رمز الخبر: ۱۸۷۵۰
تأريخ النشر: 09:06 - 16 December 2009
مصیب نعیمي
عصرایران - منذ تواجد الإنسان على الكرة الأرضية والبحث جار حول مبادئ الحياة وسلوك بني البشر مع بعضهم الآخر. وقد جاءت الأديان والقوانين لتساعد البشرية على تعلم أساليب التعايش السلمي، والتقدم وبناء حياة أفضل لأجيالها. ولا شك بأن الأديان السماوية التي جاءت من جانب الخالق، كانت وستبقى السبيل الأفضل والأنسب لتحقيق هذه الأمنية.

علماً بأن المشتركات الدينية التي تؤكد على العدالة والمساواة ونبذ العنف والكراهية بين أبناء البشر، هي خير دليل على أهمية الدين في بناء الحياة.

وبالرغم من الخلاف حول مدى انتماء المجتمعات البشرية للدين، غير ان الإجماع قائم على نظام يؤمن الحياة الكريمة للجميع. وقد كان اللجوء الى رأي الأكثرية والذي يسمى بأنه أسلوب ديموقراطي في إدارة شؤون الناس، هو إحدى الطرق الميسرة، غير ان استغلال هذه الديموقراطية لانتهاك حقوق الآخرين هو عين الديكتاتورية، ولكن من نوع آخر. فالتصويت لمنع بناء مآذن في سويسرا هو صدمة للديموقراطية وحقوق الإنسان أولاً، وانتهاكاً لحق عدد كبير من المواطنين السويسريين ثانياً، كونهم ينتمون الى الدين الإسلامي الحنيف، مما يعتبر خطوة عنصرية لا تليق بالحضارات الإنسانية، وكأن الاخطبوط الصهيوني هو الذي وضع هذا القرار ونفذه باسم الشعب السويسري.

ان المشكلة التي يعاني منها المجتمع الغربي هي الجهل لحقيقة ما يجري حوله، بعد احتكار السلطات الحاكمة لجميع وسائل المعرفة والهجمة الإعلامية الشرسة لتشويه الإسلام.

فيما القتلة والغزاة الذين ينشرون الجريمة والإرهاب في العالم، لا يؤمنون بأي دين ولا مذهب.

لقد كان الأجدر للمجتمع السويسري ان يتسائل عمن ساقه الى مثل هذا التصويت المتعصب، وعمن هو الذي يعتدي على الآخر.

هل الجيوش الإسلامية هي التي تحتل البلاد الغربية أم ان الغرب وقواته هم الذين يدوسون على جثث الضحايا من فلسطين الى أفغانستان والعراق، ويهددون البقية الباقية بالويل والثبور؟

انه زمن الجهل المتعمد لمجتمعات تعتبر نفسها متقدمة في العلم والحياة، لكنها تساق الى منزلق التأريخ، حيث تفقد الحضارة والإنسانية معاً.