رمز الخبر: ۱۹۸۸۶
تأريخ النشر: 10:25 - 19 January 2010
مصیب نعیمي
عصرایران - يمر المشهد السياسي العراقي منذ فترة ليست بقصيرة بحالة من الضبابية تعمل على خلقها عناصر فقدت الكثير بسقوط النظام السابق ، وتزداد الضبابية هذه كلما اقترب موعد الانتخابات البرلمانية في هذا البلد الذي لا يريد بعضهم ان ينعم بالامن والهدوء، ولذلك يدفعون بعناصرهم الارهابية ليعيثوا فسادا ، وليدخلوا الرعب في نفوس العراقيين عبر تصريحات لا تتطابق والمصلحة الوطنية وتفجيرات ارهابية هنا و هناك من هذا البلد يريقون بها دماء الابرياء من الاطفال والنساء والرجال، دون ان يرف لهم جفن او يتألم ضميرهم ان كان لهم ضمير .

وجل غاية هؤلاء الذين يقفون خلف الفاعلين والجناة هو ايصال رسالة الى العراقيين الذين تخلصوا من حقبة سوداء ، مفادها انهم يدفعون الثمن غاليا بتمسكهم بنظامهم المنبثق من ارادتهم ، لهذا فهم يحركون ادواتهم ويقترفون المزيد من الارهاب بهدف اقناع شريحة من العراقيين بأن السبيل الوحيد للتخلص مما يعانونه، هو انتخاب وجوه بعينها للدخول الى البرلمان لتعمل بقبضة حديدية ، وفق تصورها ، لازالة هذه المعاناة وخلق مرحلة جديدة تكون في الواقع امتداداً للنظام السابق ، وكل هذه المحاولات تتطلب وعيا وتحركا من قبل العراقيين حكومة وشعبا لابطال اوهام هؤلاء لإعادة ما نبذه الشعب العراقي.

ان التفجيرات التي تحصد ارواح الابرياء والتي يراد منها ان تكون الوسيلة لتخويف وترهيب المواطن العراقي، للتنازل عن حريته وكرامته ، انما تكشف حقيقة هؤلاء الذين يريدون تحقيق نواياهم على جثث الضحايا واراقة الدماء ، فكيف بهم اذا بلغوا غاياتهم المشؤومة، ولكن يغيب عن بال هؤلاء أن الشعب الذي اطاح بنظام اسود مستبد ، واستنشق الحرية التي دفع ولازال يدفع في سبيلها من دماء ابنائه ، يرفض التراجع اياً كان الثمن ، وسيمنى اعداء هذا الشعب بالهزيمة في محاولاتهم اليائسة لو تحرك العراقيون حكومة وشعبا للتصدي وإبطال احلامهم باعادة عقارب الساعة الى الوراء ، وسوف يسجل العراقيون رفضهم هذا بصوت عال عندما يتوجهون الى صناديق الاقتراع لانتخاب نوابهم الحقيقيين.