلغ انه يبحث مع آخرين تأسيس اطار وطني جديد يضم الشرفاء والمخلصين من ابناء حركة فتح وغيرهم على امل الاستعداد لتحالف واسع يخوض الانتخابات المقبلة.

وشدد عمرو على ان ما جرى في الانتخابات الاخيرة لا يشكل قاعدة يتوافق عليها ابناء حركة فتح مصرا على انه خرج ولن يعود من "الاطر الوظيفية" في السلطة والحركة لكنه لم يغادر الحركة، والهدف المقبل هو العمل على اطار اوسع على قواعد وطنية مشيرا في الوقت نفسه الى انه اصدر قصدا تصريحا صحافيا يحمل فيه الرئيس محمود عباس مسؤولية اي مكروه يحصل له او لعائلته بعد رفع الحراسات عن منزله في رام الله.

ونقل عن عمرو القول انه يشعر بالخطر بعد رفع الحراسة عنه لكنه لا يخشى شيئا مشددا على ان سحب الحراسات مؤشر سلبي جدا يتطلب منه الحيطة والحذر ويعني ان اشياء كثيرة ممكنة، ملمحا الى انه مستعد ايضا لاي تحرشات او اقاويل او افعال تحاول المساس به بسبب رأيه السياسي بما في ذلك التقول عليه بتهم الفساد المالي وقال: في هذا السياق انا جاهز تماما لاي معركة ستفرض علي فجزء من تقاليدنا المؤلمة اننا نميل للتشويه والاتهام زورا عندما نختلف بالسياسة.

واضاف: حصل ذلك في الماضي وقد يحصل معي.. واذا حاولوا - يقصد الرئيس عباس والمقربين منه - سيجدون اني جاهز ولا يوجد ما يقال ضدي في السياق، اما في السياقات الاخرى فالاعمار بيد الله.

واتهم عمرو الرئيس عباس ومجموعة اخرى في قيادة فتح بأنها "اسقطته قصدا" في الانتخابات الاخيرة للجنة المركزية وفي محاولة للتفسير يقدر بان ذلك حصل لصالح محمد دحلان بالرغم من انه ـ اي عمرو - متحمس اكثر من دحلان للخيار السياسي والسلمي.

وفي نطاقات ضيقة تساءل عمرو: ايهما اهم في الاعلام انا ام دحلان الذي اصبح مفوضا بالاعلام؟ وقال: كنت وزير اللاعلام وتخبرني منذ سنوات طويلة قنوات الاعلام العربي وشبكات علاقتي ممتدة اعلاميا وسياسيا وعربيا ودوليا واقليميا واقولها بصراحة: انا اهم من دحلان في الاعلام والهدف بالتالي من اسقاطي هو تفويض دحلان بملف الاعلام رغم اني ازاود عليه في الخيار السياسي والخط التفاوضي والسياسي.

وبرأي مقربين من عمرو فان دحلان يحاول تمديد شبكة نفوذه بالضفة الغربية وعمرو من العقبات في طريقه والرئيس اخطأ ويستمر بالخطأ في حساباته وفي ادارته للمسالة.

وتعهد عمرو بالاستمرار في حملته الناقدة للخط الرئاسي حاليا وبمواصلة الاعتراض لكنه قال: لغتي ستكون دوما وطنية وسياسية ولبقة ومهذبة ولم اخرج عن تقاليد العمل السياسي الوطني الديمقراطي يوما واضاف: بالنسبة لي اعرف الكلفة وسأتحملها فهل سيتحمل الآخرون؟

وفي وقت سابق تعهد عمرو امام "القدس العربي" بعدم العودة لاي موقع رسمي قائلا انه سيحضر للانتخابات المقبلة وسيشاور الكثيرين لتشكيل قائمة وطنية ائتلافية من حركة فتح وخارجها على مستوى الوطن الفلسطيني، معتبرا انه يؤمن بأن المسار السلمي هو الاصح الآن وبان الذهاب لخيار المفاوضات يعني عدم وجود فسحة للتنقل للخيارات الاخرى.

وشخص عمرو نفسه ووضعه كالتالي: اسقطني عباس حتى يضمن ملف الاعلام لدحلان.. انا وضعي خارج فتح افضل من داخلها وفي مؤتمرها افضل من مركزيتها، وفي الشارع بحمد الله وضعي الافضل سواء شارع فتح او شارع المواطن العادي خارج حسبة فتح وحماس.

وفي جهة موازية من الواضح ان دائرة الرئيس عباس خسرت حليفا قويا آخر هو عباس زكي القيادي المهم في الحركة والسفير السابق في بيروت الذي ترك موقعه بدون حماية من الرئيس والسلطة لصالح خصمه الشديد اللواء سلطان ابو العينين.

وخلافا لعمرو يتجه زكي لاستثمار موقعه كمفوض لشؤون العلاقات العربية في حركة فتح ولجنتها المركزية للتركيز في المرحلة اللاحقة على احياء وترميم العلاقة المتردية جدا بين الحركة وعمقها العربي مصرا على ان يفعل ذلك في اطار جهد للحفاظ على الحركة من داخلها وبعيدا عن مؤسسات السلطة وحتى ما تبقى من مؤسسات المنظمة.

ويرى زكي ان التشويش الحاصل على كل من ينجز في سياق السلطة والحركة لن يمنعه من التحرك لاحقا لاعادة تأطير العلاقة بين حركة فتح كعمود فقري لحركة النضال الوطني الفلسطيني وبين الميحط والعمق العربي، مستغلا تجربته الغنية كسفير وممثل للمنظمة في ساحة لبنان ومعتبرا ان افضل وصفة للعمل الآن هي الابتعاد في هذا المحور عن مؤسسات السلطة مع الاحترام لها ولرموزها.

ويرى عباس زكي ان واجبه الوطني مرحليا يتمثل في انقاذ حركة فتح من حالات التمحور وتشكل مراكز القوى داخلها قائلا بان ذلك هو التحدي الاهم الآن وعلى ابناء الحركة التحرك فورا لاصلاح الوضع لان الاستقطاب داخل اي حركة او مؤسسة يعصف بها تماما مشيرا الى ان حركة فتح بخطر في هذا السياق.