رمز الخبر: ۱۹۳۹۸
تأريخ النشر: 09:10 - 05 January 2010

عصرایران - (رويترز) - بلور هجوم فاشل على طائرة ركاب امريكية المخاوف العالمية بشأن وجود تنظيم القاعدة في اليمن.

ويعتقد ان النيجيري المتهم بمحاولة تفجير الطائرة يوم 25 ديسمبر كانون الاول كان في مهمة دبرها جناح القاعدة في جزيرة العرب الذي يستغل حالة انعدام الاستقرار في اليمن لشن هجمات في المنطقة وخارجها.

ويعتبر التشدد الاسلامي احد التحديات الامنية والاقتصادية التي يواجهها الرئيس علي عبد الله صالح.

كما يعتبر التمرد الشيعي في الشمال والتحرك الانفصالي في الجنوب أعراضا لضعف الحكومة المركزية في دولة يقوض انتشار الفساد فيها وتدهور عائداتها النفطية اي محاولة لمعالجة الفقر او البطالة او نقص الموارد المائية.

وفيما يلي بعض الاسئلة والاجوبة بشأن كيفية تعامل القوى الخارجية مع الشأن اليمني.

ماهي سياسة الولايات المتحدة ازاء اليمن؟

تعهد صالح بالتعاون مع الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول على المدن الامريكية وتلقى مساعدات عسكرية واقتصادية مقابل ذلك. لكن بحلول عام 2004 بدا ان تنظيم القاعدة في حالة فوضى وضعف اهتمام الولايات المتحدة بها. وفي عام 2006 خفضت واشنطن المساعدات تعبيرا عن غضبها من تساهل اليمن ازاء المتشددين.

وعاد البندول الى الاتجاه الاخر. واصبح كبار المسؤولين الامريكيين في مجال مكافحة الارهاب الان يعتبرون اليمن في قمة الاهتمام بعد افغانستان وباكستان.

وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما لصالح في سبتمبر ايلول ان أمن اليمن أمر حيوي لذا فان الولايات المتحدة ستقدم المزيد من المساعدات الى بلاده.

وقال الجنرال الامريكي ديفيد بتريوس الذي ناقش التعاون العسكري مع صالح في صنعاء يوم السبت ان واشنطن ستزيد المساعدات الامنية لليمن التي تقدر بنحو 70 مليون دولار الى اكثر من مثليها.

وشنت القوات المسلحة اليمنية بمساعدة امريكية غير مباشرة على الاقل عدة هجمات على اهداف للقاعدة في الاسابيع الاخيرة.

لكن التهديدات الامنية دفعت السفارة الامريكية التي تعرضت للهجوم مرتين في عام 2008 الى اغلاق مبناها بصفة مؤقتة يوم الاحد. واغلقت بريطانيا وفرنسا ايضا سفارتيهما في العاصمة اليمنية.

وامتنعت الولايات المتحدة عن انتقاد هجوم الجيش اليمني الذي يعتمد سياسة "الارض المحروقة" الذي شنه صالح ضد المتمردين الحوثيين في الشمال في اغسطس اب. لكنها لم تؤيد ادعاء الحكومة بان ايران تدعم المتمردين.

وفي ضوء تنبه الولايات المتحدة الى احتمال انزلاق اليمن نحو الفوضى فانها ألقت بثقلها وراء الحكومة التي يشوه الفساد صورتها والتي اصبحت سيطرتها وشرعيتها ضعيفة للغاية في انحاء واسعة من البلاد.

وينتشر الشعور المعادي للولايات المتحدة بين سكان اليمن الذين يبلغ تعدادهم 23 مليون نسمة. وربما يؤدي التورط الامريكي العميق في محاربة القاعدة الى زيادة التعاطف مع المتشددين في بلد ينتشر فيه السلاح بلا حساب.

ما الذي يفعله السعوديون؟

تعتبر المملكة السعودية اكبر مانح للمساعدات المالية لليمن واهم حليف لها مع الولايات المتحدة لكن بعض اليمنيين يشعر بالاستياء من النفوذ السعودي على بلادهم.

ويخشى السعوديون ان يحاول جناح القاعدة الذي غير اسمه قبل عام الى جناح القاعدة في جزيرة العرب شن هجمات مسلحة انطلاقا من اليمن بهدف زعزعة استقرار المملكة وربما حلفاء اخرين للولايات المتحدة في منطقة الخليج المنتجة للنفط.

وفي اغسطس اب اخفق انتحاري تابع لجناح القاعدة أو كاد في اغتيال أمير سعودي يرأس حملة المملكة لمكافحة الارهاب.

وهاجم السعوديون الذين شعروا بالاحباط من فشل القوات اليمنية في سحق التمرد الشيعي بانفسهم ما يسمى بالمتمردين الحوثيين في نوفمبر تشرين الثاني بعد هجوم للمتمردين عبر الحدود.

واعلنت الرياض في الشهر الماضي ان 73 جنديا سعوديا قتلوا وفقد 26 اخرون في الصراع الذي قالت انه انتهى تقريبا مع ان المتمردين لا يزالون يحتلون قرية سعودية.

ويقول الحوثيون الذين عرضوا يوم الخميس اجراء محادثات مع المملكة السعودية من اجل انهاء القتال ان من بين المظالم التي يشكون منها تدخل المتطرفين السنة الذين تساندهم السعودية في شؤون اراضيهم في الشمال.

ما هو الدور الذي تقوم به ايران؟

رفضت حكومة صالح التي تصور الحوثيين على انهم مخالب لايران عرضا ايرانيا للوساطة في الصراع الذي ترجع جذوره الى ايام الحرب الاهلية اليمنية في الستينات.

وتتخذ وسائل الاعلام الحكومية الايرانية خطا مؤيدا للحوثيين وتردد اتهامات المتمردين بشأن ضلوع المملكة السعودية والولايات المتحدة في القتال. وتنفي طهران قيامها بتسليح او تمويل المتمردين الحوثيين.

ويقول دبلوماسيون غربيون انه لا تتوفر لديهم اي ادلة عن دعم ايران للحوثيين الذين يختلف مذهبهم الزيدي عن المذهب المتبع في ايران.

ويقول بعض المحللين ان التدخل السعودي الى جانب الشعور المعادي للزيديين داخل اليمن باغلبيته السنية ربما يعزز من المصالح المشتركة بين الحوثيين وايران.

لماذا ينبغي للعالم ان يهتم؟

يؤكد الهجوم الفاشل على الطائرة الامريكية الخطر الماثل في تحول اليمن الى ملاذ لتشدد القاعدة. واذا ما أخفقت الدولة اليمنية فسيعرض ذلك السعودية ودول الخليج العربية الاخرى للخطر.

وتتركز بواعث القلق ايضا على قرب اليمن جغرافيا من الدولة الفاشلة في الصومال التي تقع على الناحية الاخرى من خليج عدن ويوجد بها القراصنة الذين يهددون الملاحة التجارية الدولية.

وتمر نحو 20 الف سفينة عبر خليج عدن كل عام متجهة الى قناة السويس او قادمة منها.

وقالت حركة الشباب الاسلامية المتمردة في الصومال يوم الجمعة انها مستعدة لارسال تعزيزات الى القاعدة في اليمن اذا شنت الولايات المتحدة هجمات انتقامية هناك.

ويستضيف اليمن بالرغم من متاعبه الاقتصادية الشديدة مئات الالوف من اللاجئين والمهاجرين الصوماليين وغيرهم من الافارقة الذين يحاول الكثيرون منهم الانتقال الى دول الخليج او اوروبا.

ويواجه اليمن ايضا أزمة انسانية في الشمال حيث تقول منظمات الامم المتحدة ان الصراع دفع الى نزوح اكثر من 170 الف شخص منذ عام 2004. وتقول ايضا ان اكثر من نصف الاطفال في انحاء اليمن تبدو عليهم علامات سوء التغذية.

وتتركز معظم الاستثمارات الاجنبية في اليمن على النفط والغاز الموجودين في الجنوب حيث اندلعت اضطرابات عنيفة في العام الماضي بعد مسيرة نظمتها المعارضة يوم 28 ابريل نيسان في ذكرى الحرب الاهلية لعام 1994 التي قضت فيها قوات صالح على محاولة للانفصال.

ويشكو الجنوبيون الذين اندمجت جمهوريتهم الديمقراطية مع الشمال في عام 1990 من ان الشماليين اساءوا الى الوحدة واستولوا على مواردهم الطبيعية ويمارسون التمييز ضدهم.