رمز الخبر: ۱۶۹۰۳
تأريخ النشر: 10:35 - 26 October 2009
عصرایران - غادر السفير السوري المعين حديثاً لدى المملكة العربية السعودية مهدي دخل الله الأحد دمشق إلى العاصمة الرياض بعد أدائه اليمين الدستورية أمام الرئيس السوري بشار الأسد ليبدأ مهامه السياسية رسمياً.

يأتي ذلك بعد قمة سورية سعودية عُقدت مؤخراً بدمشق بين الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد.

وستتصدر وتشير المعلومات إلى أن ملفات مابعد المصالحة وإعادة ترتيب وهيكلة العلاقات بين البلدين وفق ما اتفق عليها الزعيمان الأسد وعبد الله في قمتهما الأخيرة وما يرتبط بها من ملفات إقليمية عربية وغير عربية شكلت نقاط خلاف على مدى السنوات الماضية ستتصدر قائمة مهام السفير السوري الجديد، إضافة لقائمة المهام السياسية الروتينية لدى السفير دخل الله في واحدة من أهم العواصم بالنسبة للقيادة السورية بحكم وزنها السياسي وما يشكله دفء أو فتور العلاقات معها من نتائج تنعكس على الأرض إقليمياً وبصورة مباشرة.

وفي شأن ذي صلة عُلم أن الرياض ودمشق وعبر أقنية دبلوماسية رفيعة جددتا الاتفاق مؤخراً على إعطاء شأن تشكيل الحكومة اللبنانية ومشاوراتها المتصلة بين الأطراف اللبنانية طابع المحلية البحتة خلال المرحلة الآنية دون لزوم تدخل سوري أو سعودي افساحاً في المجال أمام الفرقاء اللبنانيين لمشاورات ذاتية بانتظار خروجهم بصيغة تحسم مسألة تشكيل الحكومة وأن العاصمتين السورية والسعودية ستتركان هذا الشأن للمشاورات الداخلية بين قطبي المعارضة والموالاة أياماً أخرى على أمل الخروج بنتائج مرضية للجميع، مع التأكيد على أن ترك المسألة للتفاهم الداخلي البحت لا يمكن أن يطول كثيراً إذا ما تعثرت جهود اللبنانيين أنفسهم واصطدمت بعراقيل الحصص وذلك في إشارة إلى تحرك سوري سعودي قد يجري بشكل حاسم وبالتوازي في حال ثبات استحالة الولادة طبيعياً.

وكان السفير السعودي الجديد لدى دمشق عبد الله بن عبد العزيز العيفان بدأ عمله رسمياً في سورية خلال أيلول (سبتمبر) الفائت ويأتي التحاق دخل الله بالرياض بعد فترة وجيزة من التحاق نظيره العيفان ما يعني حسب المراقبين رغبة سورية سعودية بتفعيل كل القنوات الدبلوماسية ضمن مرحلة ما بعد المصالحة وما تحتاجه من مشاورات حثيثة بشأن عدة ملفات ما تزال عالقة بين البلدين.

وكان الأسد قد عين دخل الله الذي شغل منصب وزير الإعلام سابقاً بالتزامن مع زيارة العاهل السعودي لدمشق والتي استمرت يومين، وفي نفس السياق الدبلوماسي أدى وزير الداخلية السوري الأسبق بسام عبد المجيد اليمين الدستورية أمام الرئيس السوري سفيراً لبلاده في الكويت خلفاً للسفير علي عبد الكريم الذي انتقل سفيراً إلى بيروت ليكون أول سفير سوري في العاصمة اللبنانية كدليل على إقامة علاقات دبلوماسية طبيعية بين دمشق وبيروت.

إلى ذلك ما يزال الترقب عربياً ودولياً جارٍ لمفاعيل قمة الأسد ـ عبد الله الأخيرة بدمشق مع تأكيد رسمي سوري على أهميتها وإيجابية نتائجها وبالإشارة الرسمية أيضاً إلى أنها (أي القمة) لا يمكنها أن تحل كل الخلافات والقضايا التي تشكلت تباعاً على مدى السنوات الأربع الماضية والجليد المتشكل جراءها منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري والدعوة لتشكيل محكمة دولية واتهام سورية بالضلوع في اغتياله.

وفيما لم تظهر حتى الآن نتائج تلك القمة في ملفات إقليمية عالقة أبرزها الملف اللبناني والملف الفلسطيني فإن التأكيد هو أنه ليس مطلوباً أن يكون هناك تطابق تام في العلاقات بين الدولتين وأن الحديث عن تطابق تام في العلاقات بين دمشق والرياض هو تصور اكثر جنوحا إلى الخطأ السياسي منه الى الواقعية السياسية.