رمز الخبر: ۱۶۹۷۹
تأريخ النشر: 11:21 - 28 October 2009
مصیب نعیمی
عصرایران - كان لزيارة رئيس وزراء تركيا، رجب طيب اردوغان، لإيران، وقعاً سياسياً على المستويين الإقليمي والدولي، فضلاً عن دلالتها على تنامي العلاقات الثنائية بين البلدين.

وتأتي هذه الزيارة بعد أن برزت تركيا حليفاً استراتيجياً للقضايا الإسلامية، وخاصة الموقف الشجاع الذي اتخذته من القضية الفلسطينية وسعيها لإيجاد حلف إقليمي اسلامي لمواجهة التحديات العالمية.

ولا شك بأن التمزق والافتراق بين دول الجوار الجغرافي في منطقة الشرق الأوسط كان سبباً أساسياً لامتداد النفوذ الغربي والإخفاقات التي منيت بها مصالح الأمة، مما يتطلب العودة الى الذات والعمل لإيجاد اتحاد إقليمي أشبه بالاتحاد الأوروبي، ليكون لصوت العالم الإسلامي تأثيره في القرارات الدولية.

ولا ننسى بأن المشتركات الإسلامية والوطنية بين بلداننا هي أكثر بكثير من المشتركات الأوروبية التي جمعت دولاً ذات انتماءات متباعدة وخاضت حروباً مدمرة في الماضي القريب.

كما ان التجارب الخاسرة في الرهان على الغرب بحل الأزمات المتفاقمة في المنطقة وعلى رأسها قضية فلسطين واحتلال العراق وأفغانستان، وأيضاً التهديدات المتصاعدة ضد جميع البلدان العربية والإسلامية تؤكد على استحالة الحلول الفردية وضرورة الاتفاق على مبادئ مشتركة دون تدخل في الشأن الداخلي الخاص لكل بلد.

ان هذه المنطقة التي تعتبر نقطة اهتمام عالمي بفعل موقعها الاستراتيجي وثرواتها الطبيعية وامتلاكها القسم الأكبر من الطاقة، والسوق الاستهلاكية الكبيرة ستبقي العصب في الأمن والسلام الدوليين، لذلك فإن هذا الشيء بإمكانه ان يعيد الدور لبلداننا إذا نجحت في وضع حجر الأساس لاتحاد شمولي يراعي حقوق كل دولة وسيادتها.

لأن مرحلة الانتداب الاجنبي على الشعوب قد ولت دون رجعة، ولا يمكن لأي أمة ان تقبل وصاية الآخرين على قراراتها ومقدراتها.

ان زيارة رئيس وزراء تركيا لإيران ولبقية البلدان العربية والإسلامية تعتبر بادرة خير إذ يتوقع ان يعمم نطاق هذه الزيارة على بقية القادة، ونشاهد تبادلاً لمثل هذه الزيارات بين كل القيادات في بلدين كان مصيرهما وسيبقى مشتركاً في السراء والضراء.