رمز الخبر: ۱۹۸۲۷
تأريخ النشر: 10:09 - 18 January 2010
مصیب نعیمي
عصرایران - اخفقت الولايات المتحدة وحلفاؤها الاوروبيون في فرض مطالبهم على ما يعرف باجتماع الدول الست، بسبب الخلافات بين اطراف الاجتماع ومعارضة الصين عبر الامتناع عن ارسال وفد رفيع كما دعت اليه الولايات المتحدة.

ويرى المراقبون بان الخلاف حول كيفية التعاطي مع الملف النووي الايراني الذي يريد الغرب استغلاله كورقة سياسية لاهداف معروفة هو ابعد من خلاف صيني – امريكي، بل ان هناك تبايناً حتى بين الاطراف الغربية حول مستوى التشدد او الخطوات التصعيدية التي يطالب بها البعض.

ويبدو ان الجانب الغربي يفتقر الى المعرفة عن ايران او لا يتفهم اللغة الايرانية رغم انها شفافة وبديهية.

ان اطلاق التهديد او الوعيد لا ينسجم مع القاموس الايراني، كما ان الثقة المفقودة لن تعود الا بتغيير النهج والاداة، حتى اذا كانت مؤيدة لنشاطات ايران النووية. ويجب على الذين ينظرون الى العالم على انه مزرعة ورثوها من اسلافهم ويمكنهم ان يفعلوا فيها ما يشاؤون ان يعلموا بان لكل شعب حضارته وتاريخه وكرامته ولا يمكن شراء كرامة الناس بأي ثمن كان.

فكما يشكك النظام الغربي في نوايا المسلمين ويتهم ايران بمزاعم واهية، لا دليل عقلي عليها، فان ايران ايضاً لا تثق بالغرب ونواياه الاستكبارية السافرة.

الامريكيون ومعهم الترويكا الاوروبية يفتقدون الى الصلاحية للحديث عن واجبات الآخرين، لانهم يعادون المسلمين ويسفكون دماءهم في اكثر من بلد اسلامي بشكل يومي ، ودعموا ويدعمون الارهاب الصهيوني وجرائمه منذ اكثر من ستة عقود.

فأين مصداقيتهم في الديمقراطية والاحترام المتبادل عندما لا يحترمون دماء الابرياء؟ فهل القصف بالطائرات بدون طيار لمناطق آهلة وقتل الناس بالجملة في باكستان وافغانستان او فرض الحصار الظالم على مليون ونصف مليون انسان في غزة وبناء مستوطنات صهيونية في المدن والقرى الفلسطينية ، هي الحضارة التي يريد الغرب تصديرها الينا؟

ام ان الحرب الصليبية التي يهدد بها، هي رزمات محفزة لكسب عطف المسلمين؟

لا شك بان المعركة التي تجري بيننا وبين الصليبيين الجدد هي معركة مصيرية. ولا يحق لايران او اي دولة تحترم نفسها وتحرص على حقوق شعبها ان تستسلم امام الأعداء الا اذا عادوا عن غيّهم واعترفوا بحقوق الدول المستقلة وتعهدوا بعدم التدخل في شؤون الآخرين.