رمز الخبر: ۱۹۸۴۱
تأريخ النشر: 11:24 - 18 January 2010
عصرایران - تحول الخبر الذي نشره موقع "ناشيونال جيوغرافيك" عن اكتشاف رفات جنود من الجيش الإخميني في مصر، إلى حدث ثقافي في إيران ، حظي باهتمام الصحافة والإعلام والحكومة على حد سواء .
 
الاكتشاف الذي تم عبر فريق من الباحثين الإيطاليين، اكتشفوا مئات الهياكل العظمية التي تعود لجنود كمبودجيه (كمبيز) بن كوروش الكبير، ممن قضت عليهم عاصفة ترابية أثناء توجههم للقضاء على تمرد قاده رجال دين مصريون في واحة سيوه في السنة الرابعة من حكم كمبودجيه بن كوروش(توفي520 قبل الميلاد) في العصر الإخميني، حسب رواية المؤرخ اليوناني هيرودوت.
.

والاكتشاف يقدم للمرة الأولى شواهد أثرية عن رواية تاريخية لم تؤكدها سابقا التنقيبات والحفريات الأثرية. وعلى الرغم من أهمية هذا الحدث الذي كان بإمكان عمليات التنقيب والأبحاث أن تكشف عن جوانب هامة من تاريخ المنطقة. وقد حال دون ذلك، تعثر العلاقات السياسية بين طهران والقاهرة.
 
وكان موقع عصر إيران نسب لرئيس مكتب رعاية المصالح المصرية في طهران علاء الدين يوسف، اكتشاف الآثار التاريخية للجيش الإخميني بمصر، واصفا إياه بالحدث الهام وانطلاقة للتعاون المشترك بين البلدين.

وسرعان ما نفى الجانب المصري على لسان الدكتور زاهي حواس، الآمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ما تردد حول وجود تعاون آثري بين بلاده وبين إيران للتنقيب عن آثار فارسية.

ولعل السبب الأساس الذي حال دون تعاون البلدين في الكشف عن الحقائق المرتبط بلغز آلاف الجنود الإيرانيين الذين ضاع إثرهم في الصحراء المصرية، يعود إلى عدم استقلالية المؤسسات الثقافية المعنية في هذا المجال، خصوصا في الجانب الإيراني، إذ تعتبر مؤسسة التراث الإيراني من المؤسسات التابعة للحكومة الإيرانية، ويشغل رئيسها حميد بقائي منصب معاون رئيس الجمهورية.

 كما أن التدخل المباشر للرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، لإصدار أمر بتشكيل لجنة لمتابعة الحدث، أضفى طابعا سياسيا لحدث ثقافي – تاريخي.
 
عن ضرورة استقلالية المؤسسات الثقافية قال الباحث نبيل عبد الفتاح مدير مركز الأهرام للدراسات الاجتماعية والتاريخية، في اتصال هاتفي مع إذاعة هولندا العالمية:
 
"أعتقد أنه ليس نوعية الحدث ما يحدد ضرورة التواصل على الصعد الثقافية، إذ ثمة توترات سياسية واجتماعية لها دور في عرقلة التواصل الثقافي. ومن هذا المنطلق فإن المسؤولية مناطة للمؤسسات التي تتمتع بأعلى قدر من الاستقلالية ".

وفي حديث مع إذاعة هولندا العالمية، نفى المحرر الثقافي في موقع عصر إيران رضا غبيشاوي، أن يكون اهتمام الإعلام الإيراني بهذا الحدث نابعا من تأثير أحلام الإمبراطورية الفارسية القديمة وتأثيراتها على اللاوعي الجمعي.

" لا صلة لهذا الاهتمام بالسعي إلى إحياء الأحلام الإمبراطورية. فمصر مهتمة أيضا بإعادة آثارها التاريخية الموجودة في بلدان أخرى. كذلك هو الحال بالنسبة للمؤسسات العراقية التي تبذل جهودا لإعادة آثارها المهربة إلى خارج العراق ". ويضيف غبيشاوي:
 
 "لا يمكن نفي هذا الخبر، خصوصا وأن مصدره مؤسسة "ناشيونال جيوغرافيك" المعتبرة. كما أن مسؤولين مصريين أعربوا عن استعداد بلادهم للتعاون مع إيران في مجال الآثار. إن غياب التنسيق يتسبب في خسائر حتى على الصعيد الاقتصادي، فهذه الاكتشافات قد تتلوها اكتشافات أخرى تجذب سواحا لمصر من شتى أنحاء العالم".

وإذ يؤكد كل من مدير مركز الأهرام الدكتور نبيل عبد الفتاح، والمحرر الثقافي في وكالة أنباء عصر إيران رضا غبيشاوين على رغبة المثقفين في البلدين في ترسيخ الحوار الثقافي، إلا أن السياسة هي التي تحدد في النهاية مسار ومستوى العلاقات الثقافية.