رمز الخبر: ۱۸۸۷۶
تأريخ النشر: 12:26 - 20 December 2009
Photo
عصرایران - (رويترز) - انتهت محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ بالتوصل الى اتفاق يمثل الحد الأدنى يوم السبت عندما لاحظ مندوبو الدول المشاركة ان الاتفاق الذي أبرمته الولايات المتحدة والصين وقوى أخرى ناشئة لا يلبي الكثير من الأهداف الأصلية للمؤتمر.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون "أخيرا حصلنا على اتفاق." واضاف "(اتفاق كوبنهاجن) قد لا يشمل كل شيء يأمل فيه كل شخص لكن هذا القرار ... بداية مهمة."

ولا يزال الطريق طويلا نحو تحقيق الهدف المنشود. والاتفاق أضعف من معاهدة مُلزمة قانونا وأضعف حتى من الاتفاق السياسي الذي تنبأ به كثيرون ويطلق العنان للخيال.

ويضع الاتفاق هدفا بتحديد الزيادة في درجة حرارة الارض عند حد أقصى يبلغ درجتين مئويتين على الفترة التي سبقت عصر الصناعة وهو الحد الذي يعتبر بمثابة البداية لحدوث تغيرات خطيرة مثل المزيد من الفيضانات والجفاف والانهيارات الطينية والعواصف الرملية وارتفاع مناسيب البحار. لكن الاتفاق لم يوضح كيفية تحقيق ذلك.

ويعرض الاتفاق تقديم 100 مليار دولار مساعدات سنوية اعتبارا من عام 2020 للدول النامية لكنه لم يحدد على وجه الدقة من أين ستأتي هذه الاموال. وأحال الاتفاق القرارات المتعلقة بقضايا جوهرية مثل خفض الانبعاثات الى المستقبل.

وقال يفو دي بوير رئيس امانة الامم المتحدة للتغيرالمناخي "هذا خطاب نوايا في الأساس.. مكونات لبناء يستطيع الصمود أمام تحديات التغيرات المناخية على الأمد الطويل ولكن ليس وفق بنود قانونية محددة. هذا يعني ان أمامنا الكثير من العمل على الطريق الطويل الى المكسيك."

ومن المقرر عقد جولة أخرى من محادثات المناخ في نوفمبر تشرين الثاني 2010 في المكسيك. ويأمل المفاوضون في التوصل في ذلك الحين الى ما فشلوا في تحقيقه في كوبنهاجن أي معاهدة جديدة تحل محل بروتوكول كيوتو. ولكن ليست هناك أي ضمانات.

وأُحيطت جلسة مكتملة لمحادثات مطولة شاركت فيا 193 دولة في العاصمة الدنمركية علما بالاتفاق الجديد وهو اتفاق غير ملزم لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية صاغته الولايات المتحدة والصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا.

وبدأ العمل في الاتفاق خلال اجتماع ضم 28 من زعماء الدول والوزراء والمسؤولين وشمل دولا اوروبية ودول الجزر الصغيرة الاكثر عرضة للتغيرات المناخية.

ووافق الاتحاد الاوروبي على مضض على الاتفاق الضعيف الذي تم التوصل اليه في نهاية الامر. وكان الاتحاد الاوروبي قد حدد لنفسه اهدافا طموحة بشأن خفض الانبعاثات وشجع اخرين على ان يحذو حذوه.

وقالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل "القرار كان صعبا جدا بالنسبة لي. لقد قمنا بخطوة واحدة ونأمل بمزيد من الخطوات."

وفي الساعات الأخيرة من المحادثات التي بدأت في السابع من ديسمبر كانون الاول وانتهت في وقت مبكر من بعد ظهر يوم السبت اتفق المندوبون على تحديد مهلة نهائية بحلول نهاية عام 2010 للتوصل الى معاهدة للامم المتحدة بشأن المناخ.

وكانت القضية محل الخلاف هي التوصل الى اتفاق لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري وتشجيع اقتصاد عالمي اكثر نظافة واقل اعتمادا على الوقود الاحفوري.

وأقر الاتفاق بشكل واضح بوجهة النظر العلمية القائلة بان العالم يجب ان يضع حدا للزيادة في درجة حرارة الارض لا يزيد عن درجتين مئويتين رغم ان خفض الانبعاثات الذي تم التعهد به اقل بكثير من المطلوب للوصول الى ذلك الهدف.

وقال سيرجيو سيرا مبعوث البرازيل للتغيرات المناخية "امامنا مهمة كبيرة لتجنب التغيرات المناخية من خلال وضع اهداف فعالة للحد من الانبعاثات وهذا لم يحدث هنا."

وحدثت انفراجة في النهاية بعدما توسط الرئيس الامريكي باراك اوباما للتوصل الى اتفاق نهائي مع رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو وزعماء الهند وجنوب افريقيا والبرازيل ينص على الوفاء بتعهداتهم لكبح اي زيادة في الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

وقبل المغادرة قال أوباما ان الاتفاق نقطة بداية. واضاف "هذا التقدم لم يأت بسهولة ونعرف أن هذا التقدم وحده غير كاف... قطعنا شوطا طويلا ولكن علينا الذهاب الى مدى أبعد."

وسلطت هذه النتيجة الضوء على اوجه القصور في عملية الامم المتحدة التي تسودها الفوضى وربما تؤدي الى اقرار المبادرة في شكل سياسة عالمية للمناخ للولايات المتحدة والصين وهما اكبر دولتين تنبعث منهما غازات مسببة للاحتباس الحراري.

وفي جلسة عاصفة طول الليل وصلت المحادثات الى حافة الانهيار بعد ان اتحد السودان ونيكاراجوا وفنزويلا وبوليفيا للتنديد بالخطة التي تقودها الولايات المتحدة بعد ان غادر 120 من زعماء العالم القمة يوم الجمعة.

وقالت مصادر قريبة من المحادثات لرويترز ان الدنمرك الدولة المضيفة ومحامين بالامم المتحدة لم يحصلوا على دعم رسمي من المؤتمر لمجموعة أصغر من الزعماء والوزراء للموافقة على نص نهائي مما أدى الى حدوث حالة من الفوضى عندما قدم هذا الاتفاق في نهاية الامر امام جلسة مكتملة الأعضاء لجميع الدول وعددها 193.

واستهدفت محادثات الامم المتحدة التوصل الى اتفاق بالاجماع. وبموجب حل وسط يتجنب الانهيار يشمل الاتفاق قائمة بأسماء الدول التي ايدت الاتفاق وأسماء الدول التي اعترضت عليه.

والجلسة التي استمرت طول الليل برئاسة رئيس وزراء الدنمرك لارس لوك راسموسن وصلت الى نقطة الانهيار عندما قال مندوب سوداني ان الخطة في افريقيا ستكون بمثابة محرقة.

وقال المبعوث السوداني لومومبا ستانيسلوس دي أبينج ان الوثيقة عبارة عن "حل يعتمد في اعتقادنا على نفس المعايير التي أرسلت ستة ملايين شخص في أوروبا الى المحارق."

وقال أنديرس تروسون كبير المفاوضين السويديين "الإشارة الى محارق النازية في هذا المجال أمر بغيض."

وأحيط المؤتمر علما في نهاية الامر بالاتفاق الجديد. وقال روبرت اور المسؤول الكبير بالامم المتحدة ان هذا يعطيه نفس المكانة القانونية كما لو كان قد حظي بالموافقة.

ولكنه لا يرقى الى حد التأييد الكامل كما نددت به العديد من جماعات البيئة باعتباره يدل على فشل القيادة.