رمز الخبر: ۱۶۶۸۰
تأريخ النشر: 12:42 - 20 October 2009
عصر ایران - ندد العلامة السيّد محمَّد حسين فضل الله، بالتفجير الإرهابي الآثم في محافظة سيستان وبلوشستان, مؤکداً أن هذا الاعتداء الذي استهدف مسيرة الوحدة الإسلامية بمثابة العدوان على الإسلام ولن يخرج إيران عن خطّ المواجهة مع العدوّ ولن ينقلها إلى خطوط الفتنة.
 
وقال في تصريح له اليوم تعليقاً على هذا الاعتداء: "إنّ ما تعرّضت له الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، من خلال هذا الهجوم الإجراميّ الّذي استهدف مسعى للخير، ولتوحيد الصّفوف الإسلاميّة، وتعزيز خطوط الوحدة الإسلاميّة في محافظة سيستان بلوشستان، يمثّل غاية العدوان، وهو هجومٌ غادرٌ على الوحدة الإسلاميّة ودعاتها والسّاعين لها لحساب أعداء الأمّة، وعلى رأسهم الکيان الصّهيونيّ والمحور الاستکباريّ العالميّ الّذي تقوده أمريکا والصهيونيّة العالميّة".

أضاف السيد فضل الله: "إنّنا نتساءل کما تساءل الکثيرون: من هي الجهة المستفيدة من هذا الاعتداء، ومن يقف وراء التّخطيط لجريمةٍ بهذا المستوى؛ هل هي العناوين والأسماء التي تطلّ على الواجهة بين حينٍ وآخر، أو تلک الّتي تحمل مفرداتٍ توحي بأنّها تنتمي إلى الإسلام، والإسلام براء من أفعالٍ لا تمتّ إلى مفاهيمه وقيمه بصلة، ومن مسميّات لا تسعى إلا لخدمة أعداء الأمّة والدّين".

وتابع يقول: "إنّنا نضع أيّ اعتداء على مسيرة الوحدة الإسلاميّة، وأيّ محاولةٍ لمنع هذه المسيرة من التقدّم إلى الأمام، ومن تحقيق أهدافها، في سياق الاعتداء على الإسلام نفسه، وعلى القيم الرّساليّة السّامية التي أراد الله تعالى للمسلمين أن يستلهموها من خلال وحدتهم ورصّ صفوفهم، والإعداد لمواجهة عدوّهم، وقد امتزجت في هذه الجريمة الدّماء الزکيّة للمسلمين السنّة والشّيعة، في مشهدٍ يؤکّد أنّ يد الإجرام لا تفرّق بين مذهبٍ ومذهب، في سعيها لتأجيج الفتنة، ومنع المخلصين للوحدة من الوصول إلى الغاية الإسلاميّة المنشودة. ولکنّ الإيحاء بالوحدة فرض نفسه حتى على صنّاع الجريمة، وأولئک الّذين خطّطوا لها من بعيد، والذين يسدون الخدمات للهجمات التکفيرية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة".

وأکد السيد فضل الله "أنّ المسعى الذي يتحرک به البعض لإخراج الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران من دائرة مواجهة العدوّ الإسرائيليّ، إلى دائرة الفتنة الداخلية، وإلى أتون الفوضى التي تعيشها المنطقة، هو مسعى فاشل، کما أنّ الحرکة التي تقودها بعض الجهات لإراحة العدوّ الإسرائيليّ، من خلال السعي لإشغال الأمّة بمشاکلها الداخليّة، هي حرکة فاشلة ولن يُکتب لها النّجاح، لأنّنا نعرف أنَّ القيادات الإسلاميَّة في إيران تدرک حجم المؤامرة، وتعمل بحکمتها ووعيها لتوجيه الأمَّة والشّعب إلى ما يجعلهما يعيشان مع القضايا الکبرى وعدم الانزلاق إلى المهاوي التي خطّط لها من يقف وراء هذا الاعتداء الآثم".

ودعا المرجعيات الإسلامية، والقيادات الإسلامية، السنيّة والشيعيّة، إلى "إدانة هذه الجريمة التي أثلجت قلب العدوّ الإسرائيليّ، کما آلمت نفوس وقلوب المسلمين جميعاً"، مشدداً على ضرورة "التنبّه لخطورة ما يخطّط له الأعداء من سعي لقطع الطريق على کل المساعي الوحدويّة الإسلاميّة، ومن محاولاتٍ لزرع بذور الفتنة في مواقع جديدة في العالم الإسلامي، ومن عملٍ يلتقي بالخطّة الاستکبارية الجهنّمية التي تريد لديار المسلمين أن تتحوّل إلى مواقع للفوضى والتّقاتل والتنازع"، لافتاً إلى أنّ أعداء الأمّة ممّن تجمّعوا على أرضها بجيوشهم الأطلسيّة وخطواتهم الاحتلاليّة لا يهمهم أن تحترق کلّ البلاد الإسلاميّة من أجل الهيمنة على المنطقة ومواقعها الاستراتيجيّة وعلى طرق النّفط فيها.

وختم السيد فضل الله بالقول: "إنّ القيادات الإسلاميّة مدعوّة ليس لاستنکار هذا العدوان الآثم فقط، بل للعمل سريعاً لتعزيز مسيرة الوحدة الإسلاميّة بلقاءات وحدويّة عمليّة تتحدّى المجرمين، وترسم الطريق لسلام أهليّ دائم في مجتمعات الأمّة، في مواجهة الحرب المفروضة عليها بالاحتلال والهيمنة وسرقة الثّروات ومصادرة القرارات".