رمز الخبر: ۱۹۵۴۷
تأريخ النشر: 11:53 - 10 January 2010
عصرایران - الجزیره - حذر قادة العمل السياسي داخل أراضي48 من أن استمرار السلطات الإسرائيلية بهدم منازل المواطنين العرب بذريعة عدم ترخيصها سيفضي لانفجار جديد بالعلاقات العربية اليهودية.

وكشف النائب د.حنا سويد من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في تصريح للجزيرة نت أن هناك نحو عشرين ألف منزل عربي بلا ترخيص يتهددها خطر الهدم إضافة لخمسين ألف مبنى (بيوت وحظائر ومنشآت عمل) غير مرخص لها في منطقة النقب وحدها.

وأكد سويد أن ظاهرة المنازل العربية غير المرخصة هي تحصيل حاصل لسياسات الحصار الإسرائيلية التي تتعمد الحيلولة دون توسيع مسطحات المدن والقرى العربية وتطوير خرائطها الهيكلية بدوافع سياسية، مما يخلق أزمة سكن خانقة للمواطنين العرب الذين باتوا يعدون اليوم 1.3 مليون نسمة مشددا على أن الضغط يولد الانفجار.

وناقشت لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي48 تفاقم هدم المنازل العربية في اجتماعها في الناصرة السبت، واتفقت على تصعيد التصدي لسياسات الهدم الإسرائيلية بالاعتصامات والمظاهرات بموازاة المسارين المهني والقضائي.
 
وأكد رئيس المتابعة محمد زيدان على حيوية مجابهة موجة الهدم الشرسة التي تتزامن مع تصعيد ملاحقة القيادات الوطنية والإسلامية لفلسطينيي الداخل.

في اليم مكبلون

وأوضح للجزيرة نت أنه بخلاف ما تصوره أذرع السلطات الإسرائيلية وبعض وسائل الإعلام العبرية فإن المواطن "الغلبان" لا يسمح لنفسه بالمجازفة بما يدخره بدموع العين ليبني بيتا غير مرخص يتعرض للهدم لولا أن الأبواب كافة سدت أمامه وأمام تسوية أزمة السكن له ولعائلته.

وأكد زيدان أن الآلاف من أصحاب المساكن غير المرخصة ليسوا من هواة انتهاك القوانين ودوس النظم لكن حالتهم كحال الذين ألقي بهم باليم مكبلين من قبل الدولة التي تسارع لتهدم ما شيدوه بحجة أنهم مبللون بمخالفات البناء.

ودعا زيدان لحشد الهمم وتجنيد المواطنين إلى الاحتجاج المنظم والمتواصل ورفع سقفه استنادا لعمل جماعي موحد بما في ذلك الاعتصام الجماهيري في كل بيت قبل كل محاولة هدمه.

من جهته أكد رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية ورئيس بلدية الناصرة المهندس رامز جرايسي أن الطريق الأنجع تمر بالنضال الشعبي المتمثل بالمظاهرات والاحتجاجات والإضراب خاصة في المناطق الساخنة التي تكثر فيها عمليات الهدم.

برميل بارود

وأشار جرايسي للجزيرة نت إلى أن الداخلية الإسرائيلية رفضت مقترحات تقدمت بها لجنة الرؤساء العرب لوقف مؤقت لعمليات الهدم وإقامة لجنة مشتركة للتباحث بتسوية الأزمة، وحملها مسؤولية نشوب انتفاضة الأرض والمسكن.

يشار إلى أن لجنة الداخلية البرلمانية بحثت في اجتماعها الأخير أمس الأول هدم البيوت العربية بناء على طلب النواب العرب، لكنها لم تخلص لاستنتاجات عملية.

ونبه النائب إبراهيم صرصور رئيس القائمة العربية الموحدة في كلمته في الكنيست لخطورة استمرار مأساة هدم البيوت العربية في ظل تراكم الغضب الشعبي، محذرا من انفجار "برميل البارود" جراء تضييق الخناق على المواطنين العرب والتهرب من مصادقة سلطات التخطيط والبناء على الخرائط الهيكلية والتفصيلية للمدن والقرى العربية.

ولفت النائب أحمد الطيبي رئيس الحركة العربية للتغيير النظر إلى أن إسرائيل ترفض منذ النكبة إقامة قرية عربية واحدة وتمعن في تحويل مدن العرب وقراهم لغيتوات، ووصف هدم المنازل العربية بالهمجية والسعي لتهجير صامت للعرب.

تحويشة العمر وتساءل أمام الوزير المسؤول عن التنسيق بين الحكومة والكنيست هل تستفزون المواطنين العرب عمدا؟ هل تبحثون عن مواجهة عن قصد؟.

وبعد عام على هدم منزله في قرية مصمص يشير الحاج محمد أبو الشريف إلى أن الهدم ترك فيه ندوبا نفسية لا تبرأ، ويقول إنه وأبناؤه كرسوا تحويشة العمر لبناء منزل بمساحة 150 مترا، ويتابع "اضطررنا لبنائه بدون تراخيص لرفضهم ذلك بحجج واهية رغم تأكيدنا على الأزمة الخانقة الناجمة عن إقامتي وأولادي الثلاثة المتزوجين في بيت صغير لكنهم سارعوا بقلوب مشحونة بالحقد لهدمه وبدون رحمة وقد شارفنا على الانتهاء من اللمسات الأخيرة".

ويعبر أبو شريف بقلب ثقيل عن محنته ويقول إنه يكاد يمس بالجنون كلما شاهد ركام منزله المهدم وهو يقيم بما يشبه علبة السجائر.

يشار إلى أن السلطات الإسرائيلية وفي آخر إجراء تعسفي لها بهذا الخصوص أخطرت أمس أصحاب 11 منزلا في مدينة الرملة بهدم منازلهم بأيديهم في غضون سبعين يوم وإلا سيتم هدمها عنوة وتحميلهم غرامات ونفقات الهدم.