رمز الخبر: ۱۷۶۴۶
تأريخ النشر: 09:34 - 18 November 2009
محمد صادق الحسيني
محمد صادق الحسینی


انها النسخة الأكثر توازناً وعقلانية واعتدالاً من جهة والأكثر ملامسة للهوية الوطنية والمحلية من جهة أخرى هي تلك الديمقراطية (الشوروية) التي تعيشها سلطنة عمان منذ عقود والتي تحيي هذه الايام ذكرى نهضتها التنموية التاسعة والثلاثين وسط تلاطم لتجارب فوضوية واحيانا عدمية في الوطن العربي.

ففي ظل سلطان حالم بالنهضة والعمران وحازم في الملك والسلطان وجيل من النخبية المتعلمة والمتطلعة نحو طي مراحل الرقي بوسيلة القليل المتصل خير من الكثير المنقطع، استطاعت عمان ان تقدم نموذجاً هادئاً ومعتداً به من النهضة العمرانية والتنموية بما يجعلها قابلة للاستمرارية دون التأثر الفاقع أو الصاخب بنماذج التنمية الغربية كما هو الحال في تجارب عديدة محيطة بها في الوطن العربي الكبير.

ليس الأمر منحصرا في التجربة التنموية الاقتصادية فحسب بل هي تجربة ادارة شؤون الدولة المختلفة في الداخل كما نوع العلاقة المتوازنة مع الخارج بإستقلالية فريدة من نوعها.

من يعرف عمان جيداً يعرف تماماً بأن تسعة وثلاثين عاماً من عمرها الحديث لم يفت من عضدها في الدفاع عن أمنها الوطني بطريقة حسن الجوار ومراعاة هواجسه الخاصة به والحزم التام في الدفاع عن هذه الاستقلالية والخصوصية حتى لو تطلب الامر الاختلاف مع اعظم دولة في العالم.

التجربة تكررت أكثر من مرة، فقد كان ذلك في أزمة الكويت ومن ثم في أزمة العراق واليوم مع ازمة ايران، وفي كل الحالات كانت المصلحة العمانية العليا هي المعيار والحفاظ على استقلالية القرار والحفاظ على ود الجوار هي الاستراتيجية والدفاع عن أمن واستقرار المنطقة هو الهدف.

اليوم وقد استمعنا الى خطاب جلالة السلطان بمناسبة انعقاد مجلس عمان، بخصوص ضرورة النهضة بالمرأة العمانية الى مستوى الحدث العماني التنموي، وان تكون المرأة هي صاحبة المبادرة في ذلك كما طالبها السلطان في خطابه المختصر والنافع والجامع والمانع بهذا الخصوص يجعلنا نتأكد أكثر فأكثر بأن عمان الدولة والمجتمع إنما تتحرك في سياق تطور تجربتها الديمقراطية الخاصة بناء على سياقات وخلاصات محلية ووطنية بحتة.

انها تجربة حيوية متحركة وسيالة تعتمدها القيادة العمانية العليا في علاقاتها المهمة والاستراتيجية مع دول الجوار المتنوعة أيضاً، رغم علاقاتها الوطيدة مع كثير من دول الغرب العظمى. فعمان لم تنخرط يوماً مع تحالف غربي ما ضد احد جيرانها كما انها لم تستمع لإملاءات أي صديق غربي يمكن ان تعرض مصالح جيرانها للخطر.

انها عمان التي لا تشبه إلا نفسها، وهي الدولة الشقيقة والصديقة التي فرضت ولا تزال احترامها على البعيد كما القريب من الاصدقاء والحلفاء.

فهنيئاً لشعب عمان بهذه القيادة وهنيئاً لهذه القيادة بهذا الشعب وأهلاً وسهلاً بعمان الشقيقة والصديقة الدائمة في كل المراحل والمحطات والحالات الطبيعية والأزمات!


صحیفة الوفاق الایرانیة