رمز الخبر: ۲۰۶۹۲
تأريخ النشر: 09:13 - 18 February 2010
عصرایران - استدعت الخارجية البريطانية سفير إسرائيل في لندن على خلفية اتهام بعض المشتبه فيهم في اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود المبحوح باستخدام جوازات سفر بريطانية.
 
ويأتي ذلك في وقت أعلنت فيه إسرائيل أنه لا دليل على تورط جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) في عملية الاغتيال.
 
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية إن "تزوير جوازات السفر البريطانية قضية جدية، وستواصل الحكومة اتخاذ جميع الخطوات الضرورية لحماية المواطنين البريطانيين من تزوير هوياتهم".
 
وأضاف أن السفارة البريطانية في تل أبيب على اتصال مع المواطنين البريطانيين المتضررين، "وستظل مستعدة لأن تقدم لهم الدعم الضروري".
 
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عنه تأكيده أن السلطات البريطانية المختصة ستقوم بالتحقيق في القضية بالتعاون مع نظيرتها في الإمارات.
 
وكان رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون تعهد بفتح تحقيق شامل لمعرفة ملابسات استخدام تلك الجوازات البريطانية المزورة في عملية الاغتيال.
 

وأضاف في تصريحات لإذاعة أل بي سي البريطانية أن جواز السفر البريطاني وثيقة مهمة يجب الحفاظ عليها بحرص، مضيفا أنه ينتظر مزيدا من الأدلة حول حقيقة ما حدث قبل أن يدلي بتصريحات إضافية.

وكان عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم منزيس كامبل حث وزارة خارجية بلاده على استدعاء السفير الإسرائيلي في لندن لشرح الرابط بين الجوازات البريطانية المزورة وعملية اغتيال المبحوح.

وشدد كامبل –وهو عضو عن الحزب الديمقراطي الليبرالي- على أن ثبوت تورط الحكومة الإسرائيلية في سلوك من هذا النوع يعني خرقا جديا للثقة بين البلدين.

متورطون

وكانت شرطة دبي قد كشفت الثلاثاء أن 11 شخصا نفذوا عملية تلك العملية في أحد فنادقها في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وأن ستة منهم يحملون جوازات سفر بريطانية فيما يحمل ثلاثة آخرون جوازات سفر إيرلندية والعاشر جوازا ألمانياً والأخير جوازا فرنسيا.
 
ويعتقد أن القتلة هم أعضاء في فريق اغتيال أرسله الموساد حيث أعلن سبعة ممن وردت أسماؤهم في بيان شرطة دبي أنهم يقيمون في إسرائيل وأنهم فقدوا جوازاتهم، مؤكدين أن أسماءهم وردت في الإعلان لكن الصور على الجوازات هي لأشخاص آخرين.
 
ونقلت رويترز عن مصدر مقرب من الاستخبارات الفرنسية أن رقم جواز السفر الفرنسي الذي أعلنت شرطة دبي أنه استخدم من قبل أحد أفراد فريق الاغتيال صحيح لكن اسم المستخدم مزور. وأضاف المصدر أن عملية التزوير كانت متقنة.
 
وبدورها بدأت السلطات النمساوية عملية تحقيق في قيام سبعة من فريق اغتيال المبحوح باستخدام شرائح اتصالات هاتفية مسبقة الدفع تابعة للشبكة النمساوية خلال قيامهم بتنفيذ العملية.
 
موقف ليبرمان

وفي غضون ذلك دافع وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان عن جهاز الموساد، وقال إنه لا دليل على قيامه باغتيال محمود المبحوح الشهر الماضي.
 
وأبلغ ليبرمان إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه ما من سبب للاعتقاد بأن الاغتيال من عمل الموساد وليس أي جهاز استخبارات أو بلد لديه رغبة في إيقاع الأذى.
 
لكنه لم ينف أو يؤكد في المقابل تورط إسرائيل في اغتيال المبحوح، مشددا على أن إسرائيل تعتمد عادة "سياسة الغموض" في عملها الاستخباراتي وأنه لا دليل على وقوفها وراء عملية الاغتيال تلك.
 
وأبدى ليبرمان عدم اكتراثه بشأن إمكانية نشوب أزمة دبلوماسية مع بريطانيا جراء استخدام جوازات سفر مزورة لمواطنيها في العملية التي يشتبه في قيام الموساد بتنفيذها.
 
وكانت حماس اتهمت الموساد بالوقوف وراء العملية في حين لم تستبعد دبي قيام هذا الجهاز بذلك.
 
سوابق إسرائيلية

ويذكر أن فرق الاغتيال الإسرائيلية استخدمت في السابق جوازات سفر أجنبية مثلما حدث عام 1997 عندما دخل أفراد من المخابرات الإسرائيلية إلى الأردن بجوازات سفر كندية في محاولة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل.
 
كما استخدم أحد ضباط المخابرات الإسرائيلية جواز سفر مواطن كندي سافر إلى إسرائيل تبين فيما بعد أنه كان ضحية انتحال شخصية.
 
وفي 2005 اعتذرت إسرائيل لنيوزيلندا بعدما قضت محكمة في أوكلاند بالسجن ستة أشهر على اثنين من أفراد الموساد لحصولهما على جوازات سفر نيوزيلندية بطريقة غير مشروعة.