رمز الخبر: ۱۶۷۶۵
تأريخ النشر: 10:08 - 22 October 2009
عصرایران - ان ينزل شخص في مقام محمد حسنين هيكل الى حلبة معارضة توريث السيد جمال مبارك للحكم في مصر خليفة لوالده، فهذا يعني ان الحراك السياسي في هذا المضمار بدأ يدخل مراحل جدية، ويستقطب صناع رأي وقيادات سياسية تملك تأثيراً كبيراً في الشارع المصري.

فالسيد هيكل ظل لسنوات عديدة يتجنب الخوض في الشأن السياسي المصري الداخلي، ومسألة التوريث على وجه الخصوص، ويفضل الحديث عن قضايا عربية تماشياً مع مفهوم مصري يصعب فهمه، يقول انه لا يصح الحديث عن هموم مصر، وقضاياها الداخلية في اعلام خارجي او من قبل كتاب غير مصريين.

صحيح ان السيد هيكل ادلى بأقواله هذه الى صحيفة 'المصري اليوم' غير الحكومية، ولكن الصحيح ايضاً ان هذه الخطوة تشكل تحدياً مباشراً للنظام الحاكم في مصر، مثلما تؤكد في الوقت نفسه ان هناك مساحة من الحرية في الاعلام المصري المستقل تسمح بالنقد وطرح وجهات نظر مخالفة للنظام.

اللافت ان تصريحات السيد هيكل الجريئة هذه جاءت بعد تطورين رئيسيين، الأول مصري، والثاني عربي ليبي.

فقبل يوم واحد من نشر هذه التصريحات اجرت صحيفة 'الشروق' المصرية حديثاً مع السيد عمرو موسى امين عام جامعة الدول العربية ووزير الخارجية الاسبق لم يستبعد فيه خوض معركة الرئاسة في عام 2011. وهذا تطور على درجة كبيرة من الاهمية، يعكس سقوط الكثير من المحرمات والخطوط الحمراء السابقة. فقد تردد كثيراً سواء على صفحات بعض الصحف، او في الدواوين المغلقة ان الرئيس مبارك حرص حرصاً شديداً على ابعاد السيد موسى من دائرة المنافسة، بتعيينه اميناً عاماً للجامعة والتجديد له لفترة ثانية وربما ثالثة ايضاً اذا استطاع ذلك.

السيد موسى ما زال يتمتع بشعبية لا بأس بها في اوساط الشارع المصري رغم ابتعاده اكثر من ثماني سنوات عن منصبه السابق كوزير خارجية، والسبب في ذلك يعود الى ضعف شعبية السيد جمال مبارك وعدم اقتناع الشعب به كشخص يمكن ان يتولى عجلة القيادة في بلد بضخامة مصر لعدم توفر الكفاءات والامكانيات المطلوبة. حتى ان السيد ايمن نور زعيم حزب الغد ومرشح انتخابات الرئاسة السابق ابدع في وصفه عندما قال انه 'يصلح لرئاسة بنك وليس لرئاسة مصر'.

اما التطور الآخر غير المصري فيتلخص في تولي المهندس سيف الاسلام القذافي منصب الرئاسة في ليبيا باقتراح من والده الذي اراد التفرغ للقضايا الرئيسية مثل رئاسته لمنظمة الاتحاد الافريقي، وادارة شؤون ممالك افريقيا التي هو رئيسها ايضا، وقريبا رئاسة مؤسسة القمة العربية.

السيد هيكل وبتنسيق مبطن مع صديقه عمرو موسى اراد ان يرفع بطاقة حمراء في وجه عملية التوريث، ربما لشعوره، وهو العارف ببواطن الامور بحكم علاقاته المتشعبة، ان هناك تحركات للبدء في نقل السلطات من الاب الى الابن. وهذه خطوة جريئة، علاوة على كونها وطنية، تضع مصلحة مصر فوق كل الاعتبارات، تحسب له وكل التيار المصري المعارض للتوريث.