رمز الخبر: ۱۷۲۲۹
تأريخ النشر: 10:36 - 05 November 2009
مصيب نعيمي
عصرایران - قد تختلف الآراء حول استيلاء الطلبة الجامعيين على السفارة الأمريكية بطهران عام 1979، والتي اطلق عليها فيما بعد، تسمية وكر التجسس، نظراً لدور الولايات المتحدة في التآمر على ايران. عبر دعمها لنظام الشاه ومحاولتها ضرب الثورة الإسلامية.

وقد أثار الحدث ضجّة إعلامية عالمية وصلت الى قرار أمريكي للاعتداء على ايران عبر إنزال قوات أمريكية في صحراء طبس، شرق ايران، والذي تحول الى كارثة بفعل اصطدام المروحيات، وهروب الجنود المظليين، تاركين خلفهم جثث ثمانية من المعتدين.

ومهما حاولت الولايات المتحدة ان تبرر الفشل بعطل فني، غير أن الحادث ولد رعباً في مركز القرار الأمريكي، جعلهم يحسبون ألف حساب لكل خطوة جديدة قد يحاولون القيام بها.

ورغم ان الأزمة سويت بعد الإفراج عن الرهائن الأمريكيين بعد 444 يوماً من الاحتجاز، غير أنها خلدت في التأريخ الإيراني، حيث يحتفل الإيرانيون بها في كل عام.

ولم يكن الحدث مفاجأة بالنسبة للمجتمع الإيراني الذي دفع الثمن كثيراً للخلاص من الهيمنة الأمريكية.

فالإيرانيون لن ينسوا تدخل الولايات المتحدة في بلادهم، كوريث للاستعمار البريطاني، بعد الحرب العالمية الثانية، واستخدامها ايران كقاعدة عسكرية ضد منافسها الاتحاد السوفيتي آنذاك.

وقد يرى البعض ضرورة تجاوز المرحلة التي مضت، كما صرح أمس، الرئيس الأمريكي، باراك اوباما، لكن استمرار السياسة الأمريكية المعادية للشعوب الحرة، وانتهاك سيادة الدول، يأتيان خلافاً لهذا القول، خاصة وان امريكا جعلت من نفسها دولة معتدية على البلدان المستقلة، وذلك بتهديدها لأي دولة تعارض سياستها أو غزوها العسكري لبعض الدول، دون مراعاة ميثاق الأمم المتحدة وقوانين حقوق الانسان، وحق تقرير المصير.

ان الحديث عن التغيير لا قيمة له مادامت الممارسات تعارض الأقوال، وايران التي أرادت ان تعيش بسيادة غير منقوصة لن تكون مطية لأهواء الدول الكبرى، شرقية كانت أم غربية، رغم أنها بلد ينادي بالسلام والتعايش مع الجميع.