رمز الخبر: ۱۸۱۶۹
تأريخ النشر: 10:16 - 02 December 2009
عصرایران - كشف الرئيس الأميركي باراك أوباما عن إستراتيجيته الجديدة تجاه أفغانستان بالإعلان عن إرسال 30 ألف جندي إضافي إلى هذا البلد، مشددا على أن نجاح المهمة ضروري لأمن العالم، وذلك رغم تعهده في نفس الوقت بالبدء في انسحاب القوات الأميركية من هناك في يوليو/تموز 2011.
 
وقال أوباما في خطاب ألقاه مساء الثلاثاء في أكاديمية "ويست بوينت العسكرية" بنيويورك إن "القوات الإضافية وقوامها 30 ألف جندي التي أعلن عنها الليلة سوف ترسل في النصف الأول من عام 2010 بأسرع وتيرة ممكنة حتى يمكنها استهداف التمرد وتأمين المراكز السكانية".
 
واعتبر الرئيس الأميركي أن القوات الإضافية ستزيد من قدرة تدريب قوات الأمن الأفغانية، وبالتالي ستسمح بخلق ظروف للولايات المتحدة لتسريع نقل المهام الأمنية للأفغان، ومن ثم "البدء في نقل قواتنا خارج أفغانستان في يوليو/تموز 2011".
 
وقارن بين ما سيكون بأفغانستان وما حدث بالعراق من "إنجاز"، وأضاف "كما فعلنا في العراق سننهي نقل المهام، آخذين بالاعتبار الظروف على الأرض"، متعهدا باستمرار إسداء النصح والمساعدة للقوات الأفغانية للتأكد من نجاحها في المستقبل في حربها على حركة طالبان.
 
ووجه أوباما حديثه إلى حلفاء واشنطن مطالبهم بالعمل معا من أجل إنهاء هذه الحرب بنجاح، مشيرا إلى أن المخاطر في أفغانستان "ليس مجرد اختبار مصداقية حلف شمال الأطلسي (الناتو) وإنما هو أمن حلفائنا والأمن المشترك للعالم".
 
وأعرب عن ثقته بوجود إسهامات أخرى في القوات بأفغانستان من الحلفاء في حلف الناتو في الأيام والأسابيع القادمة، رافضا تشبيه الحرب في أفغانستان بحرب فيتنام.
 
وكان أوباما بدأ خطابه بتبرير خوض أميركا الحرب في أفغانستان عام 2001، مشيرا إلى أن تنظيم القاعدة هاجم مراكز حيوية في الولايات المتحدة ورفضت حركة طالبان تسليم زعيم تنظم القاعدة أسامة بن لادن.
 
كما أكد أوباما أهمية محاربة الفساد في أفغانستان, وقال إن بلاده ستدعم الأطراف الأفغانية التي تحارب هذه الظاهرة.
 
وشدد على التزام بلاده بشراكة مع باكستان على أساس المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل, وقال إن البلدين يواجهان ما سماه عدوا مشتركا، وأضاف "إننا في أفغانستان للحيلولة دون أن ينتشر سرطان مرة أخرى في أنحاء ذلك البلد، لكن هذا السرطان نفسه ترسخت جذوره في منطقة الحدود مع باكستان، ولهذا فإننا نحتاج إلى إستراتيجية تعمل على جانبي الحدود".

تكلفة التعزيزات

وفي السياق ذاته، كشف مسؤول في الحكومة الأميركية الثلاثاء أن خطة الرئيس أوباما لإرسال قوات إضافية إلى أفغانستان ستكلف ما بين 25 مليار دولار  و30 مليارا في السنة المالية 2010.
 
ونقلت وكالة رويترز عن المسؤول قوله "قد تكون هناك تكاليف إضافية مرتبطة مثلا بالمكونات الدبلوماسية والمدنية لهذه الإستراتيجية"، لكنه أشار إلى أن الأرقام الأكثر دقة ستتحدد في الأسبوعين القادمين.
 
ويأتي إعلان أوباما عن إستراتيجيته الجديدة في أفغانستان بعد ثلاثة أشهر من المداولات.
 
وقالت مراسلة الجزيرة بواشنطن وجد وقفي إنه سيتم إرسال أول دفعة من قوات المارينز إلى ولاية هلمند بحلول مطلع العام، مضيفة أنه ستليها دفعة أخرى تضم 8000 جندي خلال الشهور المقبلة.
 
شروط قاسية

وأشارت المراسلة إلى أن أوباما وضع موازاة مع هذه الخطة شروطا وصفت بالقاسية على الحكومة الأفغانية لمكافحة الفساد داخلها وعلى نظيرتها الباكستانية للعمل على محاربة تنظيم القاعدة.
 
وقد هاتف الرئيس الأميركي نظيره الأفغاني حامد كرزاي بشأن الأمن يوم الاثنين الماضي، وقال البيت الأبيض إن أوباما أبلغ كرزاي أن الجهود الأميركية في أفغانستان سيتم تقييمها على أساس أهداف على مدى فترة عامين.
 
وأضاف البيت الأبيض في بيان أن "الرئيس أوباما شدد على ضرورة نشر قوات الأمن الوطنية الأفغانية بشكل أسرع حتى يتولى الأفغان بأنفسهم مسؤولية أكبر عن أمن بلادهم".
 
مواقف الحلفاء

وفي غضون ذلك توقع رئيس حلف شمال الأطلسي أن ينشر الحلفاء خمسة آلاف جندي إضافي في أفغانستان وربما بضعة آلاف آخرين.
 
وقال أندرس فو راسموسن في بيان بعد كلمة أوباما "يشارك 43 بلدا على الأرض تحت قيادة حلف الأطلسي، وإني على يقين بأن حلفاء وشركاء آخرين سيقدمون أيضا زيادة كبيرة في مساهماتهم".

وكان رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون أعلن أن بلاده سترسل الشهر الجاري خمسمائة جندي إضافي لأفغانستان، ليرتفع عدد الجنود البريطانيين المنتشرين في هذا البلد إلى 9500.
 
أما فرنسا فأكد وزير دفاعها إيرفي مورين أن بلاده لا تنوي زيادة جنودها، وشدد على أن الحل ليس عسكريا فقط وإنما يجب التركيز على إعادة بناء أفغانستان.
 
ومن جهتها أكدت ألمانيا على لسان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن بلادها لن تتخذ قرارها بشأن تعزيز محتمل للقوات الألمانية في أفغانستان قبل نهاية الشهر المقبل.
 
وقد كشفت تقارير صحفية ألمانية الثلاثاء أن واشنطن طلبت من برلين تعزيز الوجود العسكري الألماني بإرسال ألفي جندي إضافي، أي بزيادة قوامها 50% تقريبا حيث تنشر ألمانيا حاليا 4500 جندي في أفغانستان.
 
أما أستراليا فقد تعهدت بإرسال مزيد من مدربي الشرطة وخبراء مدنيين متخصصين في تقديم المساعدات، لكنها لم تشر إلى أي زيادة في عدد القوات الأسترالية.
 
ويوجد بأفغانستان الآن أكثر من مائة ألف من القوات الأجنبية منها 68 ألف جندي أميركي.