رمز الخبر: ۱۹۲۳۸
تأريخ النشر: 11:11 - 31 December 2009
مصیب نعیمي
عصرایران - ليس جديداً أن يتدخل الغرب في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وليس غريباً أن يطمع الاستعمار بثروات هذه الدول، ولكن الغريب أن يحاولوا تحقيق نواياهم غير المشروعة بأساليب بالية تتمثل في إثارة الفتن والتحريض على التوتر والتفرقة وكأنهم يحرصون على مصلحة الايرانيين أكثر من الايرانيين أنفسهم.

وفي قراءة متأنية نشاهد الاهتمام السياسي والإعلامي الغربي الفاضح بالشأن الايراني عبر إصدار بيانات الإعلان عن مواقف بقصد التحريض وكأنهم يريدون الانتقام من الثورة الاسلامية التي وضعت نهاية لهيمنتهم على مقدرات الشعب الايراني قبل ثلاثة عقود، واذا كان الغرب حريصاً على الحريات والديمقراطيات في العالم فلماذا لزم الصمت تجاه الجرائم الصهيونية ضد الانسانية وظل داعماً لكيان يقتل الأطفال والنساء في وضح النهار دون رادع؟

وفي التفاصيل، فان الأمريكيين المتصدرين في انتهاك القوانين الدولية والمتهمين بقتل المئات من الأبرياء في العراق وأفغانستان وغيرهما من الدول بعد غزوهم العسكري لأراضي الغير مما يفضل لهم أن يبحثوا عن مخرج لهم من مأزقهم في أكثر من ساحة عالمية، كما ان أوروبا أيضاً مدعوة الى أن تعوض إخفاقاتها السياسية والعسكرية التي تورطت فيها عبر سياسات خاطئة قبل أن تفكر باطلاق النصائح إلى الآخرين.

عليهم جميعاً أن يعرفوا بأن ايران ستبقى وفية لثورتها المظفرة وستحل مشاكلها بنفسها دون استنجاد بالآخرين وهي لن تعود الى الحضانة الأمريكية مهما كانت التحديات وكيفما كانت التهديدات الغربية.

ان العالم اليوم اختلف عن عالم القرن الماضي والدليل هو الممانعة والمقاومة لدى الشعوب كافة لصد الهيمنة الاستكبارية. فلا المشروع الصهيوني ولا المشروع الأمريكي الشرق أوسطي الكبير والجديد بإمكانهما أن يتحققا لأن مرحلة استغلال الشعوب والانتداب على البلدان الأخرى ولت من دون رجعة، وليس أمام الطامعين من سبيل إلا الاعتراف بحق الشعوب واحترام سيادتها وتقاليدها، لأن التاريخ يؤكد على زوال الغزاة وبقاء الأمم مهما كانت الأساليب المتسخدمة ضدها.