رمز الخبر: ۱۹۷۸۳
تأريخ النشر: 09:07 - 17 January 2010
عصرایران - وکالات - فتحت الحركة الشعبية لتحرير السودان الباب واسعا أمام التأويلات والقراءات السياسية بعد أن فاجأت المراقبين بترشيح ياسر عرمان -نائب أمينها العام- للتنافس على منصب رئيس جمهورية السودان في الانتخابات العامة التي ستجرى في أبريل/نيسان القادم.

وقد فاجأ هذا الترشيح المراقبين الذين كانوا يتوقعون أن تختار الحركة لهذا التنافس قياديا آخر من الجنوب بدل عرمان الذي ولد ونشأ وترعرع في شمال السودان، والذي هو من القياديين الشماليين القلائل في الحركة، وفضلا عن ذلك فقد كان في الآونة الأخيرة عنوانا للخلاف السياسي الصارخ مع حزب المؤتمر الوطني الذي تشاركه الحركة الشعبية الحكم في السودان.

وتباينت قراءة المحللين لهذا الترشيح بين من يرى أنه رسالة تؤكد "النزعة الانفصالية" للحركة ورغبتها في توفير طاقاتها لتسيير جنوب السودان في أفق إمكانية انفصاله بعد الاستفتاء الشعبي الذي سيقرر مصيره في 2011، وبين من يقول إنها على العكس من ذلك "رسالة وحدة" لإسكات من يتهم الحركة بأنها تسعى لفصل جنوب البلاد عن شمالها.

انكفاء على الجنوب

ومن أصحاب الرأي الأول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخرطوم صفوت فانوس الذي يقول إن هذا الترشيح "شاهد آخر على انكفاء الحركة على جنوب السودان، واكتفائها بأن تكون حركة جنوبية في المقام الأول".

ويضيف أن الحركة لو لم تكن كذلك "لكانت رشحت أحد أبناء الجنوب، أو على الأقل أحد أبناء مناطق جبال النوبة أو جنوب النيل الأزرق"، مشيرا إلى أن "انكفاء الحركة الشعبية على الجنوب يؤشر على تزايد الدعوات الانفصالية داخلها".

كما أن هذا الترشيح -في نظر فانوس- "يلغي الحديث عن احتمال وجود تحالف انتخابي بين الحركة والمؤتمر الوطني، وسيدفعهما إلى البحث عن تحالفات بديلة".

وفي السياق ذاته يعتبر الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد موسى حريكة أن ترشيح عرمان "جزء من اللعبة السياسية الغامضة في السودان"، وأن الحركة بهذا الترشيح "خرجت من بعض الانقسامات وصراعات التيارات الموجودة فيها".

وذهب إلى أن التحليلات التي تقول إن هذا الترشيح هو "تخلص ذكي" للحركة من قطاعها في شمال السودان إذا ما انفصل جنوبه "كلام صحيح إلى حد بعيد".

ويؤكد حريكة أن الحركة الشعبية "تركز على الجنوب أكثر"، وأن ترشيح عرمان "مؤشر على أن التيار الانفصالي داخلها لا يريد أن يتحمل مشاكل الشمال مستقبلا"، خصوصا أن هذا الترشيح –حسب ما يرى المتحدث نفسه- "مخاطرة كبيرة" حيث إن حظوظ عرمان في الفوز "ضعيفة".

رسالة وحدوية

وفي المقابل يعتقد المحلل السياسي أبو القاسم قور أن "هذه رسالة واضحة من الحركة الشعبية مفادها أن الحركة الشعبية تقول لباقي منافسيها إذا أردتم الوحدة فعليكم أن تختاروا مرشحا من الشمال".

وتوقع قور أن يواجه المؤتمر الوطني هذه الرسالة "بالبحث عن مرشح قوي لحكومة الجنوب"، مؤكدا أن ترشيح الحركة أكثر قيادييها انتقادا لشريكها في الحكم لا يعني أنها رسالة فراق بينهما.

واعتبر أن على المؤتمر الوطني ألا يفهم هذا الترشيح "فهما في الاتجاه المعاكس"، وأنه "من الطبيعي أن يكون هناك صراع واستقطاب وتوتر سياسي بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية".

أما الناطق باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان يان ماثيو فيؤكد بدوره أنها "حركة وحدوية تريد الوحدة على أسس جديدة، تتأسس على التنوع التاريخي والتنوع المعاصر"، وأن "عرمان مستوعب لهذا المشروع، لذلك رأت الحركة ترشيحه".

وأضاف "نحن متأكدون من أن الأستاذ ياسر عرمان سيفوز برئاسة الجمهورية والحركة تقدم له كل الدعم، نحن حركة وحدوية تطرح مشروع السودان الجديد"، وقال "ليس صحيحا أن الحركة تريد أن تركز على الجنوب، لكن هناك دوائر في الخرطوم تريد أن تجعلها حركة جنوبية فقط".

وعن سبب ترشيح عرمان دون غيره، قال إن الحركة "لديها إستراتيجية وأولويات وكل كادر الحركة تم تكليفه بمهام أخرى"، معتبرا أن "عرمان شخص يمكن أن يجمع بين شمال وجنوب وشرق وغرب البلاد، لذلك اختارته الحركة".