رمز الخبر: ۱۶۹۳۱
تأريخ النشر: 09:02 - 27 October 2009
عصرایران - الجزیره - شددت السلطات العراقية الأمن في مختلف مناطق العاصمة بغداد ما تسبب باختناقات مرورية، بينما نفذت قوات عراقية وأميركية حملة مداهمات واعتقالات، وذلك في إطار بحثها عن مشتبه بضلوعهم في هجمات الأحد التي أودت بحياة 155 شخصا على الأقل وأصابت أكثر من 500 آخرين.
 
فقد أقامت أجهزة الأمن العراقية المئات من نقاط التفتيش الإضافية في المدينة وامتلأت الشوارع بالتعزيزات الأمنية تحسبا لهجمات أخرى محتملة.
 
وقال المتحدث باسم عمليات بغداد اللواء قاسم الموسوي "إن العمليات الأمنية في بغداد قررت تصعيد الأمن ورفع عدد القوات خاصة قرب المؤسسات الحكومية". مضيفا أن لديهم معلومات استخباراتية باستهداف هذه المؤسسات في هجمات مستقبلية.
 
وأشار موسوي إلى أن كاميرات الأمن المنتشرة في المنطقة أظهرت أن التفجيرين كانا هجمات انتحارية، كاشفا أن المحققين عثروا على بعض بقايا المهاجمين وهم يحاولون معرفة هوياتهم.
 
وذكر الجيش الأميركي في بيان له أن قوات عراقية أميركية مشتركة دهمت أمس عدة مبان في العاصمة بغداد بحثا عن زعيم شبكة لتفخيخ المركبات يعتقد أن لها صلة بتفجيري الأحد، واعتقلت 11 مشتبها بعضويته بتلك الشبكة يعملون بين بغداد والموصل.
 
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية اللواء محمد الأصغري للوكالة الفرنسية إن قوات الأمن دهمت منزلين في بغداد، وقد وجدوا مواد لصنع القنابل، ونفذوا اعتقالات، لكنه لم يحدد عددها.
 
بينما صرح وزير الداخلية العراقي جواد البولاني بأن 76 شخصا اعتقلوا في إطار القضية، لكنه لم يشر إلى أسمائهم أو صلتهم بالتفجيرين اللذين وقعا على بعد مئات قليلة من المنطقة الخضراء شديدة التحصين.
 
ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن التفجيرين، رغم الإشارات الرسمية بأن التفجيرين يحملان بصمات تنظيم القاعدة والتي هي -حسب المصادر الرسمية- نفس البصمات التي نفذت تفجيرات أغسطس/آب التي استهدفت وزارتي المالية والخارجية.

أطفال الحضانة

وتسبب الانفجاران بدمار ثلاثة مبان حكومية لا تبعد بعضها عن بعض سوى بضعة مئات من الأمتار، حيث استهدف الانفجار الأول وزارة العدل ووزارة البلديات والأشغال العامة، في حين استهدف الانفجار الثاني إدارة محافظة بغداد.
 
ومن بين قتلى الانفجار الأول نحو 24 طفلا كانوا يغادرون حضانة مجاورة لوزارة العدل في حافلة، كما جرح ستة آخرون، بينما دمرت الحضانة، وذلك حسب مصادر في الشرطة والمستشفى تحدثت شريطة عدم الإفصاح عن اسمها.
 
وبينما شيع العشرات جثث الضحايا ما تزال فرق الإنقاذ تواصل عملية البحث بين الأنقاض عن مزيد من الجثث، ويواصل رجال الإطفاء إزالة الجدران الإسمنتية التي تحيط بوزارة العدل لتسهيل إخراج الأنقاض التي سدت الطريق أمام حركة المرور.
 
وقد اتهم محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق قوات الأمن بالإهمال والصراع فيما بينها ما تسبب بوقوع الهجومين الداميين.
 
وأشار المحافظ إلى وجود شريط فيديو يظهر أن الشاحنة التي استهدفت وزارة العدل كانت محملة بطنين من المتفجرات ومطبوع على جانبها شعار دائرة مياه مدينة الفلوجة، وتساءل "كيف وصلت من الفلوجة إلى هنا؟".
 
إدانة روسية

وقد تواصلت الإدانة الدولية لتفجيري بغداد، حيث وجه رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين برقية تعزية بالضحايا لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
 
ونقلت وكالة الأنباء الروسية نوفوستي عن الدائرة الصحافية للحكومة الروسية إن بوتين قال في البرقية "لقد هزتنا الجريمة الدموية التي ارتكبها الإرهابيون ضد سكان بغداد المسالمين ومؤسسات الدولة في العراق".
 
وسبق أن بعث الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ببرقية تعزية مماثلة أمس إلى الرئيس العراقي جلال الطالباني.
 
كما أدان مجلس الأمن الدولي التفجيرين، وقال إن هذه الهجمات "تؤكد على الحاجة لجلب مخططي ومنظمي وممولي ورعاة هذا العمل الإرهابي المدان إلى العدالة"، حاثا كل الدول على التعاون بفاعلية مع السلطات العراقية بهذا الخصوص.
 
وكانت الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي وكل من الولايات المتحدة الأميركية وسوريا وإيران قد سبق أن عبروا عن إدانتهم للهجومين الانتحاريين.
 
هجمات أخرى

على الصعيد الميداني قتل أمس ثلاثة أشخاص وجرح خمسة آخرون، وذلك بانفجار سيارة مفخخة استهدفت نقطة تفتيش أمنية في مدخل محافظة كربلاء جنوب بغداد.
 
كما قالت الشرطة إنها عثرت على ثلاث جثث مرمية إلى جانب أحد الطرق الفرعية لناحية اللطيفية جنوب بغداد وكان عليها آثار تعذيب وعيارات نارية في أنحاء متفرقة من الجسم.
 
كما اختطف مسلحون مجهولون أمس القيادي في قوات الصحوة عمر الجبوري بقضاء المقدادية شمال شرق بعقوبة مركز محافظة ديالى واقتادوه إلى جهة مجهولة.