رمز الخبر: ۱۷۱۷۵
تأريخ النشر: 12:14 - 03 November 2009
مصيب نعيمي
عصرایران - بات التناغم الأمريكي-الصهيوني مكشوفاً حول مشروع المستوطنات وتهويد القدس عبر تهويد فلسطين.

حيث أشادت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بالعرض الإسرائيلي لتجميد جزئي للاستيطان، في وقت بدأت فيه موجة جديدة من عمليات هدم منازل الفلسطينيين في القدس، مما يؤكد على تقاسم الأدوار بين الجانبين.

وبالرغم من ان السيناريو كان واضحاً منذ البداية، فإن التواطؤ انكشف بموافقة أمريكية مبطنة على المؤامرة.

ولا شك بأن مشروعاً توسعياً كهذا لم يكن قابلاً للتنفيذ دون حماية الغرب الذي لم يبادر يوماً الى معارضة الكيان الصهيوني في بناء المستوطنات، بل لعب دوراً خطيراً في تمرير المشروع بطريقة غير مسبوقة.

ان تزامن انشاء وتوسيع عشرات المستوطنات في الضفة الغربية واطلاق عملية التطبيع مع الصهاينة عبر موفدين أمريكيين، يدل على تنسيق كامل لتنفيذ الخطة. ولم تكن الزيارات واللقاءات الأمريكية مع الأطراف العربية تحت شعار التطبيع والمصالحة مع العرب إلا محاولة لصرف الأنظار عن الخطة المؤامرة وإفساح المجال للصهاينة لأن يحققوا في السلم ما لم يتمكنوا من تحقيقه عبر الحروب.

وليس خافياً على أحد حرص الولايات المتحدة على أولوية إسرائيل على العرب، حتى بات هذا الكيان يعرف على أنه ولاية أمريكية.

والملفت ان تكاليف هذا المشروع الضخم الذي يشمل آلاف المباني وعشرات المستوطنات، ومنها 2500 وحدة سكنية في القدس، جاءت من أمريكا نفسها، حيث هناك مساعدة مادية تزيد عن عشرة مليارات دولار، وافق عليها الكونغرس، فضلاً عن مليارات الدولارات من الديون المبسطة لإسرائيل، مما تجعل الإدارة الأمريكية شريكاً في كل ما يرتكبه الكيان العنصري.

والغريب في الأمر ان هذه المؤامرة تمر أمام أعين البلدان العربية والإسلامية التي لم تتمكن من عقد قمة واحدة منذ إطلاق مشروع توسيع الاستيطان رغم خطورته على السلم والاستقرار الإقليمي.
ويبقى الرهان على مقاومة الشعب الفلسطيني الذي أثبت قدرته وإرادته على إفشال المخططات، مهما كانت متشعبة وكبيرة.