رمز الخبر: ۱۶۷۰۹
تأريخ النشر: 09:13 - 21 October 2009
صالح عوض
عصرایران - ضد المنطق وضد طبيعة الاشياء وضد الحق يصار الان لترويج حل الدولتين من قبل كل اطراف الصراع حول القضية الفلسطينية ، حتى اليمين الصهيوني اعلن عن قبوله مؤخرا بحل الدولتين مع اشتراطات لضمان امن اسرائيل ..وفي المقابل وافق الحزبين الفلسطينيين الكبيرين على مبدأ قيام الدولة الفلسطينية على الضفة الغربية وقطاع غزة وتم الاعلان رسميا من قبليهما بانهما يدعمان أي جهد امريكي ودولي في حل الصراع مع احتفاظ بعضهم على استدراكات لتحسين شروط التفاوض الذي اعلن الجميع عدم رفضه من حيث المبدأ وان تم الاختلاف على من يقوم به من الساحة الفلسطينية.

حل الدولتين هو وصفة لاستمرار الصراع كما هي كل الحلول السابقة..ولقد ثبت فشله وعدم قدرته ان يتمثل واقعا فمنذ اكثر من ستة عشر عاما والعمل دءوب على هذا الحل .. ولم تتردد الادارات الامريكية المتعاقبة عن دعم هذا الخيار الذي وجد اهتماما خاصا من قبل اليسار الاسرائيلي وجماعة السلطة في رام الله ..

ادرك نتنياهو ان الموافقة على هذا الحل ضرورية للخروج من مأزق العلاقات الدولية التي تطالب الكيان الصهيوني بحل الدولتين ولتتحرر يداه في استمرار الاستيطان الذي شهد تناميا غير مسبوق في الضفة الغربية ولتتحرر يداه بضرب غزة وقتما شاء..

ان الفلسطينيين السياسيين وقعوا في الفخ.. فهم تحركوا لحل الدولتين ظنا منهم ان رفض الفلسطينيين والعرب السابق هو الذي افقدنا جزءا كبيرا من حقوقنا.. واستطاع ابومازن ان يؤسس مدرسة في فتح والان اصبحت في كل الساحة الفلسطينية الوطنية والاسلامية بامكانية حل الدولتين.. الا ان الامور لم تكن حسب ظنون الساسة الفلسطينيين فالعصابة التي تتحكم في الكيان الصهيوني لا هم لها الا السيطرة على كل فلسطين ومراكز القوة في المجتمعات العربية و تصعيد الصراع واستنزاف المنطقة والسيطرة عليها .. وفي ظل عملية تسويف وتتويه متشعبة يصار الان الى تفكيك كل المكون السياسي الفلسطيني حيث يقوم الفلسطينيون السياسيون متطوعين لانجاح المهمة.

على المستوى التكتيكي فشل القادة الفلسطينيون ان يديروا مسألة حل الدولتين ..وعلى المستوى المبدأي والاخلاقي والانساني يكونوا قد ارتكبوا ام الكبائر السياسية باقرارهم بان الجزء الكبير والمهم من فلسطين العربية اصبح اسرائيل..

وبدلا من ان يتقدم الفلسطينيون بطرح يستوعب مكونات الشعب الفلسطيني الدينية والقومية كلها ويضع تصورا علميا وواقعيا لحل يحافظ على امكانية احلال السلام انخرطوا في اللعبة الامريكية والاسرائيلية.

حل الدولة الفلسطينية الواحدة لكل ابناء الشعب الفلسطيني بكل مشاربهم هو الحل المنطقي والوحيد وهو الذي يحقق السلم والاستقرار للاقليم والعالم..ومهما حاول الحواة ان يضللوا الشعب الا ان الله سيحبط عمل المفسدين.