رمز الخبر: ۱۸۰۶۶
تأريخ النشر: 08:14 - 30 November 2009
مصیب نعیمي
عصرایران - بعد اثنى عشر عاماً على توليه إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ترك محمد البرادعي كرسي الرئاسة لخلفه الياباني يوكيا أمانو. بكل ما في الوكالة من ملفات مفتوحة على شهية الغرب وأهوائها.

وبالرغم من ان البرادعي كان ينتمي الى مجتمع عربي، كمصر وعائلة إسلامية ممتدة من شرق آسيا الى غرب أفريقيا، غير انه لم يبرز كشخصية مستقلة ذات رؤية عادلة في القضايا المصيرية للشعوب، كما كان متوقعاً منه.

البرادعي حاول إرضاء الغرب رغم معرفته بمطالبه غير القانونية، ولم يتجرأ على الدفاع عن المظلوم رغم وقوفه على حقّه. فكانت تقاريره مزدوجة المعاني، ومليئة بالعبارات الغامضة، مما سمح للغربيين باستغلالها حسب أهوائهم واستراتيجياتهم السلطوية.

كما ان السيد البرادعي لم يقم بواجبه في مواجهة الخطر النووي الإسرائيلي، بل حافظ على صمته تجاه هذا الخرق الفاضح لمعاهدة حظر الأسلحة النووية، بل واكب أحياناً الغربيين ومنع الحديث عن الترسانة الصهيونية والتي تضم أكثر من مئتي رأس نووي جاهزة للإطلاق.

ان مواقف البرادعي ورغم كل التعاطف الذي وجده من العالم الثالث وخاصة العرب والمسلمين، ظلت رهينة لدى الغرب، حتى انه استسلم لسياسة العصا والجزرة، ليصدر تقريره الأخير بعيداً عن الأمانة والأخلاق، وحتى الواجب الإنساني الموكل إليه، وهو الحفاظ على حقوق الدول في استخدام التقنية النووية في المجالات السلمية.

ومن حق الدول والشعوب التي راهنت على حيادية البرادعي ان تسأله عن إنجازاته طوال عقد ونيف من الزمن.

فأين الحق الذي أثبته عبر إدارته وأين الباطل الذي أدحضه في زمنه. فها هو الملف النووي الإيراني وبالرغم من شفافية تعاون طهران مع الوكالة، ومعرفة البرادعي بمصداقية ايران بقي في التجاذب السياسي كورقة للتغطية على جرائم الغرب وإخفاقاتهم، فيما المشروع النووي العسكري الصهيوني يواصل عمله لصنع الجيل الجديد من الرؤوس النووية الفتاكة، وبدعم من نفس القوى الغربية الداعية لحظر أسلحة الدمار الشامل. فأين أنت يا سيد محمد البرادعي، وهل أرضيت ضميرك في عهدك في الوكالة؟!!