رمز الخبر: ۲۰۱۵۶
تأريخ النشر: 09:23 - 27 January 2010
مصیب نعیمي
عصرایران - اذا حدث وطرق الاسماع كلام يتضمن بعض الحقيقة في يوم من الايام ، فهو ما قاله الوزير بلا حقيبة في الكيان الصهيوني يوسي بيليد، عن أن كيانه هذا لا يعتبر السلام مع جيرانه هدفا لتحقيقه ، معتبراً وقوع حرب جديدة مع حزب الله لبنان أمراً حتمياً .

ولقد صدق المثل القائل : من فمك أدينك ، اذ جاء هذا الاعتراف ليكشف بان هدف الكيان الصهيوني هو ذاته الذي زرعوه من اجله في ارض فلسطين ليتمدد ويتمدد ، فهو ومنذ ان انطلقت ما تسمى عملية التسوية وقبلها ولازال يعمل لتمرير نيته الحقيقية هذه المتمثلة بالتوسع ، من وراء التحايل على الآخرين في هذه العملية ، وافلح الى حد ما في لعبته القذرة هذه بدعم من الذين زرعوه في هذه المنطقة من الشرق الاوسط ، وهم اليوم يلعبون دور الوسيط لذر الرماد في العيون .

كما ان ادعاء هذا الوزير الصهيوني من اننا تلقينا هدية من التاريخ مرة واحدة ، تتمثل في بيت يهودي ، واذا فقدناه ، فلن تكون هناك فرصة ثانية ، يأتي تاكيدا على ان الكيان الصهيوني يتحرك وفق أجندة خاصة به إتفق بشأنها مع الذين احتضنوه ودعموه ولازالوا يساندونه بكافة الاشكال . وهذا يعني ان من يراهن على السلام معه حسبت صوره ، إما أن يكون مغفلاً أو متواطئاً لانه لا يمكن ان يحصل على شيء منه ولا حتى على خطوة تراجعية من هذا الكيان ، وهو الذي ضرب عرض الحائط جميع المواثيق والقواعد الدولية ، ولايتواني عن إقتراف أبشع الجرائم والارهاب بحق من سلب حقوقهم المشروعة وبحق غيرهم ، وفضلا عن ذلك يفسر القرارات الدولية لمصلحته لأنه يعلم بعدم وجود من يعارضه في ممارساته.

اما الوحيد الذي يبقى يتعرض للظلم والاضطهاد ، فهو الشعب الفلسطيني المحاصر هنا والمشرد هناك امام انظار العالم وحتى انظار الاشقاء الصامتين امام ما يحصل لهذا الشعب الصامد ، ويرى المرء أن العدو يجد في صمتهم هذا تشجيعا له في التمادي بغطرسته والضحك على الذقون .

ولكن رغم كل هذا سيبقى الشعب الفلسطيني وكما كان منذ اكثر من ستة عقود ، متمسكاً بحقوقه المشروعة ، ويعتبر المقاومة السبيل الانجع لتلقين العدو الدرس والرد عليه وعلى غطرسته ، حتى استعادة كامل حقوقه ، وقد اثبت تاريخ الشعوب ، أن الرهان على المقاومة يبقى السلاح الامضى في تحقيق الهدف .