رمز الخبر: ۲۰۵۲۵
تأريخ النشر: 08:06 - 08 February 2010
وقد توصل الامريكيون الى هذا الاستنتاج بانهم ليس لديهم اي قاعدة لدى الحكومة والشعب والتيارات السياسية في العراق وان التيارات الوحيدة التي يمكن ان يعولوا عليها لبقائهم في العراق هم عناصر حزب البعث والجماعات التكفيرية والارهابية.
عصر ايران – ان تصاعد التدخل السافر للسفير الامريكي في بغداد في الشؤون الداخلية للعراق اثار احتجاج رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي قال بصراحة متوجها الى السفير الامريكي بان العراق لن يسمح ل كريستوفر هيل بان يتخطى حدوده وان يخرج عن اطار المقررات الدبلوماسية.

وياتي تحذير المالكي الشديد للسفير الامريكي بعد ان تدخل السفير الامريكي في اعقاب رفض اهلية نحو 500 من المرشحين التابعين لحزب البعث للانتخابات البرلمانية وطالب باعادة النظر في هذه القضية.

وتعتبر معارضة اجراءات "هيئة المساءلة والعدالة" في العراق حول منع البعثيين من المشاركة في الانتخابات البرلمانية العراقية احدث حالات التدخل الامريكي السافر في الشؤون الداخلية للعراق.

وقبل هذا زار نائب الرئيس الامريكي جوزف بايدن العراق في اطار مهمة لممارسة الضغط على السلطات العراقية لاعادة النظر في رفض اهلية البعثيين ، الا ان المسؤولين العراقيين لم يرضخوا خلال تلك الزيارة للمطالب الامريكية وغادر بايدن العراق من دون تحقيق ماربه. ان التحركات الامريكية المكثفة ردا على رفض اهلية البعثيين مؤشر على ان واشنطن مستاءة ومنزعجة جدا من هذا الموضوع.

وقد توصل الامريكيون الى هذا الاستنتاج بانهم ليس لديهم اي قاعدة لدى الحكومة والشعب والتيارات السياسية في العراق وان التيارات الوحيدة التي يمكن ان يعولوا عليها لبقائهم في العراق هم عناصر حزب البعث والجماعات التكفيرية والارهابية.

وفي حال نجح المحتلون الامريكان في فرض عناصر حزب البعث والتيارات التابعة لهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة فانهم سيحصلون على موطئ قدم لهم في البرلمان العراقي وياملون بالا يكون البرلمان المقبل معارضا للسياسات الامريكية.

ان احدى الصلاحيات التي يتمتع بها البرلمان العراقي هي تحديد مصير القوات الاجنبية في العراق وصلاحية موافقة او معارضة استمرار تواجدها في العراق.

ان دعم عناصر حزب البعث وبقابا النظام العراقي السابق يعد جزء من استراتيجية اميركا في المرحلة الحالية في العراق والجزء الاخر منها هو الصفقات التي تعقد خلف الكواليس مع التيارات المتطرفة والارهابية في العراق وما تكشف اخيرا عن لقاء عقد اخيرا بين الزعماء الارهابيين وعدة مسؤولين اميركيين في الاراضي التركية.

وتواصل اميركا وحلفاؤها السياسة ذاتها في افغانستان والحوار مع طالبان وهذا مؤشر على ان القوى الاستعمارية مستعدة من اجل توفير مصالحها ان تتخلى عن مزاعمها بمحاربة الارهاب.

واليوم تتضح هذه الحقيقة اكثر من الماضي بان الادارة الامريكية الحالية لا تختلف عن باقي الادارات الامريكية وانها على النقيض من المزاعم التي اطلقتها والوعود الانتخابية التي اطلقها اوباما في تغيير السياسات فان اوباما مازال يواصل سياسات الادارات الامريكية السابقة.