رمز الخبر: ۱۹۹۶۱
تأريخ النشر: 14:15 - 20 January 2010
Photo
رويترز - يخفي اعلان القوى العالمية الست الرئيسية المتكرر الاتحاد في مسعاها لحث الامم المتحدة على فرض عقوبات جديدة على ايران بسبب برنامجها النووي خوف العواصم الغربية من أن تخرج الصين على الصف وتتخذ موقفا مختلفا.

لكن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين يأملون أن يساعد تأييد روسيا لزيادة الضغط على ايران في اقناع الصين العضو الدائم بمجلس الامن الدولي الذي يتمتع بحق النقض (الفيتو) بالا تعرقل اتخاذ أي اجراءات جديدة ضد طهران.

واجتمع ممثلون للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا والصين في نيويورك يوم السبت لبحث احتمالات اتخاذ المزيد من الخطوات العقابية ضد ايران لكن الصين أوضحت أنها تعارض في الوقت الحالي اتخاذ المزيد من الاجراءات من هذا النوع.

وأرسل خمسة أعضاء من المجموعة فضلا عن الاتحاد الاوروبي مسؤولين بارزين ممن يعرفون باسم "المديرين السياسيين" الى الاجتماع. لكن الصين أرسلت دبلوماسيا منخفض المستوى من بعثتها بالامم المتحدة فيما وصفه دبلوماسيون غربيون بأنه ازدراء فعلي.

ولم تتخذ أي قرارات خلال اجتماع السبت الذي وصفه سيرجي ريابكوف المندوب الروسي بأنه "غير حاسم".

وعقب الاجتماع الذي استمر ثلاث ساعات لخص روبرت كوبر المسؤول البارز بالاتحاد الاوروبي المناقشات.

وقال "ما زالت المجموعة متحدة وتؤكد وحدتها ومازالت ملتزمة بالنهج المزدوج المسار... سنواصل السعي للوصول الى حل عن طريق التفاوض لكن بحث فرض مزيد من الاجراءات الملائمة بدأ ايضا."

ويشير تصريح كوبر الى أن الصين ايضا لا تزال ملتزمة "بالنهج المزدوج المسار" والذي يجمع بين التواصل مع ايران والسعي لفرض عقوبات للضغط عليها من أجل وقف الانشطة النووية الحساسة مثل تخصيب اليورانيوم.

وترفض ايران وقف التخصيب الذي تخشى الدول الغربية من أن يكون محور برنامج سري للتسلح النووي. وتقول طهران ان طموحاتها النووية مقتصرة على توليد الكهرباء سلميا.

غير أن عددا من المشاركين في الاجتماع قالوا انه لم يعد واضحا ما اذا كانت بكين ستصوت لصالح قرار جديد لفرض العقوبات اذا طرح للتصويت في مجلس الامن.

غير أن دبلوماسيين غربيين ومحللين قالوا ان رغبة الصين في مواصلة المشاركة في المناقشات الخاصة بفرض عقوبات على ايران تعني أن بكين حريصة على الاستمرار في المجموعة وربما يتم اقناعها بألا تستخدم حق النقض ضد اي اجراءات جديدة.

وقال مارك فيتزباتريك من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن "يبدو أن الصينيين يحاولون اظهار أنهم صعبو المراس... انهم يختالون بدورهم الجديد كصانع للملك الذي يضطلعون به في الوقت الذي تزعجهم مبيعات السلاح الامريكي القادمة لتايوان."

ومضى يقول "كما يعتقدون بصدق أن العقوبات لن تفيد في حل الازمة النووية مع ايران ويشعرون بالقلق من أن المضي قدما في طريق العقوبات يمكن أن يضر بمصالح الصين في مجال أمن الطاقة."

ويرى فيتزباتريك أن كل شيء يتوقف على روسيا. فاذا ساندت موسكو قرارا بفرض عقوبات جديدة لن تستخدم الصين حق النقض ضده. حتى لو قررت الصين الا تصوت لصالح عقوبات جديدة فانها قد تمتنع عن التصويت وتسمح لمجلس الامن الدولي بتبني اجراءات جديدة.

ولم تنف المستشارة الالمانية انجيلا ميركل احتمال الا ينجح السعي من أجل فرض مجموعة جديدة من عقوبات الامم المتحدة وأوضحت أن برلين مستعدة للانضمام لفرض عقوبات خارج الامم المتحدة ضد الجمهورية الاسلامية اذا اقتضت الضرورة.

وقالت ميركل للصحفيين في برلين خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو "ستشارك المانيا في عقوبات (خارج الامم المتحدة) مع دول أخرى تسعى لتحقيق نفس الهدف."

وترتبط روسيا والصين بعلاقات تجارية قوية مع ايران يقول محللون ودبلوماسيون انها أحد الاسباب وراء سعيهما جاهدتين لتخفيف حدة الاجراءات المتضمنة في ثلاثة قرارات سابقة لفرض العقوبات قبل أن يقرها مجلس الامن الدولي.

وبعد تخفيف الاجراءات المقترحة صوتت روسيا والصين لصالح القرارات الثلاثة.

وخلافا للصين أوضحت روسيا أنها ستدعم جولة رابعة من العقوبات ضد ايران وان كانت غير قاسية.

وقال دبلوماسيون ان روسيا غضبت من رفض طهران لمقترح الامم المتحدة بأن تأخذ هي اليورانيوم الايراني المنخفض التخصيب وتخصبه لدرجة أعلى ليستخدم في مفاعل بحثي بالعاصمة الايرانية ينتج النظائر المشعة التي تستخدم في الاغراض الطبية. كما غضبت من الكشف عن موقع جديد للتخصيب قرب قم أخفته ايران عن مفتشي الامم المتحدة.

وقال دبلوماسي غربي مطلع على نتيجة اجتماع السبت "كان الروس هم من يبطئون من عملية العقوبات... الان الصينيون هم من يفعلون ذلك."

وصرح دبلوماسيون حضروا اجتماع السبت بأنهم لم يفقدوا الامل في الصينيين. وقالوا ان الكثير سيتوقف على من تختاره بكين ليحل محل نائب وزير الخارجية خه يا في الذي سينقل الى جنيف.

وقال دبلوماسي "سنعرف المزيد عن موقف الصين من ايران حين نعرف من سيكون مديرها السياسي الجديد؟ نأمل الا يستغرقوا وقتا طويلا في تعيين واحد."

وعبر مندوبون شاركوا في اجتماع السبت عن أملهم في مواصلة مناقشاتهم بشأن العقوبات هاتفيا في وقت لاحق هذا الشهر. وأضافوا أن التفاوض على قرار جديد سيستغرق عدة اشهر.

لكن العديد من الدبلوماسيين الغربيين قالوا انهم يريدون الانتهاء من عملية التفاوض على قرار لفرض عقوبات جديدة بحلول مايو ايار حين يجتمع الموقعون على معاهدة حظر الانتشار النووي لعام 1970 في مقر الامم المتحدة لبحث سبل تعديل المعاهدة لتتعامل مع تهديدات مثل ايران وكوريا الشمالية.

ويقول دبلوماسيون ان من السبل الاساسية لمواصلة الضغط على ايران الحفاظ على تماسك ائتلاف القوى الست بشأن ايران. ومنذ اجتماع السبت بدأت طهران بالفعل الاتصال ببعض القوى الست لتطمئنها على أنها مستعدة للحديث.

ويقول بعض الدبلوماسيين ان هذا دليل على أن القوى الست لديها القدرة على التأثير على صانعي القرار في ايران.