رمز الخبر: ۱۸۶۷۹
تأريخ النشر: 09:30 - 15 December 2009
عصرایران - من مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، ناشدت المفوضة العامة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين بالأمم المتحدة (أونروا) كارين أبو زيد الدول العربية زيادة حصتها من التبرعات للمنظمة، حيث تراجعت التبرعات العربية إلى ما نسبته 1% من ميزانية المنظمة في عام 2009.

وطالبت بأن تعود التبرعات العربية إلى ما كانت عليه قبل نحو 20 عاماً، حيث كانت تصل إلى نحو 7.8% من ميزانية المنظمة.

وأضافت أن اللاجئين الفلسطينيين يمثلون نحو 40% من السكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأكثر من ثلثي السكان في غزة، ويزداد هذا العدد سنوياً بنسبة 3.5% بسبب ظروف الاحتلال الإسرائيلي، وأنهم يعانون منذ خمس سنوات العديد من المشكلات الخاصة بالأمن الغذائي وتراجع الخدمات الاجتماعية والطبية، فضلاً عن البطالة والفقر.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة أمس الاثنين لإطلاق مناشدة الطوارئ لعام 2010 في قطاع غزة والضفة الغربية.

وأشارت كارين إلى أن المنظمة تسعى لتأمين 323 مليون دولار للوفاء بالتزاماتها تجاه اللاجئين، وأنها سوف تواجه عجزاً قدره نحو 54 مليون دولار، وأن هذا الوضع سوف يضطر المنظمة إلى خفض مستوى خدماتها التعليمية والصحية، مما قد يؤدي إلى عدم علاج اللاجئين في المستشفيات.

وأوضحت أنه في الوقت الذي تضاعف فيه عدد اللاجئين الفلسطينيين فإن بعض الدول العربية لم تزد حصتها في التبرعات منذ عقد من الزمن، كما أن التعهدات العربية بالتبرع للمنظمة في عام 2008 بلغت نحو 18% إلا أنه لم يتم الوفاء بكافة هذه التعهدات.


ضغوط أميركية
واعتبر الأمين العام للجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب إبراهيم الزعفراني أن الموقف العربي عموماً تجاه القضية الفلسطينية يشهد تراجعاً كبيراً، وأن ضآلة التبرعات العربية للأنروا وغيرها من المؤسسات المعنية بخدمة الشعب الفلسطيني ترجع لضغوط أميركية وصهيونية، وهي أيضاً مرتبطة بعمليات الاستقطاب بين الفصائل الفلسطينية.

وتساءل الزعفراني في حديث للجزيرة نت عن الأموال العربية التي تم الإعلان عن رصدها لإعادة إعمار غزة.

وبسؤاله عن إمكانية قيام المجتمع الأهلي والجمعيات الخيرية بسد هذا العجز في ميزانية الأونروا أجاب بأن ذلك يرتبط بقضيتين:
الأولى: الشفافية وعدم الإفراط في المصاريف الإدارية.
والثانية: عدم تحيزها تجاه فئة أو فصيل فلسطيني.

وأضاف الزعفراني أن المجتمع الأهلي العربي قادر على تغطية العديد من الاحتياجات الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولكن هناك العديد من العوائق توضع أمامه لعدم القيام بهذا الدور، واستشهد بحالة البيوت الجاهزة التي تم تجهيزها في مصر عقب العدوان على غزة، ولم تستطع لجنة الإغاثة والطوارئ أن تدخلها إلى غزة حتى اليوم.


ومتفقاً مع الزعفراني اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة مصطفى كامل السيد أن السبب وراء تراجع التبرعات العربية للفلسطينيين يرجع بالدرجة الأولى إلى الضغوط الأميركية كي تقبل الفصائل الفلسطينية بالأجندة الأميركية للتسوية.

وأضاف أن الدعم المادي هو أقل ما يمكن أن تقدمه الدول العربية للفلسطينيين في ظل الحصار والاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

وبسؤاله عما إن كان يرى علاقة بين الأزمة المالية العالمية وتراجع التبرعات العربية أجاب بأنه لا يرى سبباً واحداً وجيهاً لتراجع التبرعات العربية، وأن ما تقدمه الدول العربية من تبرعات للفلسطينيين لا يؤثر بأي حال في موازنات الدول العربية، ورغم الأزمة المالية العالمية فإن الدول العربية قادرة على تقديم الكثير للفلسطينيين.