رمز الخبر: ۱۹۴۸۵
تأريخ النشر: 15:47 - 08 January 2010

عصرايران - أدانت إيطاليا مقتل ستة مسيحيين أقباط في نجع حمادي بمحافظة قنا جنوب مصر برصاص مسلحين مجهولين، في حين دعا البابا شنودة، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الأقباط للتهدئة وضبط النفس ومواصلة الصلوات والاحتفال بعيد الميلاد.

ونقلت وكالة آكي الإيطالية عن وزير خارجية روما فرانكو فراتيني قوله في بيان "أعمال العنف التي ترتكب ضد الطائفة المسيحية القبطية في مصر تثير الرعب والاستنكار".

وأضاف "لا يمكن للمجتمع الدولي أن يظل غير مبال، وينبغي ألا يستكين في مواجهة التعصب الديني الذي يشكل انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان الأساسية"، مشددا على أن بلاده ستواصل "دفاعها في كل المحافل عن مبدأ حرية الدين، باعتباره حقا مطلقا وغير قابل للإنكار".

حادث مأساوي

وأكد فراتيني أنه سيتناقش الأمر مع نظيره المصري أحمد أبو الغيط نهاية الأسبوع المقبل، وأنه سيبحث معه حماية الطائفة القبطية في مصر، والتدابير اللازمة في هذا المجال لمنع تكرار مثل هذه الحوادث العنيفة.

من جانبه قال وزير السياسات الأوروبية الإيطالي أندريا رونكي إن ما وقع في نجع حمادي مساء أول أمس الأربعاء حادث "مأساوي وخطير للغاية ويثير الحزن العميق والقلق".

ومن جهته دعا البابا شنودة الأقباط للتهدئة وضبط النفس ومواصلة الصلوات والاحتفال بعيد الميلاد، وطالب في بيان وزع على الكنائس بألا تؤثر الأحداث المذكورة على أجواء الاحتفال.

وأكد البابا في موعظته التي تضمنها البيان على التهدئة والصبر والتحمل، ذكر المواطنين الأقباط بأن "العدو الوحيد هو الشيطان".

وتأتي هذه الدعوة للهدوء بعد أن اندلعت اشتباكات بين قوات الشرطة المصرية ونحو ألفي مسيحي تظاهروا للمطالبة "بالثأر" ردا على مقتل المسيحيين الستة، حيث استخدمت قوات الأمن قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين.

هجوم عشوائي

ونقلت وكالة رويترز عن شهود قولهم إن المحتجين أخذوا جثث القتلى من المستشفى عنوة،وتوجهوا بها إلى المطرانية حيث أقيم قداس عليها ثم دفنت وسط إجراءات أمن مشددة في حضور ألوف المشيعين.

وأضاف الشهود أن بعض المحتجين أضرموا النار بعدد من السيارات، إحداها تابعة للطب الشرعي، وأنهم رشقوا مقر شرطة النجدة بالحجارة ومسجدا وحطموا سيارات ومتاجر في طريقهم من المستشفى إلى المطرانية وأنزلوا صورا للرئيس حسني مبارك وحطموها.

وقال مراسل الجزيرة إن الهجوم المسلح على الأقباط تم بشكل عشوائي, واستهدف إلحاق الضرر بالمسيحيين ردا على اغتصاب مسيحي فتاة مسلمة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وكانت وزارة الداخلية قد رجحت في وقت سابق أن يكون الهجوم انتقاميا، وأعلنت أن شهود عيان تعرفوا على منفذ الهجوم الذي أسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل وإصابة نحو عشرة آخرين.

وأوضح أسقف نجع حمادي الأنبا كيرلس أن سبعة أشخاص قتلوا وهم ستة مسيحيين وحارس أمن مسلم, مشيرا إلى أنه غادر الكنيسة قبل وقت قليل من وقوع الهجوم الذي نفذه شخصان على متن سيارة.

وتحدث كيرلس عن تلقيه تهديدات من مجهولين وتحذيرات أمنية في الوقت نفسه, مشيرا إلى أنه أنهى القداس قبل ساعة من موعده المحدد. وقال إنه كانت لديه فكرة عن هوية المهاجمين، واصفا إياهما بالمتطرفين من المسلمين.

كما وجه أصابع الاتهام إلى شخص بعينه قال عنه إنه أحد "البلطجية" المعروفين بنجع حمادي، وأنحى باللائمة في الحادث على "غياب الوجود الأمني" في المدينة.