رمز الخبر: ۲۰۱۳۱
تأريخ النشر: 11:17 - 26 January 2010
(رويترز) - هاجم مفجرون انتحاريون ثلاثة فنادق يرتادها اجانب في قلب بغداد يوم الاثنين فقتلوا 36 شخصا على الاقل مما اثار شكوكا بشأن تعهدات الحكومة بشأن الامن قبيل انتخابات في مارس اذار.

وانفجرت السيارات الملغومة التي قالت الشرطة انها اصابت ايضا 71 شخصا على الاقل في الوقت الذي نفذ فيه العراق حكم الاعدام في علي حسن المجيد المسؤول الكبير في عهد صدام حسين والمعروف على نطاق واسع باسم "علي الكيماوي" لارتكابه جرائم ضد الانسانية.

واعدام علي حسن المجيد خطوة مهمة من جانب الحكومة التي يقودها الشيعة لملاحقة رموز نظام صدام الذي كان يهيمن عليه السنة الامر الذي سيثير جدلا على الارجح قبل ستة اسابيع من الانتخابات البرلمانية في السابع من مارس.

وقد تؤثر التفجيرات الاخيرة على التصويت وتمثل انتكاسة لرئيس الوزراء نوري المالكي الذي بنى سمعته على اخراج العراق من الحرب الطائفية.

وستجرى الانتخابات في وقت بدأ العراق يخرج فيه من عمليات القتل الطائفية التي اطلقها غزو 2003 ويوقع اتفاقات قيمتها مليارات الدولار مع شركات نفط عالمية يأمل ان تفتح صحفة جديدة من الاستقرار والازدهار.

ولم يتضح ان كان اعدام المجيد ابن عم صدام نفذ قبل او بعد التفجيرات الانتحارية الثلاثة التي لم يفصل بينها سوى دقائق وانهت فترة هدوء استمرت سبعة اسابيع من مثل هذه الهجمات الكبيرة.

وكان بعض القتلى والجرحى من الشرطة. واظهرت بيانات لوزارة الصحة عددا اقل للقتلى.

والتفجيرات تشبه سلسلة من الهجمات الكارثية التي استهدفت مباني حكومية في الشهور الاخيرة.

وقع الانفجار الاول قرب مدخل فندق عشتار شيراتون على الضفة الشرقية لنهر دجلة. وادى الانفجار الى الاطاحة بالابواب وتحطيم النوافذ فيما ارتفعت سحابة كثيفة من الغبار شعر بها مكتب وكالة رويترز القريب.

وتطاير الحطام في الهواء فيما هرعت سيارات الاسعاف وعربات الاطفاء الى موقع الانفجار. وحلقت طائرات الهليكوبتر في سماء المكان الذي طوقه الجنود.

واطيح بالسواتر الخرسانية المضادة للانفجارات التي تحمي الفندق بطول شارع ابو نواس المحاذي للنهر مثل قطع الدومينو. ووقع الانفجار قبالة حديقة ترتادها العلائلات والمتنزهون.

وظل النزلاء لسنوات يحجمون عن الاقامة في الفندق الذي تحول الى مقر لبعض الشركات والهيئات الاعلامية الى ان بدأت بعض الافواج السياحية تغامر بالنزول فيه العام الماضي.

وقالت زينة طارق وهي صحفية عراقية كانت في مكتبها وقت وقوع الانفجار انها اندفعت اسفل المقعد ومعها بنت لزميلتها تبلغ من العمر خمسة اعوام.

وقالت "سمعنا صوتا يصم الاذان. السقف انهار علينا والنوافذ تحطمت." واصيبت زميلة لها جراء الزجاج المكسور.

ووقع اخر هجوم كبير ببغداد في الثامن من ديسمبر كانون الاول عندما قتلت سلسلة تفجيرات بسيارات ملغومة اكثر من 100 شخص. وفي 25 اكتوبر تشرين الاول و19 اغسطس اب قتل ما اجماليه نحو 250 شخصا في هجمات انتحارية على مبان حكومية.

وكانت الاضرار اشد في انفجار اخر وقع خارج فندق الحمراء الذي يرتاده كثير من الصحفيين الغربيين منذ الغزو الامريكي عام 2003.

وذكرت مصادر وزارة الداخلية ان مسلحين هاجموا بأسلحة مزودة بكواتم للصوت حراس الفندق في نفس الوقت الذي اقتحمت فيه سيارة فان من نوع كيا بوابات الفندق وانفجرت بما تحمله من متفجرات.

وقال مراسل غربي ان الفندق تضرر بشدة جراء الانفجار. وذكرت صحيفة واشنطن بوست ان ثلاثة من موظفيها العراقيين اصيبوا.

وهدم الانفجار الذي وقع في منطقة سكنية قرب فندق الحمراء الجدران تاركا اكوام الكتل الاسمنتية والانقاض امام المنازل.

وانفجرت القنبلة الاخيرة قرب فندق بابل. وتعرضت المنطقة المحيطة بالفندق عدة مرات العام الماضي لهجمات بقذائف المورتر او لنيران الصواريخ التي تستهدف السفارة الامريكية الواقعة بالمنطقة الخضراء شديدة التحصين في الجهة المقابلة للنهر.

وقال اللواء قاسم الموسوي المتحدث الامني باسم بغداد ان عدد القتلى بلغ 15 والمصابين 58.

وربط الميجر جنرال ستيف لانزا المتحدث العسكري الامريكي بين الهجمات على عدة أهداف والانتخابات القادمة ورجح أن تكون من فعل تنظيم القاعدة.

وأضاف لانزا "انها (التفجيرات) دبرت بوضوح من أجل اذكاء العنف الطائفي ومحاولة ضرب قدرة الحكومة الوطنية وادراك السكان الذين يعتقدون انها يمكن أن توفر الامن."

وينهي اعدام المجيد فترة طويلة من الجدل على اعلى المستويات في الحكومة العراقية بشأن تنفيذ احكام اعدام في مسؤولين موالين لصدام.

وحكم على المجيد بالاعدام للمرة الاولى في يونيو حزيران 2007 لدوره في حملة الانفال ضد الاكراد التي استمرت من فبراير شباط الى اغسطس اب عام 1988 .

وصدرت عليه أربعة أحكام بالاعدام كان اخرها قبل نحو اسبوع ويتعلق بهجوم على بلدة حلبجة الكردية العراقية قتل فيه الاف الاشخاص بالغاز السام.

وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في بيان ان المجيد لم يتعرض لاي شكل من أشكال سوء المعاملة خلال اعدامه على عكس الاهانات التي وجهت الى صدام حسين من جانب مراقبين شيعة عندما اعدم في ديسمبر كانون الاول عام 2006.

وقال فؤاد معصوم رئيس الكتلة الكردية في البرلمان في تعليقه على الاعدام ان العدالة قد نفذت.

واضاف معصوم ان "المجرم" نال ما يستحقه على الفظائع التي ارتكبها ضد الابرياء معربا عن امله في ان يكون ذلك درسا للاخرين.