ان الشیخ حسن الصفار زعیم الشیعة فی القطیف تمکن من تنظیم وترتیب شوون الشیعة فی هذه المنطقة. والموضوع الذی یجب ان یوخذ بنظر الاعتبار اثناء دراسة وضع الشیعة فی السعودیة هو کیفیة تعامل الوهابیین ، ففی حین یبلغ التشدد مع الشیعة ذروته فی المدینة المنورة الا ان الشیعة فی مکة المکرمة یقومون بتادیة شعائرهم الدینیة.
طهران - عصر ایران: ان الشیعة فی مکة المکرمة والمدینة المنورة والذین حصلوا علی حریة اکثر بعد ان تولی الملک عبد الله الثانی مقالید الامور فی السعودیة یواجهون الیوم مشکلة جادة فی انتخاب زعیم لهم.
ان الشیخ عمروی البالغ من العمر 95 عاما والذی یدیر شوون الشیعة لسنوات عدیدة فی المدینة لم یعد بامکانه زعامة الشیعة فی مکة والمدینة بسبب کبر سنه ویبدو من الضروری تعیین خلیفة له. ورغم ان بعض اوساط الشیعة متفقة فی الرای علی ان یخلف الشیخ کاظم نجل الشیخ عمروی والده الا ان هذه القضیة لیست محل اجماع جمیع الشیعة.
ان الشیخ حسن الصفار زعیم الشیعة فی القطیف تمکن من تنظیم وترتیب شوون الشیعة فی هذه المنطقة. والموضوع الذی یجب ان یوخذ بنظر الاعتبار اثناء دراسة وضع الشیعة فی السعودیة هو کیفیة تعامل الوهابیین ، ففی حین یبلغ التشدد مع الشیعة ذروته فی المدینة المنورة الا ان الشیعة فی مکة المکرمة یقومون بتادیة شعائرهم الدینیة.
ویواجه الشیعة فی مکة المکرمة مشاکل اقل فی السجدة علی التربة اثناء الصلاة لاسیما وان معظم ارضیة المسجد الحرام مکسوة بالرخام والحجر الا انه یتم استخدام الحصیر وما شابهه فی المدینة المنورة بدلا من التربة. ان التعامل بشدة مع الایرانیین فی مکة اقل فیما الزوار فی المدینة المنورة محرومون من التبرک وحتی الافادة من محراب المساجد ، لکنه یمکن تقبیل ابواب المسجد الحرام فی مکة.
ویقیم الشیعة فی المدینة مراسهم الدینیة فی مسجد الشیخ عمروی الواقع بجوار مستشفی الزهراء وقد تحول هذا المسجد الی مرکز لنشاطات الشیعة. ویرفع الزوار فی هذا المسجد الاذان مع قول "اشهد ان علیا ولی الله" ویسجدون فی صلواتهم علی التربة اثناء الصلاة ویودون القنوت کما علقت علی جدران المسجد لافتات کتبت علیها اسماء المعصومین الاربعة عشر علیهم السلام وتقام فیه صلوات الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء جماعة. وقد تم حدیثا اعادة بناء هذا المسجد الذی تبلغ مساحته نحو 1000 متر مربع. ویوجد الی جانب المسجد سوق صغیر هو موضع ترحیب الزوار الایرانیین بسببه ارتباطه بالشیعة فی المدینة المنورة.
ولذلك فإن هذا التصور الخاطئ نشأ نتيجة الواقع المؤسف الذي تخضع له الشيعة في المنطقة من حصار إعلامي وسياسي لا يسمح إلا للأصوات التي استجابت بما لا تعرفه الشيعة إلى الآن لشروط الانخراط في مفهوم الوطنية التي تقرأه الدولة والمشحون في طبيعته بالروح العدائية تجاه الشيعة وبهواجس المشروع الأمريكي في وجود علاقات إيجابية بين الشيعة في الخليج وإيران.. ليصوغوا الشيعة كما سنحت لهم مع السنة فرض التعبد بإمامة الحاكم باراً كان أو فاجراً.. وهذا ما لم يمكن إخضاع الشيعة له.. أو إنتاجه من خلال لعبة سياسية أو ممارسة سياسة العصا والجزرة معهم، ومن هنا عاش الشيخ الصفار في أزمة ثقة بينه وبين قيادات الواقع الشيعي الذين يقرأون في منطق الوطنية عند المؤسسات الرسمية لدول الخليج أنه يهدف ليس إلى عزل إيران عن شيعة الخليج فحسب ، وإنما إلى تحرير المنطق الشيعي من التعاطي مع الشأن السياسي من زاوية الخطاب الديني الذي عاشوه طيلة تاريخهم، ليكون خارج الصياغة الفقهية للمسألة ويكونوا كالسنة في التعامل مع الحاكم في فجوره وبره.
قد يكون الشيخ الصفار غافلاً عن ذلك أو قد تكون الأنظمة السياسية الخليجية غير ملتفة إلى طبيعة هذه المساعي وإن كنت أشك في أنها تغفل هذه الموضوعة المفصلية، إلا أن القيادات التي ترفض إملاءاتها في الوطنية وصياغة العلاقات الخارجية للشيعة في المنطقة سواء مع إيران أو حزب الله أو مع الشأن العراقي أو مع المرجعية، كون هذا العمل بحاجة إلى أرضية فقهية وفقاهة تنجز هذا المفهوم في قراءة السلطة والشأن السياسي على الإطلاق، خاصة وأن الشيعة في السعودية وفي عموم الخليج متدينون بشدة، ولا يقبلون هذه الإملاءات.
ومن هنا لم يكن بوسع تلك القيادات المخالفة للشيخ الصفار إلا تحاشي الصدام مع الأنظمة من جهة، ومن جهة أخرى عدم الدخول في التعاطي مع مسألة قيادة الشأن الشيعي في السعودية مع من يتصورونهم أنهم متورطين في المواقع التي بلغوها ولم يتم إنجاز شيء يتناسب ولعبة الدخول في تلك التفاهم، فيما أتباعه قاموا بتوظيف أي تغييرات فرضتها المستجدات التي تعصف بكل المنطقة باعتباره إنجازاً لا يجوز لأحد تجاهله أو الاستخفاف به، ليفرضوا خطاباً قاسياً على أصحاب الرأي الآخر، لنجد أولئك المختلف يفضلوا البقاء من الدخول في دخل لعبة شد الحبال لإثبات الزعامة في الوسط الشيعي أو لدى القيادات السياسية لأنظمة الخليج.
أن امنيتي ان ارى هذا النور يبزغ في يوم من الايام
محرره د.موالي