رمز الخبر: ۱۸۹۱۴
تأريخ النشر: 12:03 - 21 December 2009
عصر ایران - الشرق الاوسط -  قال علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني، عقب لقائه أمس مع الرئيس المصري حسني مبارك بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، إن مشكلة «بئر البترول» مع العراق أخذت أكثر من حجمها و«ليست لدينا مشكلة مع بغداد»، وأضاف أن بلاده تساند الحكومة اليمنية وشعبها، وكذلك حزب الله وحماس، وتقدر جهود مصر تجاه المصالحة الفلسطينية. وبحث لقاء لاريجاني مع الرئيس المصري حسني مبارك، العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة.

ويزور لاريجاني القاهرة حاليا للمشاركة في اجتماع لجنة مراجعة وتعديل النظام الداخلي لاتحاد برلمانات الدول الإسلامية الذي يرأسه الدكتور أحمد فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب المصري.

وصرح لاريجاني عقب اللقاء الذي استمر نحو الساعتين، أن مباحثاته مع الرئيس مبارك كانت بناءة وتناولت عددا من القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين مصر وإيران، إلى جانب عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ووصف لاريجاني لقاءه مع الرئيس مبارك بأنه كان جيدا للغاية.

وردا على سؤال حول مستوى العلاقات المصرية الإيرانية في الوقت الراهن، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني إن نظرة البلدين إلى العلاقات المتبادلة هي نظرة إيجابية، وأنه يجب على البلدين الاستفادة المثلى من هذه النظرة الإيجابية، التي وصفها بأنها مفتاح رئيسي لتطور العلاقات ودعمها بين البلدين.

وردا على سؤال حول ما تردد من قيام إيران باحتلال بئر بترولي عراقي وتأثير ذلك على مزيد من توتر في العلاقات العربية الإيرانية، قال لاريجاني إن هذه القضية أخذت بعدا أكثر من حجمها وقد ضخمتها وسائل الإعلام بشكل مبالغ فيه، مشيرا إلى أن هناك بعض الأطراف التي تريد تضخيم هذه المسألة. وأضاف أنه ليست هناك أية مشكلة مع العراق، بل إن إيران تثمن وتقدر الحكومة العراقية.

وتابع لاريجاني قائلا إن قادة العراق هم أشقاؤنا وأصدقاؤنا، مشيرا إلى أن «إيران هي الدولة الوحيدة التي دعمت العملية السياسية في العراق وكذلك وحدة الأراضي العراقية»، على حد قوله. وتابع موضحا أنه تم احتواء هذه المشكلة وليست لدينا أي مشكلة مع العراق.

وحول موقف إيران إزاء مشكلة الحوثيين باليمن ودورها، قال لاريجاني إن إيران تساند الحكومة اليمنية وشعبها الذي وصفه بأنه شقيق، وأضاف أن إيران تقدر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. وقال إن هناك مفاوضات وحوار دائم ومباشر وسلمي بين البلدين. وأوضح بقوله إن «مشكلتنا في اليمن كانت تتعلق بتدخل الإخوة السعوديين في قضية اليمن، وإيران لا ترى أن هناك أي مصلحة في استمرار القتال بين الإخوة اليمنيين في المنطقة». وقال إن بلاده، بكل ما تملكه من إمكانيات، لا تألو جهدا لاحتواء الأزمة الحالية.

وقال ردا على سؤال حول ما إذا كانت المناقشات التي أجراها مع الرئيس مبارك أو تطرقها إلى تأثير إيران على حماس، إن إيران تساند حزب الله وحماس لأن هؤلاء وقفوا في وجه إسرائيل، وعلينا أن نوجه الشكر ونشيد بالجهود الجبارة للحكومة المصرية لمساعدة الفلسطينيين. وأضاف أن موقف إيران ثابت وناجم عن استراتيجياتها الواضحة بالنسبة للعمليات الإجرامية التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني. ووصف الجرائم الإسرائيلية بأنها «واضحة وضوح الشمس للجميع».

ونفى لاريجاني وجود أي تضارب أو تفاوض في السياسة الإيرانية إزاء مساندة إيران لحماس وحزب الله، والموقف من تشجيع وتأييد الجهود المصرية لمساندة المصالحة الفلسطينية. وقال إن مصر بموقعها الجغرافي قدمت المساعدات بكل شكل ممكن للشعب الفلسطيني، وإن موقفنا من حماس معنوي ومساند لأي تقارب بين الفصائل الفلسطينية.

وردا على سؤال حول رد إيران المتوقع إزاء أية ضربة إسرائيلية متوقعه ضد إيران، قال لاريجاني إنه ليس من المتوقع أن أشرح علنا خطة الدفاع. واستبعد المسؤول الإيراني أن «يتجرأ» الإسرائيليون على مهاجمة بلاده، وذلك بسبب فشل إسرائيل في الهجوم على لبنان وغزة.

وردا على سؤال حول البرنامج النووي الإيراني وردود الأفعال الدولية حوله، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني، إن هناك بعض المزايدات الأميركية، وإن هذا البرنامج كان يمكن أن يستمر في مسار صحيح وسليم، لولا وجود بعض المزايدات الأميركية التي أسفرت عن ظهور عدد من المشاكل.

وأضاف لاريجاني أنه لو كان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد التزم بما أعلنه في خطابه بجامعة القاهرة من تبنيه قضايا العالم الإسلامي وأوفى بوعوده تجاه العالم الإسلامي والمسلمين لما كان هناك مشكلة، ولكن أوباما لم يتخذ أي خطوة لتحقيق الوعود، مشيرا إلى تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، و..«أصبحت أسوأ مما كانت عليه قبل وصول أوباما للحكم، حيث تتزايد الضغوط على الفلسطينيين في غزة».

وكان لاريجاني عبَّر فور وصوله القاهرة على رأس وفد إيراني كبير، وقبيل لقاء مبارك، عن أهمية زيارته لمصر «لأنها من الدول المؤثرة بالمنطقة»، قائلا إن زيارته تهدف، إلى المشاركة في اجتماع لجنة التعديلات الخاصة بالنظام الأساسي لمجلس الاتحاد لدول منظمة المؤتمر.

وأضاف أن الهدف من الزيارة أيضا هو لقاء «إخواننا في مصر»، وزاد قائلا: «هذه فرصة مواتية لبحث العلاقات والقضايا المتعلقة بالبلدين».

ومن المعروف أن العلاقات بين طهران والقاهرة مقطوعة منذ نحو 30 عاما، لخلافات حول موقف كل دولة منهما من قضايا منطقة الشرق الأوسط. وقال لاريجاني ردا على سؤال حول ما الذي يمكن أن يقدمه مجلس الشورى الإيراني لدعم العلاقات بين البلدين، إن المجلس له مكانة مرموقة ومؤثرة في إيران، وله صلاحيات كثيرة لبحث كل القضايا، خاصة الإسلامية والمؤثرة في البلاد مثل إقرار الموازنة، و..«من هذا المنطلق فإن هناك أرضية قوية تساعد على بحث القضايا المتعلقة بالعلاقات بين البلدين والعمل على دعمها». وكان في استقبال لاريجاني في مطار القاهرة الدكتور عبد الأحد جمال الدين، رئيس الهيئة البرلمانية للحزب الحاكم بمجلس الشعب المصري.

وقال جمال الدين: «إنني مكلف من الدكتور سرور باستقبال الضيف الإيراني والترحيب به، ونتطلع لعمل جيد مع الزملاء في مجلس الشورى الإيراني لصالح البلدين». وقال مصدر إيراني مطلع إن لاريجاني سوف يرد على أسئلة الصحافيين حول العلاقات المصرية الإيرانية وتوضيح العديد «من المسائل التي تدور بشأن إيران، ودورها في المنطقة وعلاقاتها بالعالم على خلفية الملف النووي الإيراني»، وذلك في مؤتمر صحافي يعقد في مقر نقابة الصحافيين المصريين مساء اليوم (الاثنين).