رمز الخبر: ۱۷۸۲۳
تأريخ النشر: 10:00 - 23 November 2009
عصرایران - جوبهت الدعوة التي وجهها رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم للبعثيين بالدخول في العملية السياسية بالرفض من قبل جناحي حزب البعث (جناح عزت الدوري وجناح محمد يونس الأحمد). ورأى فيها البعض جانبا جيدا، في حين عدها البعض محاولة لخلط الأوراق.

وقال الإعلامي والسياسي العراقي صلاح المختار في حديث للجزيرة نت إن الدعوة التي وجهها عمار الحكيم عبارة عن محاولة للضغط على المالكي وحكومته التي ظلت ترفع اجتثاث البعث شعارا لحملتها الانتخابية.

وقال المختار إن حزب البعث يرفض أي اشتراك في الانتخابات، لأن الاشتراك فيها اعتراف بالعملية السياسية، والاعتراف بالعملية السياسية اعتراف بالاحتلال.

وأكد أن "كل هذه الأكاذيب التي تروج لمشاركة بعثيين في الانتخابات القادمة، الهدف منها النيل من صمود البعثيين ومقاومتهم للاحتلال، وإعطاء صبغة جديدة للعملية السياسية في الانتخابات القادمة".

وأضاف "لم ولن تجري أي لقاءات مع حزب الحكيم، وهو حزب عميل للاحتلال وارتكب جرائم بحق الشعب العراقي".

وقال غزوان الكبيسي القيادي في حزب البعث، جناح يونس الأحمد للجزيرة نت "إن عمار الحكيم لم يدع إلى مشاركة البعثيين في العملية السياسية، بل قال إنهم ليسوا ضد البعثيين".

وأضاف "نحن مع كل من يكون موقفه جيدا مع البعثيين، ولكن هناك ثوابت لا بد أن تسبق أي لقاء أو دعوة للمصالحة، وهي إلغاء قانون اجتثاث البعث وإلغاء المحكمة الجنائية، وإطلاق جميع المعتقلين من العسكريين والبعثيين والقوى الوطنية الأخرى ونقصد المعتقلين في سجون الاحتلال والحكومة".

وتساءل الكبيسي "كيف تمكن إقامة علاقات ونحن مستهدفون بقانون اجتثاث البعث؟ وكيف يمكن الدخول في عملية سياسية في ظل الاحتلال، والآلاف معتقلون في سجون الاحتلال والحكومة".

طرح جيد.. ولكن

ولكنه رأى أن ما طرحه الحكيم كان جيدا، وأبدى أمله بأن يتطور إلى ما هو في خدمة العراق، لا أن يبقى مجرد تصريحات من أجل الدعاية الانتخابية.

وقال الكاتب والمحلل السياسي العراقي نزار السامرائي للجزيرة نت إن تصريح الحكيم لم يكن يفتح باب المشاركة على مصراعيه أمام البعثيين في الانتخابات، بل خصص الذين انتموا إلى صفوف الحزب لأسباب ترتبط بالبحث عن وظيفة أو الحصول على مقعد دراسي أو ما شابه ذلك.

وأوضح السامرائي أن في حديث الحكيم محاولة لخلط الأوراق، لأن قانون اجتثاث البعث المدعوم بنص دستوري يمنع البعثيين، حتى من مزاولة حياتهم الاعتيادية، وقد استبدل به قانون أسوأ منه وهو قانون المساءلة والعدالة.

وأشار السامرائي إلى أن معرفة دوافع الحكيم أو غيره لإطلاق مثل هذه التصريحات يمكن أن يقود إلى فهم طبيعة الصراعات الدائرة حاليا بين القوى التي تحاول تغيير قواعد اللعبة، وجذب أصوات البعثيين والقريبين منهم إلى القوائم المتصارعة.

وقال إن البعث لم يكن طائفيا ولا عرقيا، وإنه يضم كفاءات العراق الحقيقية التي بنت تجربة نموذجية في العراق، ونبه إلى أن البعث أصبح جدارا لا يستطيع أحد القفز من فوقه، بعد ما عده سقوط تجربة سبع سنوات من حكم الأحزاب الطائفية.

وأكد السامرائي أن الحكيم قد أرغم على إدراك حقيقة أن البعث رقم راسخ في معادلة مستقبل العراق، وأن تجاهله مستحيل، مستدركا أن ذلك لا يعني أن الحكيم طهر نفسه مما تعرض له العراقيون عموما والبعثيون خصوصا من تطهير وإبادة وقتل زادت أرقامها على 1.5 مليون.

وكان الدكتور خضير المرشدي المتحدث الرسمي باسم حزب البعث قد أعلن رفضه لمثل هذه الدعوات، وقال في تصريحات صحفية إن ما يجري في الساحة السياسية الشوهاء من اصطفاف وادعاءات، البعثيون غير معنيين بها، لأنهم لا يعترفون بها لعدم شرعيتها.

وأكد المرشدي أن المقاومة الوطنية وأطرها السياسية تفتح ذراعيها لكل من يريد خدمة الوطن وشعبه ويرفض الاحتلال وأجندته.