رمز الخبر: ۱۸۳۳۵
تأريخ النشر: 08:24 - 07 December 2009
عصرایران ـ تلقت غرفة العمليات في شرطة الطائف، غرب السعودية، بلاغاً غريباً من أحد المواطنين، يطلب منهم الاسراع في إنقاذه ونجدته، وعندما وصلت الشرطة إلى المكان، اكتشفت أن شكواه هي من عدم قدراته على سد جوع أطفال الخمسة، وبينهم طفل عمره شهران ونصف الشهر.

وقالت مواقع سعودية عدة أن المواطن المذكور، وهو في الاربعين من عمره، أكد مساء السبت "أن زوجته خرجت من المنزل، وذهبت إلى منزل أهلها لأنها لم تعد تحتمل العيش في هذه الظروف الصعبة".

ونقلت المصادر نفسها عنه قوله بأن "أحد الأطفال والذي يبلغ من العمر شهران ونصف لم يتناول الحليب منذ الصباح"، مشيرة إلى أنه تم تحويل المواطن إلى الجهات المختصة بالطائف "لاتخاذ اللازم".

ولا تخلو الصحف السعودية من نشر تقارير مصورة عن الفقر في السعودية، تتضمن مشاهد لأناس تعيش في بيوت من الصفيح، لا يتوفر لها الحد الأدنى من الخدمات.

ووفق تقديرات أولية غير رسمية، فإن قرابة 25% من السعوديين البالغ عددهم نحو 17 مليون نسمة، يعيشون تحت خط الفقر، ويعد أكثر من 75% من مواطني الدولة السعودية مدينين في قروض استهلاكية طويلة الأجل، كما لا يمتلك 85 % منهم مساكن خاصة بهم وفقا لدراسات رسمية.

وتعكس أرقام عدد المستفيدين والمشمولين في قائمة مؤسسة الضمان الاجتماعي البالغ عددهم نحو 1.5 مليون فرد، يصرف لهم شهرياً حوالي 869 مليون ريال (238 مليون دولار)، حجم مشكلة الفقر في المملكة رغم الجهود المبذولة لمكافحة تلك الظاهرة .

ووفقا لدراسة لأستاذ الخدمة الاجتماعية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور راشد بن سعد الباز ،أجراها في العام 2005، فقد حدد الحد الفاصل للوصول لمستوى الكفاف للمواطن بنحو 1660 ريالا شهريا (442 دولاراً)، فيما يبلغ خط الفقر 1120 ريالا (300 دولار) بدون حساب تكلفة السكن.

ويعزو عدد من المختصين أهم أسباب تزايد الفقر في المجتمع السعودي إلى انهيار سوق الأسهم السعودية في شباط (فبراير) 2006 وحتى الآن، من دون أن تتدخل الدولة لمحاسبة المتسببين في ذلك، إضافة إلى أزمة السكن نتيجة ارتفاع تكلفة المساكن، ما أدى لظهور مناطق عشوائية حول مختلف المدن الكبرى، وكذلك المناطق التي تسكنها بعض فئات العمالة الأجنبية،و هي مناطق عشوائية محرومة من الكثير من الخدمات والمرافق وتشكل معاقل للفقر والجريمة.

وتم تأسيس صندوق لمكافحة الفقر السعودي في شهر كانون الأول (ديسمبر) من العام 2002 بعد الزيارة التي قام بها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز التفقدية للأحياء الفقيرة في مدينة الرياض إلا أن جهوده على هذا الصعيد لم تستطع التغلب على المشكلة.

وتحتل السعودية صدارة الدول المنتجة للنفط بطاقة تصل إلى نحو 10 ملايين برميل يوميا كما تعد الدولة الأغنى في المنطقة.