رمز الخبر: ۱۹۳۹۶
تأريخ النشر: 08:38 - 05 January 2010

عصرایران - (رويترز) - قتلت القوات اليمنية يوم الاثنين عنصرين على الاقل من متشددي القاعدة قالت انهما وراء التهديدات التي أدت الى اغلاق السفارة الامريكية وسفارات اوروبية في صنعاء مع تنامي المخاوف بشأن استقرار افقر دولة عربية.

جاءت الغارة بعدما دفعت محاولة تفجير طائرة متجهة للولايات المتحدة يوم عيد الميلاد اليمن الى موقع الصدارة في الحرب الامريكية ضد المتشددين الاسلاميين.

وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان الوضع في اليمن خطر على الاستقرار في المنطقة والعالم.

وقالت كلينتون بعد اجتماع مع رئيس وزراء قطر في واشنطن "نحن نرى تداعيات عالمية للحرب في اليمن والجهود الجارية للقاعدة في اليمن لاستخدام اليمن كقاعدة لشن هجمات ارهابية على مسافات بعيدة خارج المنطقة."

ويخشى الغرب والسعودية من ان تستفيد القاعدة من عدم استقرار اليمن في توسيع نطاق عملياتها الى المملكة والمناطق المجاورة. وينتج اليمن كميات صغيرة من النفط.

وقال مسؤول أمن يمني لرويترز يوم الاثنين إن سلطات الامن كانت تراقب عناصر المتشددين منذ عدة ايام وضربت يوم الاثنين هذه العناصر التي يعتقد انها وراء تهديدات وجهت للسفارة الامريكية.

وقالت وسائل الاعلام الحكومية إن ضباط مخابرات كانوا يطاردون محمد الحانق وهو زعيم محلي للقاعدة لكنه تمكن من الهرب.

وظلت السفارة الامريكية في صنعاء مغلقة لليوم الثاني ردا على ما وصف بأنه تهديدات من جانب القاعدة. كما بقيت السفارة البريطانية مغلقة منذ يوم الاحد.

وقالت كلينتون ان قرارا بشأن اعادة فتح السفارة الامريكية سيتخذ "عندما تسمح الاحوال بذلك".

وقيدت دول اوروبية اخرى بينها فرنسا وايطاليا الوصول الى سفاراتها يوم الاثنين وفعلت اليابان الامر نفسه.

وقالت وزارة الخارجية الهولندية انها أغلقت مؤقتا القسمين القنصلي والخاص بمنح التأشيرات بسفارتها.

ونفى مسؤول يمني تقريرا لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أفاد بأن ست شاحنات تابعة لقوات الامن محملة بالاسلحة والمتفجرات فقدت.

وشدد اليمن اجراءات الامن في المنطقة السكنية بصنعاء التي تضم عدة سفارات حتى قبل التهديدات الحالية حيث تغلق المركبات العسكرية عدة شوارع.

وأعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليته عن محاولة تفجير طائرة أمريكية يوم 25 ديسمبر كانون الاول تقل 300 شخص كانت في طريقها من امستردام الى ديترويت.

وقالت القاعدة ان محاولة تفجير الطائرة جاءت ردا على تدخل الولايات المتحدة في اليمن ودعمها لحملة الحكومة على المتشددين.

وكانت القاعدة قد دعت في الشهر الماضي الى شن هجمات على السفارات والقواعد العسكرية والاساطيل في مياه شبه الجزيرة العربية والاراضي المحيطة.

وقال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يوم الاثنين ان اليمن مستعد لمواجهة ودحر أي شخص يفكر في الحاق الاذى بالبلاد وامنها.

وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما أيضا ان مساعدة الحكومة اليمنية في ضرب القاعدة باتت احدى اولويات ادارته.

وقال الجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة المركزية الامريكية في الاسبوع الماضي ان الولايات المتحدة ستزيد باكثر من المثلين المساعدات الامنية لليمن التي تبلغ 70 مليون دولار. ونبه البنتاجون يوم الاثنين الى انه لم يتخذ قرارا حتى الان.

وقال المتحدث باسم البنتاجون برايان ويتمان للصحفيين "يوجد عدد من المقترحات من القيادة المركزية الامريكية ويتعين تقييمها وترتيب اولوياتها. ونحن لم نصل الى ذلك بعد."

وقضى النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب البالغ من العمر 23 عاما والمتهم بمحاولة نسف الطائرة لدى اقترابها من ديترويت بعض الوقت في اليمن العام الماضي ويعتقد مسؤولون امريكيون انه تلقى هناك تدريبا على ايدي جماعة متشددة.

وتسببت محاولة تفجير طائرة الركاب الامريكية في تحويل انتباه واشنطن في حربها على الارهاب الى اليمن في الوقت الذي تحارب فيه القوات الامريكية تمردا متصاعدا لطالبان في أفغانستان كما لا تزال تعمل في العراق.

ولدى اليمن احتياطيات نفطية اخذة في التناقص ويواجه ازمة مياه. ومن المقرر ان يرتفع عدد سكانه البالغ 23 مليون نسمه الى المثلين في 20 عاما.

كما تفجر تمرد شيعي في الشمال واضطرابات انفصالية في الجنوب في الايام الاخيرة.

وقال مسؤول امني ان جنديا قتل يوم الاثنين واصيب ثلاثة في اشتباكات مع محتجين في مدينة عدن الساحلية بجنوب البلاد. وقال موقع مؤيد للجنوبيين على الانترنت ان القوات فتحت النار على المتظاهرين وقتلت الجندي عن طريق الخطأ.

ويريد الانفصاليون استقلال الجنوب الذي توحد مع الشمال عام 1990 وقام بمحاولة انفصالية فاشلة في حرب عام 1994.

وفي الشمال قال المتمردون الحوثيون الذين يشكون من التهميش الاجتماعي والاقتصادي والديني ان 16 يمنيا قتلوا في سلسلة من الغارات الجوية شنتها الطائرات الحربية السعودية على مدار يومين.

ودخلت السعودية في الصراع في نوفمبر تشرين الثاني حين شن المتمردون هجوما عبر الحدود. ولم يتسن الحصول على تعليق من مسؤولي وزارة الدفاع السعودية.

ويدفع عدم الاستقرار في اليمن الولايات المتحدة الى النظر اليه على انه تربة خصبة محتملة للتشدد الاسلامي. لكن احد المحللين قال ان ذلك ليس سوى جزء من المشكلة.

وقالت جيني هيل من معهد تشاتام هاوس للابحاث بلندن "الشبكات الارهابية مستعدة لاستغلال الوضع اذا ضعفت الدولة لكن ليس الارهاب الذي سيقوض الحكومة انما الازمة الاقتصادية جراء تراجع ايرادات النفط.

"نظام شراء الولاء في اليمن ادى الى توحيد البلاد لعدة عقود لكن انتاج النفط في اليمن يتراجع الان وهو ما يعني تداول اموال اقل وهذا يوجد ازمة اقتصادية ذات تداعيات سياسية عدة."