رمز الخبر: ۱۹۰۱۳
تأريخ النشر: 08:15 - 24 December 2009
ومن الناحية السياسية فان اميركا لابد لها ان تعوض عن فقدانها شريك مهم مثل ايران من خلال التمسك بالدول العربية في المنطقة وترفع من مستوى تعاونها حتى مع دول صغيرة مثل البحرين وعمان الى شركاء استراتيجيين لكي تتمكن مثلا من نشر اسطولها الخامس في البحرين.
عصر ايران – قبل ان تدخل اميركا علنيا ورسميا المحادثات النووية الايرانية ، لم يكن القلق يساور الدول العربية في منطقة الخليج الفارسي لكن وبعد تحول محادثات "ايران والترويكا الاوروبية" الى محادثات "ايران مع 1+5" شعرت الدول العربية بان مستوى المحادثات تجاوز الحدود النووية واصبح يتابع قضايا اكثر عمومية يمكن الاشارة الى تحرك ايران والغرب (وبالتحديد اميركا) باتجاه تطبيع العلاقات. ومن هذا المنطلق شعر العرب بالقلق.

ويمكن اعتبار الدول العربية في منطقة الخليج الفارسي بانها بلاشك الرابح المطلق لنوع العلاقات الحالية بين ايران واميركا. فهذه الدول غير راغبة باندلاع صراع عسكري بين ايران واميركا من جهة لانها تعرف جيدا انه في حال نشوب حرب كهذه فان نيرانها ستطال العرب في المنطقة حتما لان الحرب بين ايران واميركا من حيث الكم والكيف لا يمكن مقارنتها بالحربين الاقليميتين مع افغانستان والعراق.

لكن من جهة اخرى فان قادة الدول العربية في المنطقة لا يرغبون ايضا بان تقوم علاقات حسنة بين ايران واميركا ويعتبرون حالة اللاحرب واللاسلم الحالية بانها افضل الخيارات التاريخية بالنسبة لهم لان هذا الوضع احدث لهم فراغا مناوراتيا لم يكن يحلموا به قبل هذا.

فعلى سبيل المثال ، الامارات العربية المتحدة تنتفع سنويا اكثر من 11 مليار دولار من جراء الحظر على ايران لان هذا البلد لاسيما مركزه التجاري دبي تحول الى مركز لاعادة الصادرات الى ايران ويحصل الاماراتيون على مليارات الدولارات سنويا من دون ادنى انتاج وفقط عن طريق السمسرة.

ومن الناحية السياسية فان اميركا لابد لها ان تعوض عن فقدانها شريك مهم مثل ايران من خلال التمسك بالدول العربية في المنطقة وترفع من مستوى تعاونها حتى مع دول صغيرة مثل البحرين وعمان الى شركاء استراتيجيين لكي تتمكن مثلا من نشر اسطولها الخامس في البحرين.

كما ان من المهم للدول العربية في منطقة الخليج الفارسي ان تتمتع في نزاعها السياسي والاقتصادي مع ايران ، بدعم قوة مثل اميركا. فعلى سبيل المثال اذا كانت العلاقات بين ايران واميركا بشكل جيد لما كان بامكان السعوديين التدخل الى هذا الحد في قضية اليمن و... .

ولذلك فان العرب قلقون من انتهاء الوضع الحالي ويخشون ان تصل ايران والغرب في اطار المفاوضات النووية الى وضع مستقر في العلاقات ويبدآن خطوات باتجاه تطبيع العلاقات الدبلوماسية ولو على مر الزمن.

لذلك فانهم يحاولون الدخول في المفاوضات بشكل ما لممارسة النفوذ من اجل الحد من تبلور هكذا ظروف لان الساسة العرب يعرفون جيدا انه في ظل تحسن العلاقات بين ايران والغرب لن يكون لصالح اميركا والغرب ان يراهنوا اكثر من هذا على الدول العربية والاسوأ من ذلك انه اذا تفرغ الغرب من ايران فان ضغوطه على الحكام العرب بشان قضايا مثل حقوق الانسان والديمقراطية ستبدأ وسيكون هؤلاء مضطرين للرضوخ لايجاد تغييرات سياسية في الداخل.
لذلك يجب القول صراحة بان العرب لا يتمتعون بحسن نوايا للمشاركة في المفاوضات النووية الايرانية. ومن ثم يجب التساؤل ما علاقة الملف النووي الايراني بعدد من هذه الدول العربية من الناحية الحقوقية حتى تريد هذه الدول خوضه؟

والمفروض ان الملف النووي الايراني متعلق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية ويجب دراسته داخل الوكالة لكن الوضع وصل الى حد انه اضافة الى الوكالة الدولية دخلت 6 دول اخرى على الخط وبالتالي اصبحت غرفة المفاوضات مليئة ولا يوجد مكان شاغر فيها لدخول اشخاص جدد ، خاصة الاشخاص الذين لا علاقة لهم بالموضوع.

فاذا كانت اميركا وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا دخلت هذه المفاوضات فان ذلك حصل من منطلق عضويتها في مجلس الامن الدولي كما تعتبر المانيا احدى الدول الثلاث الاولية للترويكا الاوروبية التي حافظت على تواجدها في هذه المحادثات. الا ان دولا مثل البحرين وقطر والامارات والكويت وعمان والسعودية ليست في موقع يمكنها من الدخول في غرفة المحادثات لذلك يجب على طهران الا تسمح صراحة لمشاركة العرب في المحادثات النووية.