رمز الخبر: ۲۰۶۶۷
تأريخ النشر: 09:18 - 17 February 2010
عصرایران - قال وزير الخارجية منوجهر متكي أمس الثلاثاء ردا على تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية حول ايران، اننا نأسف لاستخدام كلينتون مصطلحات وألفاظ مصطنعة لتخفي من خلالها حقيقة موقف الادارة الاميركية، ودفع الرأي العام في المنطقة باتجاه أمور غير واقعية وغير صحيحة.

وأعتبر متكي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي احمد داوود أوغلو بطهران في معرض رده على تصريحات كلينتون التي زعمت فيها بأن الجمهورية الاسلامية هي ديكتاتورية عسكرية، أعتبر اعتماد هذه الاساليب خداع جديد مؤكداً ان طبيعة هذه الحيل لا تنطلي على النخب والشعوب الواعية والمسؤولين الملتزمين في المنطقة ولن تجدهم نفعا.

وتابع متكي متسائلاً: هل ان الديكتاتورية العسكرية تتجسد في قتل مليون شخص في العراق معظمهم من الأبرياء بما فيهم الكهول والأطفال، أم في احتضان عشرات الآلاف من اللاجئين العراقيين وتقديم الدعم لحكومة العراق من اجل تعزيز الاستقرار والامن والسيادة المنبثقة عن الشعب ؟.

وتسائل وزير الخارجيه قائلاً: ألا تعتبر مهاجمة حفل عرس لأناس أبرياء في أفغانستان مصداقاً حقيقياً للديكتاتورية العسكرية أم ان استضافة نحو 3 ملايين من أبناء الشعب الأفغاني وماينجم عنها من تبعات وعواقب تمثل ديكتاتورية عسكرية؟.

وتطرق متكي الى تواجد الشعب الايراني الفاعل في الساحة و دعمه لمبادئ وأسس الثورة الاسلامية والذي تجسد في المسيرات المليونية بذكرى انتصار الثورة الاسلامية المباركة في 11 شباط مؤكدا ان ذلك يعكس مدى الحرية والاستقلال اللذين تتمتع بهما الجمهورية الاسلامية الايرانية.

وأشار وزير الخارجية الى سياسات اميركا الفاشلة في مختلف مناطق العالم وخاصة في لبنان وغزه وافغانستان مؤكداً: ان المسؤولين الاميركيين وبسبب سياساتهم الفاشلة والازمة الاقتصادية التي يتخبطون بها داخليا يسعون الى خلق المزيد من الازمات للدول الديموقراطية والمستقلة وذلك من خلال فرض الحرب الناعمة وانتهاج سياسة الخداع ضدها.

كما لفت متكي الى المشاريع الامريكية الفاشلة في منطقة الشرق الاوسط، موضحا ان مشاريع واشنطن حول مايسمى بالسلام ضمن نطاق مشاريع مدريد وأوسلو وآخرها في انابوليس وخطة ميتشل، جميعها بعيدة كل البعد عن حل المعاناة والالام الناجمة عن الاحتلال و الظلم الذي يمارسه الكيان الصهيوني.

وأكد متكي ان على امريكا ان تعترف رسمياً بحقوق شعوب المنطقة في تحقيق التنمية والازدهار وامتلاك التقنيات الحديثة من اجل حياة أفضل والعيش بسلام بعيدا عن الحقد والبغضاء، موضحاً: ان دول المنطقة لن تنخدع مطلقا بهذه السياسات الامريكية.

وسئل متكي عن تصريحات رئيس منظمة الطاقة الذرية الوطنية القاضية بتقديم الدول الثلاث (امريكا وروسيا وفرنسا) مقترحاً جديداً لايران حول الموضوع النووي ومن ثم فندتها هذه الدول، فاجاب: ان الدول الثلاث بعثت رسالة جديدة للوكالة الذرية تنص على اقتراح جديد وفق ما جاء في الترجمة وان طهران ترحب بأي اقتراح.

وأوضح وزير الخارجية اننا مستعدين لاستماع ودراسة كل ملاحظة أو رؤى يتم طرحها من قبل أي طرف سواء بشكل مباشر أوعبر الوكالة الذرية مؤكداً ان النشاطات النووية الايرانية السلمية ستواصل مسارها الطبيعي.

وردا على سؤال حول تبادل الوقود النووي وهل بحث مع نظيره التركي هذا التبادل في اراضي تركيا قال متكي اننا تبادلنا مع الاصدقاء الاتراك وجهات نظر بشأن قضايا متعددة خلال الاشهر الاخيرة كما كانت لدينا محادثات مع اليابان والبرازيل بشأن برنامجنا النووي.

وصرح رئيس الجهاز الدبلوماسي ان رؤية ايران سواء في مجال تبادل الوقود النووي أو انتاج الوقود محليا في مساره القانوني، تتسم بالشفافية والصراحة موضحاً ان كافة هذه القضايا مندرجة ضمن جدول اعمالنا.

وأضاف : ان تركيا هي أكثر قرابة لمواقف الجمهورية الاسلامية قياسا بالدول الأخرى وهذا ما يشكل عاملاً مهما لتفهيم وتنوير افكار الآخرين الذين قد يكون لديهم غموضاَ بشأن ايران. وفي جانب آخر من المؤتمر، قال وزير الخارجية انه يجب على الاميركان مساعدة انفسهم مضيفاً ان الخطوة الاولى في هذا المجال تتمثل في التوصل الى فهم صحيح عن ظروف المنطقة.

وأجاب متكي ردأ على سؤال بشأن الجولات المكوكية في المنطقة من قبل أمريكا والكيان الصهيوني قائلاً: إن الجولات المكوكية في المنطقة مثيرة لأطماعهما، وكأن الأمريكيون لم يتخذوا العبرة من الذين كانوا يأتون في السابق لكي يستفيدوا من حصيلة تلك الزيارات، وأكد متكي على أن الدكتاتور هو الذي شن حرب فيتنام وعلى المسؤولين الأمريكيين أن يقوموا بشرح الحقائق فيما يتعلق بأحداث 11 سبتمبر وتجييش القوات في أفغانستان والعراق.

وردأ على سؤال بشأن الزيارة الأخيرة التي قام بها نتنياهو الى موسكو من أجل إقناع روسيا لزيادة الضغط وفرض العقوبات على ايران، قال متكي : لا قيمة لتحركات القادة الصهاينة في المنطقة، وعليهم أن يقوموا بالإجابة على جرائمهم، حيث لن يمكنهم استعادة ماء وجههم عبر هذه المهازل.
وأضاف متكي : أن الشعب الايراني خلال 30 سنة الماضية أثبت أنه قائم على نفسه ويتوكل على الله.

وفيما يتعلق بمحاولات امريكا لتقليص حجم الدعم الذي تقدمه الصين وروسيا لايران قال : إن الصينيين يعرفون جيداً أن أمريكا تقصد السيطرة على مصادر الطاقة في الشرق الأوسط – بإستثناء ايران – وتبذل جهدها للحصول على مصادر الطاقة في أفريقيا وهناك قضايا وخلافات بين الصين وأمريكا بشأن الطاقة وقضية تايوان وقضايا أخرى. وروسيا تعتبر جارتنا وقد إتخذت قرارات صحيحة في مختلف المجالات حتى الان تمهّد الأرضية للتعاون الثنائي بين البلدين.

وأعتبر متكي دور تركيا في قضية ايران النووية مهمة وقال، ان تركيا لم تلعب دور الوسيط ولكننا نستشيرها في هذا المجال.

وأشار متكي الى رفع مستوى العلاقات الإقتصادية بين ايران وتركيا الى 30 مليار دولار خلال 5 سنوات القادمة، وأعرب متكي عن أمله أن تتم إقامة الإنتخابات القادمة في العراق بنجاح، وندّد بكل عمل يؤدي الى إضعاف ارادة الشعب العراقي في هذا المجال، كما شجب الجرائم المرتكبة بحق شعب غزة الأعزل وأكد على استعادة حقوق الشعب الفلسطيني.

ومن جانبه قال وزيرالخارجية التركي لدى اجتماعه بنظيره الايراني ان على ايران وتركيا ان تتشاورا في مجمل المستجدات الإقليمية وهذا يصب في مصلحة شعوب المنطقة. وحول الاوضاع في فلسطين وأفغانستان والعراق شدد الوزيران على ضرورة تعزيز العلاقات بين البلدين.

وأشار وزير الخارجية التركي الى الاخطار التي تحدق بالمنطقة قائلاً: ان دول المنطقة وحدها التي ينبغي ان تعمل لتسوية الازمات الاقليمية من خلال التعاون المشترك. كما شدد اوغلو على ضرورة احلال السلام في العراق وأفغانستان مشيراً الى الانتخابات في العراق معرباً عن أمله بأن تتم هذه الانتخابات في اجواء ودية ونزيهة.

وأضاف: ان المحادثات مع الجانب الايراني شملت قضايا أقليمية ودولية ووصفها بالإيجابية، مشدداً على ان طهران وأنقرة تؤيدان الحل الدبلوماسي لمشاكل المنطقة بدلاً من اللجوء الى العنف. وأضاف: بأنه تم التباحث في اللقاء المشترك مع متكي حول البرنامج النووي الايراني.