رمز الخبر: ۱۸۲۴۷
تأريخ النشر: 13:15 - 03 December 2009
عصرایران - بثت القناة الثانية الإسرائيلية صورا تظهر مستوطنا من مستوطنة كريات أربع في الخليل الأسبوع الماضي وهو يدهس شابا فلسطينيا مصابا اتهم بمهاجمة مستوطنتين.
 
وأظهر الشريط المصور السائق -وهو زوج إحدى المستوطنتين- وهو يدهس بسيارته الفلسطيني وسيم مَسْوَدة من الخليل مرتين على الرغم من أن طواقم الإسعاف كانت تعالجه بعدما أطلق جندي النار عليه وأصابه بست طلقات.
 
وذكر مراسل الجزيرة أن الفلسطيني أصيب بجروح خطيرة وأن حالته حرجة لكنها مستقرة.
 
في هذه الأثناء قالت الشرطة الإسرائيلية إنها تحقق في الأمر مع المستوطن ومع الشاب الفلسطيني المصاب, بتهمة جرح مستوطِنتين، وقد أفرجت عن المستوطن على الفور.
 
وقال متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية إنه صدرت أوامر للسائق بعدم مغادرة مستوطنته أثناء التحقيق في الأحداث التي وقعت الخميس الماضي قرب مدينة الخليل بالضفة الغربية, حيث أظهرت اللقطات السائق وهو يدهس الفلسطيني بسيارته مرتين أمام مرأى جنود إسرائيليين كانوا يتابعون الموقف وبحضرة طواقم إسعاف كانوا يعالجون الفلسطيني.
 
وقال فلسطينيون في الخليل إن الشاب الفلسطيني وسيم مَسْوَدة لا ينتمي لأي تنظيم أو جماعة فلسطينية.
 
وبعد بث القناة الثانية لهذه الصور، بثّت القناة الإسرائيلية العاشرة مساء الأربعاء شريطاً من كاميرا المراقبة لفتاة فلسطينية تطعن حارساً إسرائيلياً في معبر قلنديا.
 
واللافت أن هذه الحادثة وقعت يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكن هذه المرة الأولى التي تبث فيها هذه الصور. وقد اعتقلت الفتاة البالغة من العمر 21 عاما.
 
وامتنعت السلطات الإسرائيلية عن تأكيد مصدر هذا الشريط أو طريقة تسريبه إلى موقع يوتيوب.
 
وقال مراسل الجزيرة بالقدس المحتلة إلياس كرام إن بث هذا الشريط قد يكون لسببين: الأول يأتي في سياق المنافسة الإعلامية بين القناتين الثانية والعاشرة.

والثاني -وهو الأغلب- محاولة إسرائيل إيجاد نوع من التوازن بعد الصورة الهمجية والخطيرة للدهس المتعمد من المستوطن اليهودي للشاب الفلسطيني أمام عيون الإسعاف والجيش.
 
واعتبر المراسل أن الشريط محاولة إسرائيلية لتسكين الغضب لدى العرب على دهس الشاب الذي لم يتأكد بعد من قضية اتهام الشرطة له بطعن مستوطنتين.
 
ملاحقة قضائية

وفي مقابلة مع الجزيرة قال والد الشاب الفلسطيني إنه لن يتنازل عن حق ابنه وسيلجأ إلى المحاكم الإسرائيلية أو أي محاكم أخرى إذا لم تنصفه الأولى.
 
وأضاف أسامة مسودة أنه يعجز عن تحديد كلمات لوصف ما حدث لابنه سواء كانت همجية أو حاقدة، واعتبر أنه شعور لا يوصف بسبب هذا الواقع الفاجع المرير.
 
وذكر أن ابنه تخطى مرحلة الخطر بحسب كلام الأطباء، وأنه لا يعلم شيئا حتى الآن عن ملابسات الحادث وما تردد عن اتهامه بمهاجمة مستوطنتين قبل دهسه، مشيرا إلى أنه ربما يكون في الأصل معتدى عليه.
 
يشار إلى أن سجل الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين التي نفذها جنود الاحتلال والمستوطنون كثيرة ومتنوعة. وتقول منظمة بتسيلم الإسرائيلية لحقوق الإنسان إن ضرب المعتقلين وترويعهم عمل روتيني للجنود الإسرائيليين.
 
فمن بين هذه المشاهد الدموية اعتداء الجنود الإسرائيليين على الشاب أشرف في قرية نعلين لأنه تجرأ وتظاهر ضد الجدار العازل في يوليو/تموز 2008.
 
ومشهد استشهاد الطفل محمد الدرة في بداية انتفاضة الأقصى عام 2000 بدم بارد برصاص قوات الاحتلال لا يزال حاضرا على شاشات التلفزيون.
 
ومن أبشع اعتداءات المستوطنين حادث إطلاق النار في الحرم الإبراهيمي في الخليل في فبراير/شباط 1994 الذي ارتكبه المستوطن المتطرف باروخ غولدشتاين والذي أوقع خمسين شهيدا ونحو 350 جريحا.
 
ولم يسلم مواطنو دول صديقة لإسرائيل من التعرض للاعتداء، فقد لقيت الأميركية راتشيل كوري مصرعها تحت جرافة للجيش الإسرائيلي في غزة عام 2003 عندما قاومت تدمير منزل لفلسطينيين في رفح.